اعتبرت المؤرخة الفرنسية، إستير بنبسا، أن الخرجة الأخيرة للرئيس نيكولا ساركوزي والمتعلقة بتجريد كل فرنسي من أصول أجنبية من جنسيته الفرنسية إذا ثبت تورطه في المساس بحياة رجال الشرطة والدرك وكل ممثلي السلطة العمومية، موجهة في المقام الأول إلى المواطنين الفرنسيين من أصول جزائرية. وأكدت المختصة في تاريخ اليهود واليهودية بأوروبا والعالم الإسلامي، في حوار لجريدة ''أفريك.كوم''، أن ''الحكومة الفرنسية لا تزال متأثرة برواسب الثورة الجزائرية، وهو ما يدفعها إلى محاربة كل ما هو جزائري بالدرجة الأولى، وبدرجة ثانية شن حرب ضد المسلمين والمواطنين السود''، مضيفة أنه ''من المرجح أن تكون فرنسا في طور بناء هويتها الخاصة ضد الآخر، بمعنى رفض كل ما تعتبره دخيلا على ثقافتها وعاداتها وهو ما يعد موضوع الحملة التي تخوضها أحزاب اليمين المتطرف''. ويعد ملف الهجرة، أحد أثقل الملفات الحساسة التي أدت إلى تشنج العلاقات الفرانكوجزائرية وبزوغ الأزمة بين قصري المرادية والإليزيه، حيث يسعى المسؤولون على إدارة هذا الأخير إلى توجيه ضربة موجعة لسياسة الإندماج من خلال تبني مسار متطرف يقوم على ''زج الأنف'' في شؤون المؤسسات الدستورية لخلق الشرخ بين الفرنسيين الأصليين وما يسمى ب'' أشباه'' الفرنسيين أي من أصول أجنبية. وسيزيد مشروع التطهير العرقي، الذي أعلن عنه ساركوزي منذ أزيد من أسبوعين على إثر أحداث الشغب المندلعة بمدينة غرونوبل بسبب تهديد متظاهرين شباب بالانتقام لشاب جزائري قتلته الشرطة أثناء عملية مطاردة بعد الاشتباه في مشاركته في اعتداء مسلح، من توسيع هوة الصراع بين الجزائر وباريس، وإعادة سيناريو جمود العلاقات وجفائها جراء تصادم مصالح البلدين بدل توازيها، وهو الأمر الذي كشفت عنه مؤخرا مصادر إعلامية فرنسية انطلاقا من حسم الطرف الجزائري في صفقة شراء فرقاطات لقوات البحرية بقيمة إجمالية تقدر ب 4 ملايير أورو لصالح إيطاليا بدل فرنسا، وسيتم تقنين العملية في 15 من شهر أكتوبر المقبل خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني للجزائر. وتفيد كافة المعطيات بأن الرئيس نيكولا ساركوزي لم يدخر جهدا لاستدراك فشله السياسي وتصحيح صورته في نظر الرأي العام، حيث راهن على ورقة الجنسية لمغازلة التيار اليميني المتطرف بهدف بلوغ غايات انتخابية بحتة، خصوصا بعد أن أظهرت النتائج الرقمية لاستطلاعات رأي الشارع الفرنسي حول حظوظ الرئيس الحالي في عهدة أخرى، إفلاس هذا الأخير وتراجع فرصه في اعتلاء كرسي الإليزيه بعد رئاسيات .2012