أولياء وتلاميذ لا يعرفون مديرية التربوية التي ينتمون إليها!! تشكل عملية الترحيل التي ستستأنفها ولاية الجزائر منتصف شهر سبتمبر حالة من القلق لدى العديد من العائلات التي يدرس أبناؤها في المدارس على مستوى مختلف البلديات، وقد تجاوز هذا القلق حاجز الاستفادة من السكنات من عدمها ليتجاوزه إلى الخوف الممزوج بالاضطراب مما سيؤول إليه مصير أبنائهم الذين سيجدون أنفسهم في حال تم رحيلهم مضطرين إلى التخلي عن مقاعد الدراسة لمدة معينة وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في تحصيلهم الدراسي، على اعتبار أن عددا من العائلات القاطنة في البيوت الهشة من المحتمل جدا أن ترحل خارج العاصمة... باتت عملية الترحيل المنتظر انطلاقها في القريب العاجل هي الشغل الشاغل لعدد من الأولياء الذين شرع عدد منهم من الآن في وضع تصورات عن مصير أبنائهم المتمدرسين في حال استفادوا من سكنات جديدة، مبدين تخوفهم من ترحيلهم خارج العاصمة وسط الموسم الدراسي، لا لسبب سوى لطول إجراءات تسوية ملفات أبنائهم في مدارسهم الجديدة والتي قد تستغرق أسابيع الأمر الذي سيتسبب في تضييعهم عددا من الدروس. عائلات بين سندان الترحيل ومطرقة ضياع أبنائها.. تعيش العديد من العائلات القاطنة في الأحياء القصديرية على مستوى العاصمة على ضوء تساءلات واستفهامات عديدة فحواها الكيفية والطريقة التي سيتم بها إدماج أولادها في مقاعد الدراسة وسط العام الدراسي، وهو الأمر الذي يشكل صداعا وحيرة كبيرتين لدى الآباء الخائفين على مستقبل فلذة أكبادهم، حيث أبدى البعض منهم تخوفهم الشديد من البيروقراطية التي يمكن تحول دون أبنائهم في المدارس الجديدة. وهو ما أكده الأب سيد علي في حي الرملي التابع لبلدية جسر قسنطينة، الذي أشار إلى أنه ينتظر بشغف الإعلان عن المكان الذي سيرحل إليه، وذلك لمعرفة مصير ولديه الدراسي، مبديا في الوقت نفسه تخوفه الشديد من ترحيلهم إلى مدن خارج العاصمة في كالبليدة وبومرداس "أخشى أن يتم ترحيلي خارج العاصمة خوفا على المستقبل الدراسي لأبنائي "، مضيفا "ما يؤرقني هو الإجراءات البيروقراطية لإدماجهم في مقاعد الدراسة". كما أكدت عائلة من بلدية بولوغين أنها متخوفة من عملية الترحيل وسط السنة الدراسية، وذلك لما سيكون عليه من وقع وتأثير نفسي على أبنائها. خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ: "الأولياء لا يعرفون إلى أي مديرية ينتمون" أكد خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ أن المشكل يكمن أساسا في جهل العديد من العائلات إلى أي مديرية ينتمون، على اعتبار أن الجزائر العاصمة قد قسمت إلى ثلاث مديريات: الوسط، الشرق والغرب، وبالتالي فإن لكل مؤسسة تربوية انتماءها حسب الحدود الجغرافية التي تم تحديدها من طرف الوزارة الوصية سلفا، مضيفا أن هناك عملية تنسيق ولقاء تشاوري ستباشره الولاية لمعالجة المشاكل المتعلقة بإدماج حوالي 2000 تلاميذ في كل الأطوار في مدارسهم الجديدة، داعيا كل العائلات التي ستجد مشاكل بيروقراطية في إدماج أبنائها إلى التقدم إلى المديرية القريبة منها قصد توجيهها وإرشادها، وذلك من خلال إحضار بعض الوثائق الإدارية التي من الممكن أن تسهل من مأمورية إدماجهم بسرعة قائلا "ما على المعنيين إلا إحضار شهادة الإقامة لإثبات مكان إقامتهم الأمر الذي سيمكن السلطات المعنية بالتكفل بالوضع". رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ: المرحلون خارج الولاية ملزمون بالقيام بإجراءات إدارية من جهته أكد رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ أن العائلات التي سترحل إلى خارج ولايتها ملزمة بالقيام بإجراءات إدارية خفيفة لتغيير مكان تمدرسهم، وأن المدة لن تستغرق وقتا كبيرا، مشيرا إلى أنه ستتم عملية تسهيل إدماجهم. وأضاف المتحدث أنه لا يمكن وضع تصور لما سيحدث في الفترة المقبلة حول مكان تحويل التلاميذ طالما أنه لم يتم تحديد المواقع التي سيرحل إليها السكان في الأشهر القادمة، وفي هذا الصدد استشهد محدثنا بما عملت السلطات على توفيره في عملية الترحيل التي مست كلا من العاصمة ووهران حيث تم توفير مدارس خاصة للتلاميذ، وذلك لتسهيل مهمة إدماجهم، قائلا "خير مثال يمكن أن تستشهدوا به هو الإجراءات التي تم اتخاذها في عملية الترحيل في العاصمة ووهران، حيث تم إدماج التلاميذ في مقاعدهم