صحيفة أمريكية تحذر: "داعش يشكل تهديدا حقيقيا على الجزائر" عادت أشباح الحادي عشر سبتمبر 2001 في الذكرى الثالثة عشر لهجمات القاعدة التي استهدفت برجي التجارة العالمية في نيويورك، وهزت أمريكا ومعها العالم بأسره. وبعد 13 سنة من تلك الأحداث يعود العالم إلى مربع البداية، قلق، وخوف، ورعب، وإرهاب، ودماء وفتن تحت مسميات مختلفة، لتبقى عقيدة الجهاد وإقامة دولة الخلافة الشعار الذي يرفعه تنظيم الدولة الإسلامية المُستحوذ على مساحات شاسعة من سورياوالعراق، وهو يتهيأ لأن يوقظ خلاياها في دول عربية وإسلامية عدة، لكنه اليوم أمام مساع متسارعة لتشكيل تحالف دولي قوي، قد تعود به إلى تجارب طالبان والقاعدة مع تزايد خصومه من الحركات الجهادية في سوريا التي انطلق منها نحو العراق. ما حيّر الكثير من المراقبين هو ذلك التأخر الذي عرفه رد الفعل الأمريكي تجاه مخاطر تنظيم الدولة الإسلامية، فقد رفضت واشنطن التدخل بشكل حازم بعد تخطي التنظيم الحدود السورية العراقية وسقوط الموصل في العاشر جوان الماضي، وفسّر عدد من المراقبين ذلك برغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية ممارسة المزيد من الضغوط على المالكي وإيران بواسطة تنظيم "داعش" الذي أطلق يده في العراق، ومارس أبشع طقوس القتل والتنكيل بالخصوم، كما تفادت الولاياتالمتحدةالأمريكية التورط بشكل مباشر في مواجهة برية للتنظيم الذي وعد وتوعد بمجازر ومذابح بحق الجنود الأمريكيين، كل تلك الحسابات والتحفظات سمحت لتنظيم الدولة الإسلامية بالتمدد إلى أن طرق أبواب المناطق الكردية التي تعتبر خطا أمريكيا أحمر، مما دفع بواشنطن إلى التدخل بإلحاح من الكونغرس ومجلس الشيوخ، وهو ما أراده البيت الأبيض برأي المراقبين لتفادي التورط والانتقادات التي قد تعصف بأوباما. رغم ذلك، فإن مساعي الولاياتالمتحدةالأمريكية لازالت حذرة تجاه التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية التي تملك اليوم ترسانة قوية من الأسلحة الثقيلة لم يسبق لأي تنظيم جهادي مسلح أن وضع يده عليها فضلا عن مطار الرقة في سوريا، وما غنمه من سقوط الفرقة 17 وتشكيلات ومواقع عسكرية في سورياوالعراق، كما أن التنظيم كسب خبرة ميدانية في مواجهة الجيوش النظامية، مما يمنحه امتيازات على الأرض، وهو ما جعل واشنطن تعلن عن استراتيجية إعلامية اقتصادية أمنية استخباراتية لمواجهة "داعش"، من جهة أخرى حذرت صحيفة "هافنتجون بوست" الأمريكية، من انتشار تنظيم داعش في دول شمال إفريقيا، بعد إعلان مجموعات إرهابية في المنطقة ولاءها لأمير التنظيم أبو بكر البغدادي، كاشفة عن وجود تهديد حقيقي ومباشر ضد الجزائر، مصر، السعودية، الكويت والأردن. كشفت الصحيفة في تقرير لها أمس، عن أن مجموعات إرهابية تنشط في مصر، ليبيا واليمن أعلنت ولاءها في الأسابيع القليلة الماضية لتنظيم داعش، مما يشكل تهديدا حقيقيا على دول المنطقة، أبرزها الجزائر التي ستكون في مواجهة تنظيم جديد لم يسبق لها أن تعاملت معه، إلى جانب مصر، السعودية، الكويت والأردن، وحذرت من أن تماطل هذه الدول في التحرك سيزيد من حجم الخطر، حيث يحقق "داعش" أهدافه في التوسع إلى مناطق أخرى عديدة، مما يجعل مكافحته مستحيلة.