راضون عن التعاون بين روسياوالجزائر في مكافحة الإرهاب يجب دعم تجريم الفدية بإجراءات لتحرير الرهائن دعم الجماعات المسلحة لن يجلب الاستقرار لسوريا نسعد بمشاركة الجزائر في مؤتمر جنيف 2 الجزائر ضمن أهم ثلاثة شركاء اقتصاديين لروسيا في إفريقيا وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علاقة بلاده بالجزائر ب “المتميزة” على الصعيد السياسي، ودعا إلى تكثيف التعاون بين شركتي “غازبروم” وسوناطراك في السوق الأوروبية، وأشار رئيس الدبلوماسية الروسية في حوار خص به “الخبر”، إلى تقارب وجهات نظر البلدين فيما يخص العديد من القضايا الأمنية والدولية، كما عبر عن دعم بلاده لمقترح الجزائر الخاص بتجريم دفع الفدية، لكنه طالب بأن يرافق ذلك بترسانة من الإجراءات من أجل تحرير الرهائن. ونفى أن يكون لروسيا أي أهداف إستراتيجية في سوريا مشددا على ضرورة دعم المسار السياسي لحل الأزمة، وقال إن تسليح الجماعات المسلحة لن يجلب السلم لهذا البلد، كما تحدث عن مخاطر السلاح الليبي. من الضروري تثمين التعاون وتكثيف التنسيق بين مؤسسة “غازبروم” والمجمع البترولي والغازي الجزائري “سوناطراك” في السوق الأوروبية على الرغم من توقيع اتفاقية إستراتيجية سنة 2001 وتبادل الزيارات الرسمية، تظل العلاقات بين الجزائروروسيا بعيدة عن مستوى الإمكانيات المتاحة، في رأيكم ما هي الأسباب، هل لأنكم تنظرون إلى الجزائر على أنها منافس لروسيا في مجال تصدير الغاز؟ في الواقع لدينا علاقات متميزة على الصعيد السياسي، فقد سبق والتقيت بوزير الخارجية السيد مراد مدلسي السنة الماضية بنيويورك، على هامش انعقاد دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتبعها لقاء آخر مع السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية، خلال الزيارة التي قام بها إلى موسكو، وفي فيفري الماضي قمت بزيارة إلى الجزائر في إطار الجولة الرسمية التي قادتني إلى إفريقيا، وكان اللقاء الذي جمعني مع سيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية مراد مدلسي فرصة لتبادل وجهات النظر ومناقشة أهم القضايا على الساحة الدولية والإقليمية، كما تطرقنا إلى إمكانية تعزيز التعاون الاقتصادي على ضوء ما جاء في اتفاقية التعاون الاستراتيجي المبرمة سنة 2001 بموسكو، بالإضافة إلى تفعيل القرارات التي توصلت إليها القمم الروسية الجزائرية المنعقدة في 2006، 2008 و2010. الوضع في ليبيا بات يشكل تهديدا إرهابيا صريحا على دول الجوار، بما فيها الجزائر والمنطقة بشكل عام، والسبب في ذلك الانتشار الكبير وغير المراقب للأسلحة من جانب آخر، زار السيد مدلسي موسكو الشهر المنصرم وكانت المباحثات خلال هذه الزيارة حول العديد من المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، كما ناقشنا الأحداث الدولية. وما يمكن قوله بخصوص العلاقات التجارية بين بلدينا هو أنها في تطور مستمر وبشكل ناجح، إذ تعتبر الجزائر ضمن أهم ثلاث شركاء اقتصاديين لروسيا في القارة الإفريقية، ويكفي التذكير بحجم التبادلات التجارية بين البلدين خلال السنة المنصرمة والذي بلغ 2.7 مليار دولار، أي ما يعادل نموا بنسبة 12% بالمقارنة مع سنة 2011. أما فيما يتعلق بالتعاون في المجال الطاقوي الذي يحتل مكانة خاصة في العلاقات بين بلدينا، فإننا نرى أن المتعاملين والهيئات الناشطة في هذا القطاع، سواء في الجزائر أو في روسيا متفائلون بإمكانية التعاون المتاحة. ندين بشكل صريح وغير مشروط كل الأعمال الإرهابية والمتطرفة وأعمال العنف التي تستهدف المدنيين، خاصة الجرائم المرتكبة بدافع الكراهية الدينية أو الطائفية وفي إطار التعاون مع الجزائر في مجال الطاقة، نعمل على تقريب وجهات النظر فيما يتعلق بإيجاد توازن في العلاقات بين الدول المنتجة للغاز والمستهلكة له، وهذا ما قمنا به خلال منتدى الدول المنتجة للغاز المنعقد في موسكو مطلع جويلية