اجتماعات مكثفة للمكلفين بمكافحة الإرهاب بسبب تدهور الوضع الأمني في تونس علمت ‘'البلاد'' من مصدر أمني مأذون أن قيادة الجيش الوطني الشعبي وضعت مصالحها ووحداتها المكلفة بمكافحة الإرهاب في حالة استنفار دائمة تحسبا لأي تسلل لإرهابيين من جبل الشعانبي التونسي الذي يشهد اشتباكات بين الجيش التونسي وإرهابيين بولايتي القصرين والكاف، غير بعيد عن الحدود الجزائرية. وجاءت هذه التدابير الطارئة بعدما لوحظت تحركات لإرهابيين في الولايات الحدودية استدعت تنقل قيادات عليا في الجيش والدرك الوطني اعتقادا بوجود خطة لخروج مسلحين من تونس لدخول الأراضي الجزائرية عبر البوابة الشرقية. وفي هذا الإطار، باشر قائد الناحية العسكرية الجهوية الخامسة بقسنطينة أمس الأول، دورية لولايات الشرق لمعاينة جاهزية الوحدات القتالية ووحدات التدخل على نقاط التماس الحدودية مع الجمهورية التونسية بفعل التدهور الأمني غير المسبوق في هذا البلد وتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش التونسي والمجموعات الإرهابية المتحصنة في جبل الشعانبي التي خلفت -حسب مصادر رسمية- مقتل 14 جنديا في حصيلة مؤقتة. وعلى نفس الصعيد، أفادت مصادر "البلاد" بأن القائد العام للدرك، اللّواء أحمد بوسطيلة قد كلف أمس الأول وفدا أمنيا يترأسه قائد حرس الحدود العقيد بركاني محمد للقيام بدورية "مستعجلة" للحدود الشرقية، وبالضبط إلى كل من ولايات والطارف وتبسةوسوق أهراس. وتستهدف الجولة الطارئة للمسؤول الأول على حرس الحدود الاجتماع مع مسؤولي وحدات وسرايا حرس الحدود، ومعاينة المراكز الحدودية تمهيدا لإقرار خطة جديدة للتعامل مع مستجدات الوضع الأمني في المنطقة. ودفعت التحركات الإرهابية على مستوى المرتفعات الجبلية المشتركة بين البلدين وخاصة بجبال الشعانبي وما جاورها، قوات الدرك إلى اتخاذ مخطط خاص يقضي برفع تعداد أعوان الدرك وتدعيمه بمعدات جديدة دخلت حيز الخدمة العملية مؤخرا من أجل تنفيذ خدمات مراقبة نهارية وليلية. واطلع قائد الناحية العسكرية الخامسة عن قرب في أول محطة من الطارف التي ستقوده إلى ولايتي سوق أهراسوتبسة عن سيرورة عمليات التمشيط على طول الشريط الحدودي بما فيها استعمال المراقبة الجوية بطائرات الهيلكوبتر لحماية الحدود من أي تسلل أو اختراقات محتملة من طرف جماعات إرهابية تونسية يحتمل فرارها إلى التراب الجزائري. وأشارت مصادر "البلاد" إلى أن الجيش الجزائري زاد من وتيرة أعمال المراقبة في اليومين الأخيرين تحسباً لأي تطورات عسكرية، خصوصا مع رصد تحركات مكثفة على طول الخط الممتد من محور ولاية القصرين التونسية حتى مرتفعات ولايتي جندوبة والكاف التونسيتين. وتابعت ذات المصادر أن إجراءات المراقبة غير المسبوقة شملت كل النقاط الحدودية الحساسة، بما فيها النقاط والثغرات التي اعتاد أن يسلكها مهربو الوقود والمخدرات التي قد تلعب الدور اللوجستيكي للجماعات الإرهابية في الضفتين. وشملت الطلعات الجوية أقصى حدود بلدية عين الكرمة في الطارف، مرورا ببلدية عين قشة في تبسة وانتهاء بأقصى حدود البلديات القريبة من التراب التونسي في ولاية الوادي. وأفادت مصادر موثوقة ل''البلاد'' بأن وزارة الدفاع الوطني وضعت جميع القوات العاملة على الشريط الحدودي مع تونس محل استنفار دائم. ويتوخى القائمون على الجيش الوطني الشعبي الحصول على تقارير ميدانية حول مدى استجابة الوسائل المسخرة للجانب العملياتي في تسيير مخطط الجيش ‘'المستعجل'' لمراقبة الحدود، قياسا لتطورات في الجبهة الشرقية على الحدود مع تونس.