حاولت روسيا استعادة مكانتها كدولة داعمة وتربطها علاقات سياسية، أمنية واقتصادية هامة بدول شمال إفريقيا، حيث راحت تسلط الضوء على الأوضاع الأمنية في المنطقة وما تشهده دول عديدة كتونس وليبيا، حيث أشادت بالدور الفعال للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، ونوهت بالتنسيق الأمني بينها وبين تونس لمواجهة خطر الإرهاب القادم من ليبيا ومالي.ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التخلي عن المعايير المزودجة فيما يتعلق بالإرهاب، مؤكداً أنه لا يمكن دعم مكافحته في منطقة والتغاضي عنه في منطقة أخرى، في إشارة مباشرة الى العراق وسوريا، وطالب بإيجاد "أساس عام" يعين جميع الأطراف على مكافحة الإرهاب وتداعياته. وشدد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي المنجي حامدي، على ضرورة فرض الحلول السياسية للأزمات، لتفادي خلق مناخ مناسب للتنظيمات الإرهابية، قائلا "يجب محاربة المتطرفين ومحاربة الإتجار بالسلاح، وليس الإطاحة بالأنظمة لمصالح مآرب سياسية معروفة كما حصل في ليبيا، أثناء إسقاط القذافي تحت شعار الديمقراطية.. فلا يمكن دعم المتطرفين كما كان الحال في ليبيا ثم مواجهة الانعكاسات". وفي السياق، أوضح وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي لنظيره الروسي، حجم التعاون والتنسيق بين الجزائروتونس فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، ووصفه ب "المثالي"، خصوصا أن تونس لا تملك خبرة في مواجهة هذا النوع من الخطر ولم تعرفه إلا حديثا، ما جعلها تستعين بخبرة وتجربة الجيش الجزائري، فيما يتعلق بفك الألغام وعمليات التمشيط وتحديد معاقل الجماعات الإرهابية. وفي نقد لنظرية الغرب حول معتدلين ومتطرفين، قال رئيس الدبلوماسية الروسية إن "التفريق بين المتطرفين على أساس جيدين وسيئين، أمر غير مبرر وأن بعض الأطراف يحاولون استغلال هذا الموضوع لمصالحهم السيئة وأعتقد أنه لا آفاق لمثل هذا التصرف"، مشيراً إلى أنه لا يمكن محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق والقول إنه لا يمكن التعاون مع الحكومة السورية لمحاربة هذا التنظيم.وجدد لافروف التأكيد أن موسكو تدعو إلى حل جميع النزاعات بالوسائل السياسية والسلمية والدبلوماسية وحرصها على بذل جهود مكثفة لإيجاد حل فعال في مواجهة خطر الإرهاب الدولي الذي يحدق بمنطقة الشرق الأوسط.