الحالي، نعتقد أنه من الضروري تثمين التعاون وتكثيف التنسيق بين مؤسسة “غازبروم” والمجمع البترولي والغازي الجزائري “سوناطراك” في السوق الأوروبية. والحال أن كل اللقاءات الثنائية ركزت على ضرورة بعث التعاون بين بلدينا، وهذا ما خلصت إليه الدورة السادسة للجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي العلمي والتقني التي يرأسها “ألكسندر نوفاك” وزير الطاقة، خلال اجتماعها نهاية شهر أفريل المنصرم بالجزائر، وتم التركيز على التعاون في مجال المحروقات. كيف تقيّمون التعاون بين الجزائروروسيا في مجال مكافحة الإرهاب، وهل هناك مشاورات بين أجهزة الأمن والاستعلامات في هذا المجال؟ نحن راضون عن مستوى التعاون بين الجزائروروسيا في مجال مكافحة الإرهاب، هذا التعاون مرفوق بديناميكية فعالة في كل ما يتعلق بالقضايا الثنائية، وهناك تقارب في وجهات النظر حول العديد من القضايا الأمنية الدولية. نتقاسم القناعة مع الجزائر حول أن حل هذه المشكلات لن يكون إلا باحترام القوانين الدولية وبالرجوع إلى دور الأممالمتحدة ومجلس الأمن. نسجل بكثير من القلق التنسيق المتزايد بين مختلف الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة الدولي الذي يهدف إلى إحباط كل محاولات استعادة السلم في سوريا، وإثارة النعرات الطائفية والدينية، خاصة بين السنة والشيعة ولا بد من الإشارة إلى أن روسيا مهتمة بتدعيم هذا التعاون في إطار مجموعة العمل الثنائية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتي تضم الوزراء والأجهزة المعنية في البلدين، وهذا ما تم التركيز عليه خلال الاجتماع الخامس لمجموعة العمل المنعقد خلال الفترة ما بين 18 و 19 فيفري المنصرم في الجزائر، إذ إلى جانب مناقشة سبل تنمية التعاون لمكافحة الإرهاب في إطار الأممالمتحدة وبقية الهيئات الدولية، تم التطرق إلى سبل مكافحة التطرف في المجتمعات والوقاية من الإرهاب في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والإيديولوجية، مع الأخذ بعين الاعتبار التحول الخطير للأوضاع في منطقة الساحل. من جانب آخر، يظل تركيز روسيا على تقديم الدعم التقني في مجال مكافحة الإرهاب، مثلما تنص عليه برامج الأممالمتحدة الخاصة وعن طريق العلاقات الثنائية، خاصة فيما يتعلق ببرامج التكوين المهني لعمال وزارة الداخلية الروسية. نحن نرى اليوم كيف أن الوضع في ليبيا بات يشكل تهديدا إرهابيا صريحا على دول الجوار، بما فيها الجزائر والمنطقة بشكل عام، والسبب في ذلك الانتشار الكبير وغير المراقب للأسلحة، ويكفي الاستشهاد بالاعتداء الإرهابي الذي تعرض له الموقع الغازي بعين أمناس شهر جانفي المنصرم، لذلك نحن متمسكون بضرورة التطبيق الصارم والكامل للقرار 2017 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المقترح من طرف روسيا والذي يهدف إلى الحد من انتشار السلاح الليبي، باعتباره بات يستغل اليوم في تهديد استقرار أمن كل من الجزائر، مالي ومنطقة الساحل ككل، وصولا إلى سوريا ودول أخرى. من الخطأ إقرار تزويد الجماعات المعارضة بالأسلحة، لأن مثل هذه الخطوة لن تجلب السلم لسوريا، على العكس فالمزيد من التسليح يعني المزيد من إراقة دماء الشعب السوري وتدهور الوضع بشكل خطير في المنطقة وما هو موقف روسيا من مسألة تجريم دفع الفدية؟ فيما يتعلق بموضوع دفع فدية مقابل إطلاق سراح الرهائن لدى الجماعات الإرهابية، وبالنظر لكونه موضوع الساعة في عدد من المناطق بالقارة الإفريقية لا سيما منطقة الساحل، فإننا نتقاسم ونتفق مع ما خلص إليه اجتماع مجموعة الثمانية في إيرلندا في 18 جوان الماضي. من وجهة نظرنا، فإن الالتزام بهذا الموقف القاضي بمواجهة هذا النوع من الإجرام لا بد أن يكون مرفوقا بترسانة من التدابير والإجراءات التي تهدف إلى تحرير الرهائن، نحن نعتقد أن المقاربة التي يجب من خلالها التعامل مع هذه المسألة لا بد أن تتركز على حتمية إنقاذ أرواح الرهائن، مع العلم أن قضية تمويل الإرهاب لا تقتصر على أموال الفديات وإنما هي إشكالية غاية في التعقيد. تواجه روسيا اليوم تهمة دعم النظام السوري، ما هي نظرتكم لهذا الملف خاصة وأن الكثيرين يرون أن الأمر تجاوز الحديث عن معارضة تسعى لإسقاط نظام بعدما تحول إلى صراع قوى دولية وإقليمية على الأراضي السورية؟ لا أحبذ وصف ما يحدث في سوريا بالصراع بين قوى دولية، موقف روسيا واضح ويقضي بضرورة إيجاد حل ومخرج للأزمة الخطيرة التي تشهدها سوريا عن طريق الحوار بين السوريين أنفسهم دون أي نوع من التدخل الخارجي العسكري أو إملاءات خارجية. ما يعني أننا ندعو إلى العودة إلى نظام العلاقات الدولية الحديثة مثلما تنص عليه مواثيق الأممالمتحدة، وهو في اعتقادنا الحل الوحيد لهذه الأزمة باعتباره المخرج الوحيد الذي يحمي مصلحة كل الفصائل وأطياف المجتمع السوري. هذا الطرح فتح باب بحث التوافق الروسي الأمريكي خلال اللقاء المنعقد في السابع ماي المنصرم، وعلى أساسه بدأت التحضيرات للمؤتمر الدولي والذي يهدف إلى جلب ممثلين عن النظام السوري والجماعات المعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار لبعث التسوية السياسية وفقا لما جاء في بيان مؤتمر جنيف الأول المنعقد في 30 جوان من السنة الماضية، وعلى كل الدول التي شاركت في المؤتمر والمعنية بالملف العمل من أجل التمكن من عقد جنيف 2. لكن البعض يقول إن روسيا لديها أهداف استراتيجية في سوريا؟ على عكس الاعتقاد ليست لدينا أهداف استراتيجية في سوريا، كما أننا لا نحرك عرائس الظل من وراء الستار من أجل فرض إرادتنا، كل ما نهدف إليه هو أن يتمكن السوريون من تقرير مستقبلهم بشكل ديمقراطي وبكامل سيادتهم. من هذا المنطلق، نحن لا نتدخل في النزاع السوري الداخلي ولا ننظر للسوريين على أنهم قسمان: من يتبعنا والآخرون. في المقابل ندين بشكل صريح وغير مشروط كل الأعمال الإرهابية والمتطرفة وأعمال العنف التي تستهدف المدنيين، خاصة الجرائم المرتكبة بدافع الكراهية الدينية أو الطائفية، كما أننا لا نوافق على ما يقوم به كل من يرفض الجلوس إلى طاولة الحوار إلا بشروط مسبقة والذين يدفعون الأوضاع إلى مزيد من المواجهة والعنف وإراقة دماء الشعب السوري لمجرد تحقيق رغبتهم في الإطاحة بالنظام القائم بالقوة. هل تعتقدون أن الجهاديين يشكلون خطرا حقيقيا على استقرار المنطقة؟ نسجل بكثير من القلق التنسيق المتزايد بين مختلف الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة الذي يهدف إلى إحباط كل محاولات استعادة السلم في سوريا، وإثارة النعرات الطائفية والدينية، خاصة بين السنة والشيعة، ولا يمكن أن نتغاضى عن استهداف الجماعات الإرهابية وارتكابها جرائم مريعة في حق المدنيين في أماكن عمومية بدمشق، التي تشهد عملية “تطهير طائفي”، مثلما حدث في المجزرة التي شهدتها بلدة “هاتلة” بدير الزور والتي أسفرت عن مقتل ستين مواطنا وتفجير منازلهم وشنق الإمام. بالنظر لهذه الأسباب نعتقد أنه من الخطأ إقرار تزويد الجماعات المعارضة بالأسلحة، باعتبار أن مثل هذه الخطوة لن تجلب السلم لسوريا، على العكس المزيد من التسليح يعني المزيد من إراقة دماء الشعب السوري وتدهور الوضع بشكل خطير في المنطقة. من جهة أخرى، أرى أنه من الخطأ الفادح الاعتقاد أنه سيكون هناك طرف خاسر وآخر منتصر، الكل سيخسر، وهذا ما يميز العالم الذي نعيش فيه بترابطه وعولمته، وهو بالذات ما يجعله مختلفا عن القرنين التاسع عشر والعشرين. من هذا المنطلق، لدينا قناعة راسخة أن مؤتمر جنيف 2 قادر أن يكون فرصة حقيقية لعودة السلم والحياة الطبيعية إلى سوريا، لهذا السبب نرى أنه على الدول المشاركة والمعنية والتي نسعد برؤية الجزائر ضمنها، أن تبذل المزيد من الجهد والعمل على تقديم يد العون للسوريين، الأمر صعب لكنه ليس مستحيلا، كل ما يجب عمله هو الانتقال من الكلام إلى التجسيد.