المنتوج الأدبي واللغوي للأمير ورؤية الآخر.. من أهم محاور الملتقى تحضر وحدة البحث حول الثقافة والتّواصل والآداب واللغات والفنون التابعة لمركز البحث في الأنثروبولوجية الاجتماعية والثقافية وهران "كراسك"، لتنظيم "الملتقى الدولي الأمير عبد القادر: المثقف الأديب والمتصوف"، وذلك يومي 13 و14 أفريل 2015 بقاعة المحاضرات "السانيا" بوهران. ويأتي هذا الملتقى، حسب المنظمين، ليسلط الضوء على الجوانب المعرفية والأدبية من حياة هذه الشخصية التاريخية وذلك بإعادة قراءة وفحص مضامين مؤلفاته ومواقفه الفكرية وتأملاته وإبداعاته. وجاء في إشكالية الملتقى أنه "كثيرا ما يتطرق الباحثون في تاريخ الجزائر المعاصر للجوانب العسكرية والسياسية والاستراتيجية التي ميزت مسيرة الأمير عبد القادر الجزائري (1808- 1883م)، وتقِل دراساتهِم حول حياته الثقافية والمعرفية. فمواقفه الفكرية والأدبية جعلت منه إنسانا متحررا متجاوبا مع عصره، حاملا لمشروع إنساني تجاوز الحدود المحلية والقومية، فالأمير عبد القادر هو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وهو متزعم المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، بالإضافة إلى كونه شاعرا متصوفا وباحثا في الفكر وفي العديد من القضايا المعرفية. وترك تراثا ثريا ومؤلفات هامة نذكر منها على وجه الخصوص كتاب "المواقف" في التصوف، ورسالة "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" الموجهة للفرنسين تناول في فضل العلم والعلماء. كما للأمير أقوال كثيرة في الشعر، ورسائل عديدة تناول فيها مختلف القضايا التي تبرز إبداعه ومكانته الأدبية والروحية. كما كان سعيه في العديد من المناسبات منصبا على تقريب الرؤى بين الشرق والغرب و الدعوة إلى حوار الثقافات والديانات". والجدير بالتذكير أنه قد أقيمت عدة ملتقيات وطنية ودولية تناولت حياة الأمير وبطولاته ومآثره، مثل الملتقى الدولي بمدينة تلمسان بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامي والملتقى الدولي بجامعة أولداغ ببرصة تركيا والملتقى الدولي الذي تم تنظيمه بمدينة الجزائر العاصمة سنة 2013 وملتقى دولي بمدينة معسكر، مارس 2014، وهي تظاهرات علمية كثيرة ومتنوعة تم تنظيمها من قبل الجامعات داخل وخارج الوطن ومراكز البحث ومؤسسة الأمير عبد القادر وجمعيات وطنية أخرى. من ناحية أخرى، يهدف ملتقى وهران إلى التعريف بفكر الأمير عبد القادر الجزائري "مثقفا وأديبا ومتصوفا"، وإعادة نشر معارفه، وإيجاد المضامين المشتركة بينه وبين التراث الإنساني عامة وكذلك ارتباط مواقفه بقضايا العصر. ويناقش اللقاء العديد من المحاور من بينها "المنتوج الأدبي واللغوي للأمير، ولغة الكتابة والتأليف، والجانب الصوفي والعرفاني في حياة الأمير، ومقاومة الأمير وأثرها في الإبداع الشعري الشعبي، وثقافة الحرية والتسامح في فكر الأمير"، بالإضافة إلى الأسس الفلسفية والفكرية والفقهية لثقافة الأمير، والشرق والغرب وحوار الثقافات والديانات، وفكر الأمير في رؤية الآخر".