أطلقت وحدات الجيش الوطني الشعبي، أمس، عملية عسكرية استخدمت فيها الدبابات والمروحيات ضد معاقل إرهابيين يعتقد تسللهم منذ أسابيع عبر منافذ حدودية سرية مع الجمهورية التونسية. وقال مصدر مطلع في تصريح ل«البلاد" إن "عملية (عسكرية) خاصة وواسعة النطاق انطلقت من مرتفعات السلسلة الجبلية لبني صالح في ولاية الطارف باستعمال الدبابات والمروحيات العسكرية مرورا بغابات سوق أهراس وڤالمة وتبسة والوادي". وجاءت ردة فعل المصالح الأمنية المشتركة في أقصى شرق الجزائر، متزامنة مع عمليات قصف مكثفة تقوم بها مدفعية الجيش التونسي في جبل الشعانبي من ولاية الڤصرين وسط غربي البلاد، إثر رصد تحركات بعض العناصر المسلحة الموجودة بالجبل. وتابع المصدر أن مجالس الأمن المحلية في ولايات الطارف وتبسة وڤالمة وسوق أهراس وأم البواقي وخنشلة والوادي، دخلت في اجتماعات تنسيقية لهيئات رقابة الحدود تجنبا لاحتمال تسلل مسلحين إلى التراب الوطني. وكلف قائد الناحية العسكرية الخامسة حسب مصدر مأذون المركز المتقدم المتخصص في مكافحة الإرهاب بجبل بودخان الواقع بإقليم ولاية خنشلة بتسيير الإستراتيجية الأمنية لمواجهة أي انفلات أمني على الحدود الجزائريةالتونسية، حيث تم استقدام أكثر من 9 آلاف عنصر من مختلف القوات المشتركة على مسافة تقارب 460 كلم طولي من مثلث الحدود التونسية بين تبسة ووادي سوف، إلى غاية شمال الولاية للحدود مع سوق أهراس والطارف. وأشار المصدر إلى أن الجبهة الشرقية تعززت قواتها الميدانية التابعة لوحدات الجيش والدرك الوطنيين بأكثر من 100 برج مراقبة مدعمة بكاميرات متطورة ستغطي كل منها مسافة بنحو 5 كيلومترات لمراقبة التحركات المشبوهة لمافيا التهريب ومحاولات التسلل للعناصر الإرهابية، خاصة عبر المسالك السرية والمنافذ الغابية والجبلية الوعرة، وتم وضع هذه القوات على أهبة الاستعداد للتصدي لأي طارئ أو محاولة لخرق الحدود من طرف العناصر المسلحة النشطة في صفوف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وأفادت مراجع أمنية في حديث مع "البلاد" أن قيادة الجيش الوطني الشعبي منحت ضوءا أخضر للناحيتين العسكريتين الخامسة والسادسة، إضافة إلى تعليمات لنشر المزيد من القوات البرية والجوية في مناطق التهديد الجديدة في ضوء الاضطراب المسجل على الحدود مع تونس وليبيا، وهي التطورات التي دفعت الرئيس التونسي منصف المرزوڤي لفرض منطقة عزل عسكرية على طول حدود تونس لتحييد الخطر الإرهابي القادم من جبل الشعانبي. وكانت قيادة الجيش قد قضت في وقت سابق على مرحلتين على 11 إرهابيا من جنسيات تونسية وجزائرية وليبية تسللت من مرتفعات جبل الشعانبي على متن سيارات رباعية الدفع.