وصرح مشعل بأن حماس وافقت على التعامل مع الجهود المصرية الساعية إلى تهدئة تبدأ بغزة وتمتد لاحقا إلى الضفة بشرط أن تكون متبادلة ومتزامنة وأن يتوقف في ظلها العدوان الصهيوني بشكل كامل وأن تتضمن رفع الحصار عن القطاع وفتح جميع المعابر، بما فيها معبر رفح الحدودي مع مصر. وأضاف أن هذا العرض بالتهدئة "جاء بعد فشل المحاولات الإسرائيلية لاجتياح قطاع غزة وفي ظل انكسار الهجمة الإسرائيلية العدوانية على شعبنا، وفي زمن يمر فيه الفلسطينيون بمرحلة صعبة ودقيقة مفتوحة على كل الاحتمالات ميدانيا وسياسيا. وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس أن الحركة تشترط أن تكون الهدنة مع إسرائيل في إطار توافق فلسطيني وباتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية. وقال "طلبنا من الإخوة في مصر أن يجيبونا بوثيقة مكتوبة تتضمن التزامات واضحة ومحددة من الاحتلال الإسرائيلي على موضوع هذه التهدئة، وسنحكم على أي اتفاق في ضوء برنامج الوفاق الوطني الفلسطيني. وأشار مشعل إلى أن حماس تجاوبت مع الجهود المصرية من موقع قوة وليس من موقع ضعف، ونحن في انتظار أن يضعونا في صورة الموقف الإسرائيلي الرسمي وبناء عليه سنعلن موقفنا. وحذر مشعل في الوقت نفسه من قرب انفجار الشعب الفلسطيني بسبب استمرار الحصار، مؤكدا أن الانفجار سيكون في وجه كل من قام بدعم إسرائيل في حصارها للشعب الفلسطيني الأعزل ، متوعدا بالمفاجات . وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر مساهمة في موضوع هذه الهدنة، قال مشعل إن كارتر عرض فقط وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية من غزة لمدة 30 يوما "مبادرة من طرف واحد لعل ذلك يجعل إسرائيل توقف عدوانها على الشعب الفلسيطيني". وأضاف "رفضنا هذا العرض وقلنا إن الإخوة في مصر يسعون في تهدئة متبادلة"، مشيرا إلى أن حماس أعلنت تهدئة من طرف واحد عدة مرات لكن دون جدوى. وبخصوص احتمال التفاوض مع سوريا والانسحاب الإسرائيلي من الجولان مقابل السلام والتطبيع مع إسرائيل، ومدى تأثير أي تقدم في هذا الموضوع على حماس وقيادتها في الخارج، قال مشعل إنها ستكون "تأثيرات محدودة" لأن "نضال الشعب الفلسطيني هو أساسا في الداخل". واعتبر أن "إسرائيل ليست جادة في عرضها للانسحاب من الجولان"، مشيرا إلى أن استطلاعات رأي حديثة تظهر أن أغلبية الإسرائيليين يرفضون الانسحاب من الجولان. وفي موضوع صفقة تبادل الأسرى ومصير الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، قال مشعل إن هذه الصفقة مؤجلة لاعتبارات سياسية، مؤكدا أنه لا جديد في الموضوع بسبب ما أسماه "التعنت الإسرائيلي". واستطرد مشعل "استنتجنا أن هناك أطرافا في المنطقة لا تريد أن تتم هذه الصفقة حتى لا تفرج إسرائيل عن الوزراء المنتمين لحماس وكي لا يتغير المسار السياسي الفلسطيني ولا يتأثر المسار التفاوضي الذي يسير فيه الرئيس محمود عباس". من جهتها حذرت الجامعة العربية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة إثر تعليق وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا " تقديم مساعدات غذائية للأهالي. وقال هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة أن هذه الأوضاع، بالإضافة إلى استمرار القوات الإسرائيلية في هجومها على الفلسطينيين في القطاع، تُنذرُ بكارثة إنسانية غير مسبوقة تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسئوليتَها. كما أعلن البنك الدولي امس الاحد ان الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة أدى الى وقف 96 بالمئة من العمليات الصناعية في القطاع. وقال البنك في تقرير له بان مليارات الدولارات التي تم التعهد بها للفلسطينيين ليس لها تاثير يذكر بسبب القيود الاسرائيلية على حرية الحركة والتجارة حيث لم يحدث تقدم يذكر لتخفيف القيود على التنقل والعبور. واضاف: ان تشديد الحصار الاسرائيلي قلص بشكل كبير اي قوة كانت للقطاع الخاص في الاقتصاد وباسلوب يصعب بشكل تدريجي تغييره ما يترك اثارا كارثية على مناحي الحياة في القطاع والوضع المعيشي للسكان