يسعى تنظيم الخلافة الإسلامية أو ما يعرف بداعش إلى تجنيد مقاتلين له فى عدة بلدان بشمال أفريقيا و من بينها الجزائر ، حيث كشف تقرير نشرته صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، أمس، في موقعها الإلكتروني ان " داعش" تقوم بعمليات اتصال مكثفة مع بعض القيادات الجهادية الناشطة في المنطقة و ذلك بغية إنشاء خلايا نائمة تقوم بعمليات فى بلدان مثل الجزائر وليبيا والمغرب. و أضافت الصحيفة نقلا عن مصادر لها في دول شمال إفريقيا أن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش " يركز حاليا بالغ اهتمامه وتركيزه على منطقة المغرب العربي، حيث يجرى حاليا تنظيم خلايا من قبل بعض عناصره الذين يحملون جنسيات جزائرية و تونسية و مغربية قبل عودتهم لأوطانهم، مشيرة إلى أن ذلك الأمر يثير قلق أنظمة المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى إن داعش سعت إلى التحالف مع شبكات أخرى لتنظيم القاعدة فى شمال إفريقيا، إلا أن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى رفض كيان الدولة الإسلامية وخططها فى إقامة الخلافة الإسلامية. ورأت الصحيفة أنه نتيجة لذلك فإن داعش بدأت فى التودد إلى فرع تنظيم القاعدة "أنصار الشريعة " الناشط في ليبيا و تونس، لافتا إلى أنه فى 23 من جويلية الماضي ناشدت الجماعات الإسلامية "أنصار الشريعة" الانضمام إلى داعش وقسم الولاء إلى زعيم "داعش" أبو بكر البغدادى، بعد أن علن تنظيم "أنصار الشريعة" الخلافة فى جميع أنحاء مدينة بنغازى الليبية. ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن نجاح أو فشل تنظيم الدولة الإسلامية في هذه المنطقة يتوقف على مواقف ثلاث منظمات جهادية رئيسية فى العالم، وهم تنظيم القاعدة فى اليمن وتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وأنصار الشريعة فى ليبيا. ونسبت الصحيفة إلى عبد الله رامي، وهو محلل بارز فى شؤون الجماعات الإسلامية، قوله إن "من دون ولاء هذه المجموعات، فإن مشروع الخلافة يكون مجرد حبر على ورق، وبذلك الخلافة لن تكون سوى منظمة محلية تقتصر على حدود العراق". وأضاف رامى أن داعش اجتذبت العديد من الخلايا الأصغر المنحازة لخلايا تنظيم القاعدة فى شمال إفريقيا، حيث قامت بتجنيد المئات الذين يطلق عليهم "الذئاب الفرادى" لشن هجمات ولذلك، فيمكن أن يستخدمهم البغدادي فى أي لحظة لتنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة استقرار دول المنطقة"، مشيرة إلى أن هناك مصادر كشفت بالفعل مؤشرات عن عمليات موجهة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية فى شمال إفريقيا، كما أن مجموعة ما يعرف بكتائب عقبة بن نافع انظمت بالفعل إلى "داعش" و هي من أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أسفر عن مقتل 15 جنديا فى الجيش التونسى على الحدود مع الجزائر فى جويلية الماضى. وأكدت الصحيفة فى ختام تقريرها على قول الباحث المغربى محسن عبد الواحد إن هذه نماذج أولية لعمليات المستقبل فى شمال إفريقيا والذى سيقوض الاستقرار والأمن فى المنطقة ويؤدى إلى دمار كبير ما لم يتحرك المجتمع الدولى على وجه السرعة.