أمام استمرار العنجهية الصهيونية في قطاع غزة التي مازالت تحصد أرواح الضحايا الأبرياء، مازالت ردود الفعل الوطنية المستنكرة للعدوان متواصلة داعية المجتمع الدولي للتدخل من أجل وقف الجريمة الشنعاء، مع دعوة زعماء الدول العربية لاتخاذ موقف صارم تجاه مايحدث من ظلم في حق أبناء قطاع غزة، وينبع الموقف المساند لمختلف الأحزاب السياسية وأطياف المجتمع المدني من المبادئ الثابتة للجزائر تجاه القضية الفلسطينية حيث لم تبخل بتقديم دعمها المادي والمعنوي لهذه القضية العادلة منذ الاستقلال بشهادة الأشقاء الفلسطينيين الذين يدعون للاقتداء بالثورة التحريرية المظفرة وبمواقف الجزائر الداعمة. وفي هذا الإطار ستنظم الأسبوع الجاري عدة تجمعات للتعبير عن المساندة والوقوف إلى جانب الأشقاء في غزة حيث دعت أحزاب التحالف الرئاسي أول أمس مناضليها والتنظيمات الشعبية والمجتمع المدني إلى التعبير بقوة عن دعم صمود الشعب الفلسطيني خلال الوقفة التضامنية التي ستنظم غدا أمام دار الشعب بساحة أول ماي بالعاصمة ودعم هذا الصمود "بوقفة تاريخية تقول من خلالها للعرب أوقفوا المجزرة وللشرعية الدولية أنقذوا شعب فلسطين من هذه المحرقة ولأمتنا الإسلامية ولكل الأحرار في العالم تحركوا من أجل إيقاف حمام الدم". وأدانت الأحزاب السياسية ما يتعرض له سكان غزة من إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية حيث نشطت حركة الإصلاح الوطني أمس تجمعات بكل من عنابة (قاعة منتدى الشباب) وسيدي بلعباس (قاعة عدة بوجلال) وقاعة سينما عين وسارة بولاية الجلفة نددت من خلالها بالعدوان الغاشم ودعت إلى نصرتهم. كما أدان التجمع الوطني الديمقراطي أمس بسطيف بشدة "الاعتداءات الإجرامية والوحشية" التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة معتبرا أنه "لم يعد هناك خيار آخر للفصائل الفلسطينية سوى توحيد صفوفهم". وأكد الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي خلال تجمع تضامني مع غزة نشطه بدار الثقافة "هواري بومدين" على ضرورة "رص الصفوف وتجديد النداء للمجتمع الدولي للسعي من أجل وقف فوري لهذه الاعتداءات الإجرامية". ودعا السيد شرفي في ذات السياق إلى ضرورة "إقامة حوار وطني فلسطيني عاجل تدعمه الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والقوى المحبة للسلام في العالم من أجل الوصول إلى تهدئة وإنهاء الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية". وأشار الناطق الرسمي للحزب إلى أن "الاعتداءات المتواصلة للآلة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة قد بينت إصرار الصهاينة على إباحة الدم الفلسطيني". وأوضح المتحدث أن الجزائر التي "عانت في الماضي من ويلات الاحتلال الفرنسي تقف منذ استقلالها ولا تزال حكومة وشعبا إلى جانب الشعب الفلسطيني وتدعم قضيته العادلة". من جهتها اعتبرت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة السيدة نوارة سعدية جعفر عضو بالمكتب الوطني لذات الحزب المبررات التي قدمها حكام إسرائيل لضرب غزة "غير مقبولة ولا منطقية" مشيرة إلى أن الاعتداءات التي تشنها إسرائيل منذ أسبوع ضد شعب فلسطين الأعزل في غزة "أعمالا إجرامية وإرهابية تقف وراءها قوة لا تأبه بالقرارات الدولية". وأضافت أنه "أصبح من العار على المجموعة الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية أن تقف اليوم موقف المتفرج أمام ما يحدث في غزة من جرائم وإبادة جماعية وقتل للأطفال والنساء والشيوخ". من جهة أخرى وعلى الصعيد الوطني اغتنم ممثلا حزب التجمع الوطني الديمقراطي هذا اللقاء لدعوة إطارات هذه التشكيلة السياسية للسعي أكثر من أجل تعزيز ثقة الشعب في مؤسسات الدولة والتكفل بانشغالات المواطنين وتوعيتهم بكل الأبعاد التي يتضمنها الدستور المعدل تحسبا للاستحقاق الانتخابي المقبل. كما دعا رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني أول أمس بالعاصمة الضمير الإنساني في العالم إلى أن يصحو من أجل وقف القصف الإسرائيلي على غزة وأكد في تجمع لمناضلات الحركة بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين على ضرورة أن تسارع الأنظمة العربية ومجلس الأمن للأمم المتحدة لوقف القصف وفتح المعابر لوصول المساعدات الإنسانية بدون شرط إلى قطاع غزة كما طالب الفصائل الفلسطينية بنبذ الخلافات وتوحيد صفوفها من أجل القضية الفلسطينية. ولم تختلف نظرة الأفلان عن التشكيلات الوطنية المنددة بالعدوان حيث طالب "بتصنيف هذه الجريمة في خانة المحرقة والجرائم ضد الإنسانية" ودعا الأمين العام للهيئة التنفيذية للحزب السيد عبد العزيز بلخادم الثلاثاء الماضي مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة التحرك من أجل" إيقاف الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السبت الماضي. وطلب المتحدث بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين الشعبية من الدول العربية مناصرة الشعب الفلسطيني من خلال "موقف سياسي قوي وصارم" لأن الفلسطينيين -كما أضاف- "ليسوا بحاجة إلى مساعدات مادية من دواء وأغطية وغذاء بقدر ما هم بحاجة إلى مساندة ودعم سياسي صارم لتمكينهم من استرجاع أرضهم وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف" متسائلا عن "جدوى وجود اتفاقيات جنيف والمواثيق الدولية التي تكيل بمكيالين في هذه المأساة حيث تقصف المدارس والمستشفيات والمساجد على مرأى ومسمع العالم بأسره". أما جمعية الإرشاد والإصلاح فنظمت أول أمس تجمعا احتضنته قاعة سيدي ارغيس بأم البواقي تحت شعار "كلنا فداك يا غزة العزة" معتبرة الهجمة الأخيرة "تآمر دولي ضد مشروع المقاومة وضد الصامدين في وجه الاحتلال والغطرسة الصهيوأمريكية" كما نددت بالصمت الدولي والعربي تجاه ما يحدث في قطاع غزة. وبقاعة سينما المغرب بمدينة تبسة نظمت الجمعية تجمعا نهاية الأسبوع دعت من خلاله زعماء الدول العربية للنهوض من سباتهم والمبادرة بوقفة لمساعدتهم في محنتهم. وفي خضم ما يحدث تشكلت في اليوم الرابع من القصف الهمجي على غزة التنسيقية الجزائرية للمبادرات من أجل مساندة المقاومة الفلسطينية التي نددت أول أمس في بيان لها بقوة بالجريمة ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني. بدورها أصدرت المجموعة البرلمانية للجبهة الوطنية الجزائرية بالمجلس الشعبي الوطني الأربعاء الماضي بيان تنديد واستنكار للعدوان واعتبرت ما يحدث جريمة حرب ضد الإنسانية ودعت إلى معاقبة الفاعلين وضرورة التحرك العاجل لوقف العدوان ورفع الحصار. وفي الإطار نظمت أكاديمية المجتمع المدني الجزائري بمقرها الوطني بزرالدة وقفة تضامنية أعلنت خلالها عن انطلاق حملة دولية لتفعيل حضور القضية الفلسطينية في أوساط منظمات المجتمع المدني الأوروبية والإفريقية عن طريق مكاتب الأكاديمية في الخارج. وندد الأمين العام للأكاديمية أحمد شنة ببعض المحاولات غير الأخلاقية للاستثمار في الجرح الفلسطينيبالجزائر ومحاولة التقليل من شأن الدعم الكبير الذي سخرته لمناصرة القضية الفلسطينية. وفي بيان أصدرته يوم الأربعاء عبرت جمعية المخرجين المحترفين الجزائريين عن تعاطفها مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه التقتيل الجماعي ونددت"بموقف المتفرج للأنظمة لعربية". وأصدر المنتخبون بالمجلس الولائي لسكيكدة أيضا بيانا استنكروا من خلاله العدوان الإجرامي الشنيع وآلة الدمار الصهيونية في حق الأشقاء بغزة منددين بالصمت الرهيب للقوى العظمى في العالم التي أصبحت راعية للإرهاب الهمجي. ويتابع السكان في مختلف مناطق الوطن الوضع بغزة ويعبرون عن تضامنهم مع الأشقاء حيث طالب سكان الأوراس أول أمس بالتحرك الفوري لوقف العدوان واتخاذ موقف عربي موحد لنصرة أهل غزة كما توج التجمع الذي نظمه المكتب الولائي لحركة مجتمع السلم بقسنطينة أول أمس وحضرته مختلف التشكيلات السياسية ببيان ثمن فتح الجسر الجوي للمساعدات الإنسانية وحمل مسؤولية ما يحدث بفلسطين للإدارة الأمريكية والمؤسسات الدولية الراعية لحقوق الإنسان. في مقابل ذلك دعا المكتب الولائي لحركة النهضة للاقتداء بمقاومة الجزائر التي واجهت الظلم والاستبداد والتقتيل الذي مارسه الاستعمار الفرنسي.