ارتفع إلى واحد وأربعين شهيدا وأكثر من ثلاثمائة جريح عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت وسّعت فيه المقاومة مدى قصفها لتشمل مدن الخضيرة وتل أبيب والقدس. وكانت إسرائيل شنت سلسلة غارات على مناطق عدة في القطاع لليوم الثالث على التوالي كما واصلت استهداف منازل قياديين في فصائل المقاومة. وتوعدت إسرائيل بتكثيف غاراتها على غزة إذا استمرت فصائل المقاومة في قصف المدن الإسرائيلية. وأوضحت تقارير أن الغارات الإسرائيلية تصاعدت منذ صباح الأربعاء، وأدت إلى استشهاد طفل شرق غزة، وامرأة مسنة في حي المغرافة، وشاب في غارة استهدفت دراجة نارية في بيت لاهيا شمال القطاع. وشملت قائمة الشهداء أيضا فلسطينيين آخرين في غارة على أرض زراعية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وسيدة وابنها في غارة على بيت حانون شمال القطاع. وقالت مصادر أمنية في قطاع غزة إنه تم تدمير أكثر من ستة منازل صباح الأربعاء في غارات إسرائيلية، مشيرة إلى أن عدد المنازل المدمرة منذ بدء العملية العسكرية بلغ 52 منزلا. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال موتي ألموز قد قال إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن 160 غارة خلال الليل، مما رفع عدد الهجمات الجوية إلى 440 غارة منذ بدء عملية "الجرف الصامد". وأشار إلى أنه تم استهداف 120 موقعا لإطلاق الصواريخ وعشرة مراكز قيادية لحركة المقاومة الإسلامية و"العديد من الأنفاق، ومكاتب لوزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني لحركة حماس". وأوضحت التقارير أن الطيران الإسرائيلي الحربي يحلّق بكثافة ودون انقطاع في سماء غزة، ويشن غارات استهدفت أيضا منازل قياديين ونشطاء، حيث استُهدف منزل قيادي في حماس شمالي القطاع. وفي المقابل أعلنت إسرائيل لأول مرة أمس، أن صاروخا أطلقته كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- وصل إلى مدينة الخضيرة في شمال إسرائيل. وتبعد المدينة نحو مائة كيلومتر عن قطاع غزة بما يظهر تقدما غير مسبوق في القدرة الصاروخية لكتائب القسام التي هددت سابقا بمفاجآت غير متوقعة لإسرائيل. كما أعلنت الإذاعة أن صافرات الإنذار دوت في مدينة تل أبيب وسط إسرائيل صباح أمس، جراء إطلاق خمسة صواريخ من قطاع غزة باتجاهها دون وقوع إصابات أو أضرار. ودوت أيضا صفارات الإنذار في موديعين بشمال القدس. وأفاد مراسل الجزيرة بأن كتائب القسام قصفت تل أبيب بأربعة صواريخ أم 75، كما قصفت مطار نيفاتيم العسكري لأول مرة الذي يقع على بعد سبعين كيلومترا من قطاع غزة. وقصفت أيضا أسدود وكريات ملاخي بنحو عشرين صاروخا.