والي المدية يتحدى بريجيت باردو غير مبال بغضبتها على صغارها من حيوانات العالم، بعدما أعلن حربه الضروس على القطط والكلاب وكل من يشتم فيه رائحة ''العض''. والقرار التاريخي لوالي المدية الجريء جاء كردة فعل على وقوع دائرة ''سغوان''، الواقعة في الطريق الوطني رقم واحد (!!)، تحت سيطرة ''قط'' متوحش، فرض حظر التجول نهارا على إقليم كامل. حينما عض سبعة أطفال دفعة و''عضة'' واحدة، ليتمكن رجال الأمن بعد ''جهاد'' جهيد من تحييد المعتدي ويقوموا بتصفيته وسط مقاومة شرسة من ''قط'' ''لعَبْها رامبو''، فكان مصيره أن يكون ''عبرة'' لمن لا يعتبر، فذراع الدولة طويل، كما يقولون، ووالي المدية شفّر بقراره الحربي ذاك رسالة إلى معاشر القطط بأن ''عبد القادر زوخ'' لا يتسامح مع بريجيت باردو ولا مع عائلتها الحيوانية إذا تجاوز ''القط'' حده..؟ بالمستشفى الجامعي بوهران فعلها جرذ لايزال البحث جاريا عنه وعن هويته، في جثة مريض، وبدلا من إكرام الميت ''دفنه'' كما كنا نعرف، فإنهم بمستشفيات ولد عباس الجامعية انتقلوا إلى مرحلة إكرام الميت ''أكله'' ومن طرف من؟ من طرف الجرذان المرابطة في قاعات الاستعجالات ولا يهم إن كان الجرذ ممرضا اغتصب مريضته بعد تخديرها، أو ''طومبة'' جاءها رزقها في المرحاض''! والتعجب الذي ''قضمني'' في تبرير مدير مستشفى وهران للمهزلة التي كان من المفروض أن تقضم ''رأس'' ولد عباس ذاته، لا يكمن أي التعجب في أن جرذا شوه جثة مريض في المرحاض نظرا لبعد دورات المياه عن غرف المرضى، كما برر ذلك ''المخلوق'' مهزلة قطاعه، ولكن في ماذا تفعل ''جثة'' في المرحاض ومن وضعها، وهل قدر الجزائريين في زمن الإصلاح الصحي أن يدخلوا المستشفيات للعلاج، فتنتقل أرواحهم للعالم الآخر عبر المراحيض؟ في السوفر بولاية تيارت، طالعوا الرقمين التاليين: عشرين كلبا عضت عشرين مواطنا، يعني ''كُلّ كلب عارف صاحبو''، والهجوم ''الكلبي'' حدث نهاية الأسبوع الفارط وأحدث هلعا وطوارئ في أوساط السكان و''الدولة''، والسؤال المؤرق، كيف اجتمع العشرون ''عاضا'' في مكان وزمن واحد؟ وأين كانت تلك ''القافلة'' من العضاضين قبل أن تفعل فعلتها؟ بل أين كان المسؤولون من ذلك التجمهر الكلبي؟ فالأمر بهذا الشكل مقرف و''عفن'' جدا، وليس معقولا ألا تتحرك السلطة في المدية وفي وهران وفي تيارت، إلا بعدما ينهش القط سبعة في سغوان، ويعض الكلب عشرين في السوفر، ويقضم الجرذ جثة في وهران، فأين عين ''الدولة'' التي لا تنام.. ولا ''تصحو'' كذلك؟ ومن المسؤول عن هذا ''الإسهال'' الحيواني الذي جعل من الوطن، سواء كان الوطن شارعا أو مؤسسة رسمية، مرتعا للقضم الدائم؟ لو كنا في دولة تحترم جثثها، ولا نقول مرضاها، لأقال الجرذ القاضم وزير الصحة، ولشمعت الواقعة مستشفى المراحيض ذاك حتى تنتهي التحقيقات ونكتشف من ''سمّن'' الجرذان وسمم القطاع بالباهية وهران؟ ولو كنا في دولة يسيرها المنطق والعقل، فإن ''زوخ'' والي المدية ما كان له أن يقعد ويمكث فيها ''يوما'' واحدا، ليس لأن قطا فعلها في سبعة من عيال ولايته، وليس لأن سيادته سيسأل في ''بعث'' آخر عن ناقة عثرت بقصر البخاري أو في شلالة العذاروة، ولكن لأن الوالي إياه أهان ''هيبة'' الدولة بعدما أصدر قرارا تحت رقم 1680 لإبادة القطط والكلاب بسغوان، قلل أي القرار من شأن والٍ، هو رئيس جمهورية في إقليمه، فقتل القطط والكلاب الضالة يا ''سيدي الوالي'' لا يحتاج إلى مرسوم جمهوري أو ''ولائي''، جاء كردة فعل على واقعة ''عض'' ما، ولكنه يحتاج إلى مسح مير سغوان ومجلسه لأن قتل القطط والعقارب والأفاعي جزء من عملهم الذي أهملوه، فكانت النتيجة أن استأسدت القطط بسغوان حينما كان سيدي المير يستمتع بنسيم البحر، لتفرض الواقعة المبكية على الوالي إنزال مستوى توقيعه إلى ساحة القطط، ومن كان ينتظر منه فيه أن يسير البرنامج التنموي الخماسي ورط هيبة ولاة الجمهورية في حرب قطط، يمكن أن ينهيها ''عيال'' القرى في ساعة نزال ووغى؟ بجرأة، أنت طالق بالثلاث، فإن هناك طلاقا عاما نخر مصداقية دولة أصبح فيها القط ''المكلوب'' يحتاج إلى مرسوم جمهوري لتحييده، كما أصبح فيها للجرذ برنامج تنموي ''وعلاجي'' يبرر وجوده بأسرة ومراحيض المستشفيات، ناهيك عن تجمهرات الكلاب الضالة، التي لم تعد تنبح وتنهش فرادى ولكن في جماعات لها ميمنة وميسرة ومقدمة، توفر لكل مواطن ''كلبه'' الذي سينهشه.. إنها مهزلتنا.. مهزلة جزائر 2010 التي مازالت تدور في حلقات، أن للشوارع كلابا وقططا تنهش فيها، كما أن للمستشفيات ''جرذانا'' تعيث فيها عضا، وذلك بالتوازي مع زمن أصبح فيه ''الكلب'' في الضفة الأخرى جزءا من الديكور المسمى ''كانيش'' الذي تسأنس بلونه الأبيض العجائز.. فقليلا من الحكمة أيها السادة فالكلاب ''نهشتنا'' والدور الآن رسا على ''القطط''، فمتى يتوقف مسلسل