اندلعت ليلة الخميس إلى الجمعة مواجهات بين عناصر الدرك الوطني وشباب من حي باب الحطب بغرداية، على إثر وفاة شاب رجحت السلطات المحلية فرضية تعرضه لحادث سير، فيما أكد شباب الحي اغتياله رشقا بالحجارة وطالبوا بالقصاص، ويعد الضحية عاشر قتيل يسقط بغرداية بسبب تردي الوضع الأمني بالمدينة وثاني ضحية خلال شهر رمضان المعظم، فيما أسفرت المشادات عن إصابة عشرة عناصر من قوات حفظ النظام . عاش حي باب الحطب بغرداية خلال الفترة ما بين الساعة العاشرة والنصف من ليلة الخميس إلى غاية الساعة الثانية من صباح يوم الجمعة، مواجهات عنيفة بين قوات الدرك الوطني وشباب المنطقة، اضطرت خلالها قوات حفظ النظام إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الشباب الذين كانوا يطالبون بالقصاص والانتقام لما اعتبروه مقتل شاب رشقا بالحجارة، رافضين فرضية السلطات العمومية التي رجحت تعرضه لحادث سير. وكانت خلية الاتصال بالأمن الولائي قد أعلنت، أمس الأول، وفاة سائق دراجة نارية في الأربعين من العمر في حدود الخامسة صباحا إثر اصطدامه بشاحنة كانت متوقفة بحي عين لو بو بغرداية، حيث بينت العناصر الأولية للتحقيق وشهود عيان أن الضحية الذي لم يكن يستعمل خوذة الأمن كان قادما من حي الشعبة على متن دراجة نارية قبل أن يصطدم بشدة بمؤخرة شاحنة كانت مركونة على جانب الطريق بعين لوبو. من جهتهم، رفض شباب حي باب الحطب فرضية الحادث مرجحين تعرض ابن حيهم للاغتيال رشقا بالحجارة وهو ما فنده بدوره المكلف بالاتصال مؤكدا أن الأمر يتعلق بحادث سير، ولقد أعادت حادثة وفاة المدعو أوجانة سيد أحمد المواجهات العنيفة إلى مدينة غرداية، حيث أكد عضو لجنة التنسيق والمتابعة لأحداث غرداية خضير باباز، في تصريح صحفي أن عودة المشادات مردها تصريحات السلطات الولائية التي أكدت أن وفاة الشاب أوجانة سيد أحمد كان بسبب حادث مرور ولم يتعرض للرشق بالحجارة، مضيفا أن »هذه تصريحات غير مسؤولة ونحن كلجنة تنسيق ومتابعة لدينا أدلة دامغة تؤكد أن الضحية تعرض لعملية قتل بنفس الطريقة التي قتل بها الشاب اليسع عوف منذ أسبوع«. وتجددت ليلة الخميس إلى الجمعة المشادات بين عناصر الدرك الوطني وشباب بني ميزاب، واندلعت المواجهات بين الطرفين من الساعة العاشرة والنصف من ليلة الخميس إلى غاية الساعة الثانية من صباح يوم، تدخلت خلالها مصالح الدرك الوطني واستعلمت القنابل المسيلة للدموع، بكل من سوق الحطب وعين لبو من ناحية مسجد الإصلاح ببابا السعد، كما تم منع المصلين من الدخول لمسجد التقوى بالغاز المسيل للدموع مما حال دون تمكنهم من أداء صلاة التراويح. إلى ذلك، أكد عضو لجنة التنسيق والمتابعة لأحداث غرادية، خضير باباز، في تصريح نقله الموقع الاليكتروني »الحدث الجزائري« أن العشرات من المواطنين القاطنين بحي باب الحداد وسط مدينة غرداية أفطروا يوم الخميس ولم يتمكنوا من إكمال الصيام بسبب كثرة القنابل المسيلة للدموع التي تم رميها على الحي لمنع تجمع الميزابيين للتنديد بمقتل احدهم. ويعّد الشاب الميزابي أوجانة سيد أحمد الذي لم يتجاوز العقد الرابع من عمره، عاشر ضحية منذ اندلاع العنف بالمنطق، والثاني خلال شهر رمضان الفضيل حيث توفي في نفس الظروف شاب جامعي في ال17 من العمر متأثرا بإصابته البليغة على مستوى الرأس إثر تعرضه في وقت باكر من صبيحة أول أيام الشهر الفضيل للرشق بالحجارة وهو على متن دراجته النارية بمنطقة بوهراوة بغرداية.