أعلنت أجهزة الاستخبارات الدولية عن حالة تأهب قصوى تحسبا لاجتماع سيجمع اكبر قياديي التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل، حيث يجري تنسيق غير مسبوق بين الدول الغربية ودول شمال إفريقيا والساحل، لكشف تاريخ ومكان انعقاد الاجتماع الذي لم يظهر من معالمه سوى انه سيعقد قريبا في الساحل. وتعرف منطقة الساحل الصحراوي وضعا أمنيا خطيرا، خصوصا بعدما تم اختيارها كمنطقة هي الأنسب لعقد الاجتماع الذي سيجمع أكبر قياديي وزعماء التنظيمات الإرهابية في العالم، في محاولة لتوحيد الصفوف وتنسيق الجهود لضرب العدو، وهي الخطوة التي استنفرت لأجلها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لدول شمال إفريقيا والساحل وحتى الدول الغربية، بحيث عززت هذه الأخيرة تعاونها لفك لغز الاجتماع الذي يعد الأول من نوعه بالنظر إلى حجمه وعدد المشاركين، كما أنه سيجمع قياديين إرهابيين يعرف بوجود خلافات عميقة بينهم، ما يثير مخاوف من أن يتفق هؤلاء ويضعوا الخلافات جانبا في سبيل تحقيق أهدافهم. وترجح معلومات استخباراتية بحسب مواقع إعلامية مالية نشرت الخبر، أن يتزعم الاجتماع العراقي أبو بكر البغدادي زعيم ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، والذي أعلن من العراق ميلاد دولة الخلافة الإسلامية، ونصب نفسه أميرا عليها، وهي الخطوة التي خلقت انشقاقا بين التنظيمات الإرهابية في العالم بعدما انقسمت بين مؤيد ومعارض. ولعل أكثر التنظيمات التي انتقدت البغدادي كان القاعدة في المغرب الإسلامي، التي أكدت أن الدولة لم تقم على قيم صحيحة وكان على البغدادي أن يستشير جميع الأطراف الأخرى، فيما يتوقع أن يستقطب اجتماع الساحل أعدادا هائلة من "الجهاديين" القادمين من العراق، سوريا، الجزائر، تونس، مصر، موريتانيا، ليبيا، النيجرومالي. وحسب مصادر دبلوماسية، فإن أجهزة الاستخبارات دول الجوار بالتنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا، تونس، المغرب، مصر، موريتانيا، بريطانيا، إسبانيا وإيطاليا، باشرت جمع المعلومات حول هذا الاجتماع السري الغامض، بالتعاون مع بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما)، حسب المصادر ذاتها، مشيرة إلى أنه أثار مخاوف دول المنطقة ودفع بها إلى استنفار قواتها العسكرية على الحدود، ولمحت إلى احتمال أن ينتهي الاجتماع بإعلان قيام الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي "دامس" لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع مع الإرهاب.