الدراسية الجديدة، والتي تم إنشاؤها في المجمعات السكنية الجديدة". ديلمي: "سيدمج التلاميذ آليا دون أي عوائق بيروقراطية" كشف محمد الطاهر ديلمي رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، في اتصال هاتفي ب"البلاد" أن هيئته قد تلقت تعليمات صارمة من الوزارة الوصية لأجل تسهيل إلاجراءات الإدارية لنقلهم إلى المدارس الموجودة في المجمعات السكنية الجديدة التي سيرحلون إليها دون أية مشاكل أو تعطيلات بيروقراطية، مؤكدا أن هذا المشكل ليس مطروحا بتاتا على اعتبار أن كل المدارس جاهزة بنسبة 100 بالمائة "لا خوف على التلاميذ من هذا المشكل فالوزارة أخذت كل احتياطاتها فيما يخص إدماج التلاميذ المرحلين إلى المجمعات السكنية الجديدة". المختص النفساني مزيان:" نتائج الترحيل وسط الموسم الدراسي ستكون سلبية وكان على الوزارة الاستنجاد بأخصائيين نفسانيين" أكد الدكتور والمختص النفسي مزيان في اتصال هاتفي ب"االبلاد" أنه كان على وزارة التربية الاستنجاد بأخصائيين نفسانيين لإطلاق عملية تحسيسية للتلاميذ المقبلين على تغيير مدارسهم، بغية رفع معنوياتهم وتحفيزهم لما هو قادم، على اعتبار أن جلهم قد لا يقتنع بفكرة ترك مكانه الأصلي الذي ترعرع وتربى فيه ويذهب إلى مكان مجهول قد يكون خارج ولايته، ووسط تلاميذ لا يعرفهم ولا تربطه بهم أية صداقة قائلا "كان يجب على وزارة التربية الاستعانة بأخصائيين نفسانيين وليس ببيداغوجيين لتحسيس التلاميذ بأهمية هذا التغيير الذي سيصب حتما في مصلحته"، مضيفا أن الهدف من العملية هذه هو التقرب من التلاميذ أكثر لمحاولة إقناعهم بأن الهدف الأساسي الذي يسعى إليه كل تلميذ هو النجاح دون سواه، وبالتالي فإن المحيط ليس مهما بالدرجة التي يتصورها، فالمحيط يعتبر وسيلة لا أقل ولا أكثر، وعلى ضوء هذه النقطة مثلما أكده محدثنا "يجب أن تكون عملية إقناعهم وتحسيسهم". وفي هذا السياق أشار المتحدث إلى أن الوزارة الوصية ستواجه صعوبات في إقناع التلاميذ المراهقين الذين يعتبر التعامل مع مزاجهم صعبا للغاية، مبديا في تفهمه لوضعيتهم خصوصا إذا أدركنا أن هناك أساتذة لا يتجرعون قرار تغييرهم إلى مدارس أخرى بسبب ما ألفوه من تلاميذهم"، حيث أردف قائلا "أمر كهذا مفهوم.. هناك أساتذة لا يتحملون تغيير المدراس التي يعملون فيها فما بالك بالتلميذ؟ هل ستنجح اللجنة المشكلة في تسوية ملفات التلاميذ المرحلين؟ تواجه الجزائر العاصمة عدة تحديات وصعوبات لأجل إدماج ما يقارب 2000 تلميذ أو أكثر في مقاعد الدراسة، وهو الأمر الذي لن يكون سهلا خصوصا أن هناك من العائلات من سترحل إلى خارج العاصمة ما يعني أن التنسيق سيستهلك وقتا معتبرا، وهو الأمر الذي لن يخدم إطلاقا التلاميذ الذي سيظلون من دون شك أكبر الخاسرين، وهو الأمر الذي أكده "ح.م" بالقصبة "إذا طالت عملية إدماج أبنائي في مدراسهم الجديدة، فحتما ستؤثر على مردودهم الدراسي"، وكانت ولاية الجزائر قد أكدت بداية هذا الشهر أنها قد اتخذت جملة من الإجراءات الرامية لإنجاح الدخول الاجتماعي المقبل، والتي من بينها التكفل بملفات التلاميذ المحولين إلى مختلف المؤسسات التربوية بسبب عمليات الترحيل التي شهدتها الولاية. وكان البيان الذي أصدرته الولاية قد أكد على تنصيب لجنة مختلطة بين مدراء التربية الثلاثة لولاية الجزائر "شرق، وسط، غرب" للتكفل بملفات التلاميذ المحولين إلى مؤسسات أخرى بعد عملية الترحيل التي شهدتها العاصمة منذ تاريخ 21 جوان 2014 وذلك قصد تخفيف أعباء التحويل والتسجيل على الأولياء، وكان والي العاصمة زوخ قد كشف صبيحة أمس على هامش افتتاح الدخول المدرسي 2014/2015، عن استحداث 51 مؤسسة تربوية جديدة، أي 590 قسما جديدا منها 10 متوسطات و6 ثانويات و20 مطعما مدرسيا، في إطار القضاء على ظاهرة اكتظاظ المدارس التي تفاقمت في السنوات الأخيرة وتدعيم هذا القطاع التربوي الذي يشهد نقصا في المؤسسات والمدارس، مؤكدا أن بلدية الحميز تدعمت بمؤسسات تربوية جديدة من ثانوية ومتوسطات، و التي من شأنها تقليل الضغط على مقاطعة الدار البيضاء، التي تحتوي على أكثر من 5000 نسمة. كما قد تمت تهيئة المقاعد الدراسية والكتب المدرسية، وهو القرار الذي لم يستثن عددا من اللاجئين السوريين الذين تم إدماجهم في هذه المؤسسات التربوية الجديدة، فهل هل ستنجح اللجنة المشكلة في تسوية ملفات التلاميذ المرحلين؟