لقيت الحفلات الغنائية التي تشهدها عاصمة ولاية البويرة خلال شهر رمضان المعظم استياء كبيرا لدى العائلات البويرية خاصة أنها أرّقت هدوءها وأزعجت سمعها في ليالي رمضان الطاهرة التي يسعى فيها المواطن إلى عمل كل ما يتيح له أن يناله من أجر العبادة الى جانب تزامنها مع ما يحدث في غزة. واستنادا الى تصريح بعض العائلات فإن حفلات "الشطيح والرديح" التي تحتضنها دارالثقافة "علي زعموم" بوسط المدينة قبل انتهاء صلاة التراويح تتنافى والتعاليم الإسلامية، فالشهر الفضيل موسم للعبادة والتقرب الى رب العباد والإكثار من الطاعات والصدقات وبذل الخيرات للقريب والبعيد وحتى عابر السبيل وكل محتاج فقير. فهو شهر للصلاة وقراءة القرآن وليس لإحياء حفلات السهر والمجون التي أصبحت تزاحم أصوات القراء الصادحة من المآذن. وهي الحقيقة المرة التي لمسناها في الأسبوعين الأول والثاني من شهر رمضان مثلما هو الشأن للحفلة التي تم بتخصيص مساحة للفرقة الموسيقية بمحاذاة مسجد ابن باديس الذي لا يبعد عنها إلا بأمتار قليلة، لتمتزج تلاوة القرآن الكريم بالنغمات الموسيقية والكلام غير اللائق، الامر الذي تذمر منه السكان خاصة المصلين. الحفلات خصصت لها أغلفة مالية معتبرة في الوقت الذي تم فيه تهميش المنشدين والمحاضرين وحتى الأئمة من خلال عدم دعوتهم لتقديم محاضرات ومداخلات دينية وعلمية يستفيد منها الجميع، حيث غابت المسابقات الأدبية والدينية وحلت محلها العروض الصاخبة التي أكد في شأنها الكثير من المواطنين أنها تعدت على قدسية الشهر الكريم خاصة أن القائمين على تنظيمها جلبوا المغنين والمغنيات تحت اسم سهرات رمضان دون مراعاة للدين والأخلاق والمجتمع. وقد صرح رب عائلة بأنه في السنوات الماضية كانت مثل هذه النشاطات تختفي مع تصفيد مردة الجن والشياطين لكن اليوم لا بأس فشيطان الإنس أجبر شيطان الجن على التقاعد وحل محله في شهر رمضان الكريم . وقد لقيت حفلات رمضان استنكارا كبيرا لدى سكان الولاية لما يحدث في غزة، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق خلال العدوان الذي يعيشه تم تنظيم حفلات راقصة الى غاية الساعات الاخيرة من الليل بمشاركة أعداد هائلة من الشباب يخضعون فيها الى التنويم لتصبح القضية الفلسطينية قضية بلا معنى ولا هوية لدى الكثير من شباب البويرة الذين همهم الوحيد اسم المغني او الفرقة التي ستحيي السهرة. أما بالنسبة لبرامج إذاعة البويرة الجهوية فقد لقيت استحسان سكان الولاية وحتى الولايات المجاورة خاصة أن برامجها خضعت لتعديل بالموازاة مع شهر رمضان حيث تم اعداد برامج دينية قيمة مثل حصة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية الذي يبث يوميا، برنامج فقه أمام دار الهجرة، فقه المذهب المالكي، وحصة في رحاب رمضان وغيرها الى جانب برامج ثقافية تربوية هادفة ومسابقات دينية تتمثل في حصة إنشادية دينية للمنشد حمزة مزيان وأخرى مخصصة للأطفال يتم فيها التطرق الى الحكايات الشعبية التي تحمل عبرة ومغزى والتي تهدف الى غرس المحبة والتآخي في قلوب الناشئة وتحسين مستواهم الثقافي والعلمي.