تثار في بريطانيا مخاوف واسعة من أن تتحول عقارات لندن الى "ملاذات آمنة" بات يستخدمها الزعماء الفاسدون والطغاة، إضافة الى عصابات الجريمة المنظمة والمخدرات لإخفاء أموالهم. ويلاحظ أن العديد من طغاة العالم وبطانتهم يملكون مساكن في الأحياء الراقية في لندن. وحينما سقط الدكتاتور النيجيري أباشي وتمت ملاحقة الأموال التي سرقها، كانت عقارات لندن إحدى الملاذات التي أخفى فيها جزءاً من أمواله. وكذلك الحال حينما أسقطت الثورة المصرية الرئيس حسني مبارك، اتضح أن عائلته تملك مجموعة من "الفيلات" الفاخرة، كان أشهرها في منطقة نايتسبريدج الاستراتيجية غربي لندن. وفي ليبيا، بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، اكتشف أن ابنه سيف الإسلام يملك فيلّا فاخرة في حي هامستيد شمال غربي لندن. وهذه أمثلة ضئيلة من سجل العقارات الفاخرة التي يملكها طغاة العالم وربما عصابات الاجرام والمخدرات في بريطانيا. وحسبما كشفت سجلات الاراضي والعقارات في بريطانيا، فإن قيمة "الفيلات" الفاخرة والشقق التي تملكها شركات "أوفشور" في كل من انجلترا واقليم ويلز تبلغ 122 مليار جنيه استرليني "نحو 207 مليارات دولار". وهذا الرقم يعادل تقريباً اجمالي ثمن المساكن في حي ويستمنستر وسط لندن وباقي أحياء العاصمة البريطانية. وحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، التي تعنى بالشؤون المالية، فإن هذا الحجم الهائل من "استثمارات أوفشور" في العقارات، بات يثير قلق بعض المسؤولين من نشاط الاموال غير المشروعة في لندن وسهولة استخدام العقارات ك "ملاذ آمن" لغسيل الأموال القذرة المتدفقة من أنحاء العالم إلى العاصمة البريطانية. من ناحية أخرى، قال المدير التنفيذي لمؤسسة الشفافية العالمية في لندن، روبرت بارينجتون، "العقارات باتت مصدر خطر حقيقي لبريطانيا"، مضيفا أن "طغاة العالم والزعماء الفاسدون من الجنرال أباشي وماركوس الى القذافي يستخدمون شركات وصناديق أوفشور لإخفاء هوياتهم وشراء العقارات في لندن". ويشير خبراء عقار في لندن إلى أن تدفقات الأموال الخارجية التي لا يعرف مصدرها هي المسؤولة عن الارتفاع الجنوني في العقارات البريطانية. وكشفت وكالة "نايت فرانك"، كبرى الوكالات في لندن، في تقريرها الربيعي لعقارات لندن الاستراتيجية الصادر في نهاية أفريل الماضي، عن أن الصفقات العقارية في أحياء لندن الاستراتيجية ارتفعت بنسبة 37٪ خلال ال12 شهراً الماضية.