استغل وزير السياحة المغربي، لحسن حداد، حادثة تصفية تنظيم "جند الخلافة" للرهينة الفرنسي بيار إيرفي غوردال في تيزي وزو، لإصدار بيان رسمي "عدائي" يسوّق صورة مشوّهة عن الجزائر بنكهة التشفي لتصفية حسابات سياسية والترويج للسياحة في المملكة المغربية في سلوك مناف لكل الأعراف الدبلوماسية المعمول بها والتي تقتضي "تجنّد المجموعة الدولية لإدانة الإرهاب بكل أصنافه وأشكاله في أي بقعة في العالم". وتعمدت وزارة السياحة المغربية، يوم 25 سبتمبر نشر بيان جارح صدر باللغة الفرنسية حول اغتيال الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، جاء فيه أن "المغرب يدين حادثة اغتيال الرعية الفرنسي في الجزائر....ويذكر المغرب أنه كان ولا يزال بلد سلام وتسامح وتعايش وأرضا مضيافة وإن اقتضت الضرورة يملك المغرب كل الوسائل لضمان أمن مواطنيه وزواره". وهي إحالة ماكرة وجارحة لزوار الموقع الإلكتروني للوزارة وقراء بيان الوزير على أن "الجزائر تكون قد قصّرت في حماية مواطنيها أو زوارها"رغم أن أيادي الإرهاب الأعمى ضربت أيضا على مدار السنوات في المغرب وكانت الجزائر حكومة وشعبا أوّل المنددين والمتعاطفين والواقفين إلى جانب الشعب المغربي خلال كل اعتداء إرهابي. التحامل المغربي لم يتوقف عند حد التصريحات العدائية المتكررة ضد الجزائر حول قضية الصحراء الغربية أو ملف فتح الحدود، بل بلغ حد على الإساءة مع سبق الإصرار للجزائر وإظهارها بصورة "الدولة غير المستقرّة"، حيث يضيف وزير السياحة المغربي أن "المغرب بشماله وجنوبه وشرقه وغربه يثبت أن الأمن مضمون في كامل ربوع البلاد.....". وتابع وزير السياحة بنبرة تشفٍّ واضحة "المغرب يزخر بتاريخ قديم واستقرار سياسي تحت القيادة المستنيرة لملكه (...)، المغرب في مجمله وفي مقدمته شعبه سيواصلون استقبال زوراهم لاكتشاف جماله" ليختتم البيان بÇمرحبا بكم بالمغرب. وذكر مراقبون أن نظام المخزن يريد من خلال هذه الخرجة توجيه الرأي العام الدولي من بوابة الموقع الإلكتروني لوزارة السياحة لتشويه صورة الجزائر كوجهة سياحية "غير آمنة" واستغلال الحادثة المأساوية لتوجيه ضربة للقطاع السياحي الجزائري، في عمل حقير يقفز على كل المواثيق التي تنظم عمل العلاقات الدبلوماسية بين الدول وصادر عن عضوفي الحكومة المغربية التي تعوّدت على مثل هذه "السقطات" وفي أكثر من مناسبة آخرها خروج متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائري، عن صمته ليعبر في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية عن أسفه "لملاحظة تأثر العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية وبناء الصرح المغاربي جراء إستراتيجية التوتر وسياسة القطيعة التي يمارسها جيراننا المغربيون ببراعة من أجل رهن مصير الشعوب المغاربية على أمل أن تتخلى الجزائر عن موقفها الأساسي من قضية الصحراء الغربية المطابق للشرعية الدولية".