تحولت فرحة الكثيرين ممن تحصلوا على شهادة البكالوريا بمعدلات كبيرة بولايتي سطيف وقسنطينة إلى حيرة واستغراب بعد عجزهم عن الحصول على الرغبات التي دونوها في بطاقة الإختيار، في ظل الارتفاع المذهل لمعدلات هذا الموسم، حيث وجد أصحاب المعدلات التي تنحصر بين 15 و16 من عشرين أنفسهم أمام حرب ضروس ضد الرغبات بحيث تم توجيههم حسب الرغبة الثامنة والتاسعة وهو مالم يهضمه المئات منهم. فمثلا شعبة الإعلام التي كانت العام الماضي يلجها الطلبة بمعدل 12 من عشرين باتت اليوم تحت عتبة ال15 من عشرين فما فوق شأن ذلك شأن الترجمة والمدارس العليا للأساتذة. أما الحديث عن الطب والصيدلة وما شابه ذلك فأصبح ضربا من الخيال كون الحاصلين حتى على معدلات 16 غير قادرين على دراستها بالنظر إلى محدودية المقاعد المخصصة بالمعاهد وكثرة الطلبات، هذا وبلغ الملل أوجه عند البعض لما انتهجت وزارة التعليم العالي لسياسة التسجيلات الافتراضية عن طريق الشبكة العنكبوتية بحيث وعلى الرغم من الفضاءات الثلاثة التي خصصتها جامعة فرحات عباس بسطيف بكل من كلية الحقوق وكلية الاقتصاد وكلية العلوم من أجل التسجيل إلا أن الطلبة القاطنين بأقصى شمال وجنوب الولاية اختاروا مقاهي الأنترنت التابعة للخواص لمباشرة عملية التسجيل بحيث اكتظت ومنذ مرحلة التسجيلات الأولية جميع هذه المقاهي التي بات أصحابها ينتهجون سياسة مص الجيوب أمام فقدان الأغلبية لثقافة الأنترنت وهو ما كان عاملا آخر زاد من فقدان الباكالوريا لنكهتها هذه السنة إلى درجة أن هناك ناجحات بالجملة وبمعدلات جد مقبولة قررن عدم ولوج الجامعة أمام كل هذه الصعوبات واختار المئات المؤسسات العسكرية ومدارس الدرك الوطني وحتى الشرطة للابتعاد عن كل هذه المشاكل والعراقيل، نشير فقط إلى أن جامعة فرحات عباس هذه السنة ستستقبل رقما قيسيا يتمثل في 11500 طالب جديد يضاف إلى 52 ألف طالب يزاولون دراستهم عبر مختلف الكليات والمعاهد. من جهتها، قالت المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى رئاسة جامعة منتوري بقسنطينة أول أمس الاثنين، بإحدى الحصص الإذاعية لسيرتا، إن عدد الطعون المقدمة من طرف الطلبة الجدد يعد ضئيل جدا مقارنة بالأعوام السابقة، حيث لم تتجاوز هذه الأخيرة الأربعة طعون، كانت نتيجة توجيه هؤلاء الطلبة إلى اختيارات لم ترد ضمن تلك العشرة المقدمة لهم خلال التسجيلات الأولية. وأضافت ذات المتحدثة أن هذا لا يعتبر مشكلا ذا أهمية لأن المعنيين الأربعة حسبها سيوجهون إلى شعب واختصاصات أخرى بعد أن تفتتح السنة الجامعية الجديدة وبالتالي سيعاد توجيههم. أما عن الظروف الأخرى التي يتوقع أن تلاقي جدلا كبيرا على غرار كل سنة جامعية سواء ما تعلق باكتظاظ المدرجات والأقسام فإن الادارة المعنية تعتبر هذا الجانب منتهيا على اعتبار أن الولاية قد تشهد فتح المزيد من الأقطاب الجامعية.