تشهد مدينة غرداية في اليومين الأخيرين تجدد الاشتباكات بين مجموعة من الشباب على خلفية حادثة المرور التي توفي من خلالها شاب ميزابي، قالوا أنه تعرض للقتل، بينما أكدت السلطات المحلية أنها لا تعدوا سوى حادثة مرور بدراجة نارية. وقد تسبب الأحداث المتواصلة في حرق حوالي ثلاثين مسكنا إضافة إلى هدمها، كما شهدت انتقال بعض السكان القاطنين بمكان الأحداث إلى مناطق أخرى كخطوة احترازية للابتعاد عن التهديدات القائمة. حادثة المرور أو "مقتل" الشاب أوجانة..تطلق شرارة المواجهات اندلعت الاشتباكات يوم الخميس الماضي بين مجموعة من الشباب الغاضب وقوات الدرك الوطني التي حالت دون انتقالهم لحي عين لوبو، الذي كان من شأنه دفع تكاليف كبيرة جراء ذلك. وقد استمرت هذه المواجهات إلى غاية السادسة صباحا، ثم توقفت، لتعود بعد ذلك على مرتين أول أمس الجمعة وذلك بعد صلاة الظهر ثم بعد ذلك بعد الافطار، أين تجددت الاشتباكات بين الشباب الذين قاموا بحرق بعض المنازل والذين دخلوا في مواجهات مع قوات الدرك الوطني. انتقلنا إلى مسرح الاشتباكات في حي بابا سعد الذي كان يغرق في ظلام دامس، بسبب اطفائهم للأضواء، أين وجدنا مجموعة من الشباب يقومون بتحضير الحجارة بعد هدمهم للبيوت التي سبق حرقها صباحا، إضافة إلى استخدامهم للألعاب النارية،ّ بينما استخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع للحيلولة دون استمرار المواجهات، وسط انتشار واسع لقبعات الدراجات يستخدمها الشباب للإحالة دون الاصابة، وبالرغم من ذلك وقع مجموعة من الجرحى في صفوفهم، شاهدناهم أمامنا أين تم نقلهم لسعفهم. جهود متسارعة لايقاف "النزيف" أ3كد والي ولاية غرداية عبد الحكيم شاطر في حديث سابق مع "البلاد" على شروعه في حوارات موسعة مع مختلف الفاعلين لإيجاد حل عاجل للقضية، إضافة إلى تشديده على فتح تحقيق معمق في هذا الخصوص. كما أنه تم استنفار كل القوات الأمنية بخطة محكمة للتحكم على الوضع بعيدا عن العنف. من جهته، أوضح عضو لجنة التنسيق والمتابعة باباز خذير في تصريح ل«البلاد"، أن حي لوبو "شهد أزيد من 70 اعتداء مسجل على مستوى مصالح الأمن، ولم نشهد تعزيزات أمنية على مستوى هذه النقطة بالرغم من التنويه بذلك مع كل المسؤولين"، مؤكدا أن "التصريحات اللامسؤولة لبعض المسؤولين هي السبب في تأجج الاحتجاجات على مستوى المنطقة". كما دعا المتحدث إلى التعقل والابتعاد عن العنف في المنطقة التي تعرف بأمنها وأمانتها، يضيف باباز الذي شدّد على أن "مشكل غرداية أكبر من المسؤولين المحليين"، طالبا من الحكومة التكفل بمشكل غرداية. وفي نفس السياق استنكر عضو لجنة التنسيق والمتابعة با أحمد بابا موسى ما قال أنها "العمليات الممنهجة ضد الشباب الميزابي، إضافة إلى تعامل الحكومة مع الوضع في غرداية". طالبا بايفاد لجنة تحقيق وطنية تكون ممثلة على أعلى مستوى للتحقيق في الجرائم التي تحدث على مستوى منطقة غرداية". استهجان واسع لما يقع بالمنطقة وفي حديث "البلاد" مع المواطنين، التمسنا استهجانا واسعا لدى عموم المواطنين، فالكل غير راض بما يقع الآن سواء حسبما استقيناه أثناء تواجدنا بدائرة المنيعة من خلال اراء المشاركين في المسابقة أو غيرهم. وكذا عند انتقالنا لمسرح المواجهات، أين أبدى لنا العديد منهم تذمرهم لما يقع و عدم رضاهم بكل هذه الأحداث فلا أحد يرضى بالدمار أو التخريب.