قال مدير مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي "ماثيو أولسين"، إن المنطقة التي يحكمها "تنظيم الدولة" في العراقوسوريا، تعادل مساحة المملكة المتحدة، مبيناً أن التنظيم يحصل يوميا على مليون دولار لقاء عائدات النفط الذي يبيعه، كما تبلغ عدد القوة المقاتلة في صفوفه عشرة آلاف مقاتل، مؤكداً أنه رغم هذه القوة ليس صعباً هزيمته. وأضاف أولسين في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، أن التنظيم "يعتبر من أخطر التنظيمات التي تعمل في جزء مضطرب من العالم" وينظر لنفسه "باعتباره القائد الجديد للحركة الجهادية العالمية". وكان "تنظيم الدولة"، والمعروف إعلامياً ب(داعش)، بدأ عملياته في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكنه توسع وسيطر على مساحات واسعة من شمال العراق بداية العام الحالي. وأشار أولسين إلى أن التنظيم توسع بشكل سريع لضعف الحكومتين في سورياوالعراق. بالإضافة لاستراتيجيته القتالية التي تتكيّف مع الوضع وبشكل دائم وطموحه لأن يصبح الحركة الجهادية العالمية الأولى. وتابع قوله "يهدد داعش بالتفوق على القاعدة، وأنه سيصبح الصوت المسيطر والمؤثر في الحركة العالمية المتطرفة". لكنه بين أن "حركة قوية وضاربة مثل داعش ليس صعبا هزيمتها فتحالف دولي من الشركاء الدوليين ستتوفر لدينا الوسائل لهزيمته وبناء على مدخل مصمم وشامل". وحذّر أولسون من وجود جماعات أخرى تهدد الوجود الغربي، "داعش هو محل اهتمامنا الآن لكن هناك عدد كبير من الجماعات التي تمثل تهديدا لنا في فضاء إرهابي متطور". ومن هذه فرع تنظيم القاعدة في سوريا، واليمن وحركة الشباب في الصومال. وقال المسؤول الأمريكي إنه لا تتوفر معلومات تحمل مصداقية عن خطط حالية للتنظيم لضرب الولاياتالمتحدة، ولكن "يملك التنظيم الإمكانيات لاستخدام الملجأ الآمن له والتخطيط وتنسيق هجمات في أوروبا والولاياتالمتحدة". وأضاف أن الولاياتالمتحدة تركز على 1.000 أمريكي وأوروبي سافروا إلى سوريا للقتال وقد يعودوا إلى بلادهم وقد تمرسوا على القتال وأصبحوا أكثر تشددا. ووصف أولسين مشكلة بريطانيا بأنها (جوهرية من ناحية العدد) مشيرا إلى وجود حوالي 500 مقاتل بريطاني هناك. وعبّر عن مخاوفه من الذين يتعاطفون مع التنظيم في الدول الغربية وإمكانية تشددهم من خلال الدعاية التي يبثها التنظيم عبر الإنترنت والتي قد تقودهم للقيام "بهجمات محدودة، فردية وبدون إنذار". من جانب آخر، قالت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس الجمعة، إنها تعكف على تشكيل "تحالف أساسي" لمحاربة مقاتلي تنظيم "داعش" بالعراق ودعت إلى تأييد واسع من الحلفاء والشركاء، لكنها استبعدت إلزام نفسها بإرسال قوات برية. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اجتماع ضمّ عشر دول: "نحتاج لمهاجمتهم على نحو يحول دون استيلائهم على أراض ولتعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم من دون أن نلتزم بإرسال قوات". وأضاف: "من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية". وكان وزراء الدفاع والخارجية في الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وأستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمارك قد اجتمعوا على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في ويلز، لوضع استراتيجية لمواجهة تنظيم "داعش" الذي استولى على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية. أعلن البنتاغون، من جهته، أن حوالي 100 أمريكي يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإسلامية المطرفة بينهم 10 مع "داعش". وقال المتحدث باسم البنتاغون، الكولونيل ستيفن وارن: (نعتقد أن حوالي 100 مواطن أمريكي يقاتلون حاليا في سوريا، ولا نعرف بالتحديد التنظيمات التي ينتمون إليها. نعتقد أن 10 أمريكيين يقاتلون مع داعش". ولم يكن قادرا مع ذلك على توضيح ما إذا كان العشرة يقاتلون في سوريا أو في العراق. ونهاية الشهر الماضي، أكدت واشنطن مقتل أمريكي في سوريا كان يُقاتل الى جانب "داعش" وقالت إنها تحقق بوضع أمريكي آخر قتل بدوره.