الإعلام العربي يُثني على مبادرة الجزائر وينتظر من دولتها دعما أكبر أبدى عدد من الإعلاميين العرب، تذمرهم من الجرأة التي واجهت بها "إسرائيل" الجزائر لتتهمها بدعم الإرهاب، في إشارة منها لدعمها لأهل قطاع غزة، بعد الحرب الشعواء التي شنها ضدهم الكيان الصهيوني والتي قارب الشهر من الآن، خاصة بعد أن خرقت الهدنة التي كان مزمعا انطلاقها قبل يومين، نحو هدنة دائمة. وتحدثت "البلاد" إلى مجموعة من الإعلاميين العرب، ورصدت آراءهم حول قراءتهم للتصريحات "الإسرائيلية" تجاه الموقف الجزائري. وعلّق الإعلامي المغربي إسماعيل عزّام، على تصريحات "إسرائيل الأخيرة تجاه الجزائر، بأن الأخيرة :"معروفة على الدوام بدعمها للقضية الفلسطينية، فقد كانت إلى جانب المغرب وتونس من أوائل من اعترفوا بالطلبة الفلسطينيين، وكانت كذلك من أوائل من قاموا بتسليح منظمة التحرير الفلسطينية، لذلك فدعمها الأخير لغزة غير جديد على التضامن الجزائري مع القضية"، وأضاف المتحدث أن أحسن رد على اتهامات "إسرائيل للجزائر بدعم الإرهاب، هو الاستهزاء والسخرية، :"فإسرائيل هي أكبر دولة إرهابية في العالم، لا من حيث نشأتها عندما قامت العصابات الصهيونية بقتل وتهجير الفلسطينيين، ولا في العقود التي تلت تأسيسها عندما استخدمت الأسلحة المحرمة دوليا لقصف المدنيين، والدليل يظهر الآن عندما تصر إسرائيل على استهداف المدنيين في مجزرة يصمت عنها العالم". وإعتبر المتحدث في تصريحه ل"البلاد"، أن الدعم المادي الذي قدمته الجزائر لأهلنا في غزة، هو أقل ما يمكن فعله: "ويبدو إن إسرائيل عندما تيقنت من استحالة الدعم العسكري العربي للمقاومة الفلسطينية، أرادت أن تغلق حتى باب الدعم الإنساني بتواطؤ مع النظام المصري الذي يصر على إغلاق معبر رفح، لذلك فعلى الأشقاء الجزائريين ألّا يقلقوا من تصريحات الإسرائيليين، فأحرار العالم يدركون من هو الإرهابي من غيره." كيان الإرهاب يثير السخرية والضحك باتهامه الجزائر بدعم "الإرهاب" يرى الإعلامي اللبناني، سلمان العنداري، أنه ليس غريبا على "إسرائيل"، وهي المحتلة للأراضي الفلسطينية، والمغتصبة للأرض، والعنصرية الحاقدة، أن تتهم كل من يعاديها بدعم الإرهاب، أو بعرقلة عملية السلام. فالحرب والعدوان المستمر على قطاع غزة، ومشهد قتل الأطفال بدم بارد، إضافة إلى استخدام أسلحة محرمة دوليا، ناهيك عن المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، لن تمنعه من توصيف كل الدول التي تدعم غزة وأهلها بأنها داعمة للإرهاب، وأشار المتحدث في تصريح ل"البلاد"، إلى أن :"ما تفعله إسرائيل اليوم جريمة دولية صارخة، والصمت العربي والدولي يشكل فضيحة بحد ذاتها. الجزائر مشكورة بدعمها المادي لأهل القطاع، ومبادرتها الايجابية هي مساهمة بسيطة لتضميد الجراح المفتوحة هناك منذ أسابيع". ويضيف المتحدّث في سياق متصل :"هذا الصمت العربي ربما كسرت حدته المملكة العربية السعودية، والجزائر وقلة من الدول، لأن استمرار هذا التقاعس في المنقطة سيزيد من عطش إسرائيل للدماء والقتل والقصف وتنفيذ الانتهاكات بحق المدنيين والأبرياء". كما يرى العنداري أن إسرائيل وقادتها آخر من يحق لهم التحدث عن الإرهاب. :"فالجزائر قدمت مليون شهيد لتنتصر لكرامة شعبها، وبالتالي لا يحق لمصاصي الدماء، وقاتلي الأطفال أن يتحدثوا عن أرض سرقوها، وشعب انتهكوا كرامته."، واعتبر الإعلامي اللبناني سلمان العنداري اتهام الجزائر وغير الجزائر بدعم الإرهاب هو نوع من الهذيان، ويقود إلى الضحك والسخرية على حد تعبيره من نظام قاتل ومجرم وحاقد وعنصري إلى أقصى الحدود. كما اختتم المتحدّث مداخلته التي أبدى فيها نصرته للشعب الفلسطيني وأهل غزة، مشيرا إلى أن الأخير سينتصر في كل الحالات سواء تحرّك العرب أو لم يتحركوا، وفي حال تشدق المجتمع الدولي ام استمر في صمته."فلسطين حرة، وأقوى من أي إرهاب.. فلسطين كانت ولا تزال.. فلسطين". مذمة "إسرائيل" للجزائر فخر لها يرى الصحفي والإعلامي العراقي، زيد الفتلاوي، أنه من سخافة القدر أن يشجب كيان إجرامي مثل "إسرائيل" الموقف العربي وإن قل مع الدولة الفلسطينية في ثورتها الحقيقية وما تعانيه من إجرام بكل المقاييس من قبل عصابات "إسرائيل"، بل أكثر من ذلك تتكلم عن موقف الجزائر ودعمها المادي للقضية الفلسطينية وتتهمها بدعمها للإرهاب،: "ونست أو تناست بل تريد أن تخدع العالم بأن ما تقوم به من قتل وتشريد وتطريد والقصف بالأسلحة المحرمة على المنازل وقتل الأطفال أمام العالم بأسره ليس بالإرهاب، فلا أعتقد سيكون لهذا الاتهام إلا فخرا للجزائر وأهلها وكما قال المتنبي وينطبق اليوم على اتهامات إسرائيل للجزائر (إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل". ويعتقد الفتلاوي في تصريحه ل"البلاد" أن اسرائيل تريد أن تركب التهم وتزعزع الثقة من خلال مسرحية استغرابها من دعم الجزائر للقضية الفلسطينية وثورتها وكأن الجزائر شريك لها في مصالحها ونست أيضا، بل تناست أن للجزائر مواقف سجلها ومازال يسجلها التاريخ لدعم الثورة الفلسطينية، بل ساعدت بدعمها المادي اليوم على كسر صمت الكثير من الدول العربية ويكفي للجزائر وشعبها، حيث اشتهرت بمقولة "إننا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة فلا يسعني بهذا المقام إلا أن أشعر بالسخرية التامة أمام إسرائيل وما تتخبط به من تصريحات تخرج من أفواه تتحرك كالدمى وعقول فارغة كالأكياس".