ساهم الأستاذ والدكتور بجامعة تلمسان شعيب مقنونيف بمداخلاته ومساهماته في الملتقى الأمير عبد القادر «رجل عابر للزمن» بتلمسان في إثراء هذه الأيام مؤكدا للسياسي عن أهمية إعطاء حق الأبطال الجزائريين في ملتقيات كهذه. بصفتك أستاذا ومحاضرا في ملتقى الأمير عبد القادر كلمة مختصرة عنه؟ الأمير عبد القادر يطول الحديث عنه لأنه وبزيادة عن شهامته فقد كان محاربا ورجل بدرجة امتياز ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، كما أنه كان أديبا وشاعرا إذن نستطيع آن نقول أنه أسطورة بأتم معنى الكلمة، كما أن ما خلفه من آثار حول التصوف لكبير شيوخ الفكر الصوفي في العالم الإسلامي، وهو ما يبدو انعكاسا لمساعي أبيه الشيخ «محيي الدين» الذي كان يجتهد في إعداد مشايخ الطريقة الصوفية القادرية. على ماذا اعتمدتم في محاضراتكم لتقديم شخصية الأمير عبد القادر؟ أقول لك أنني اعتمدت على المراجع الدينية والفكرية التي ساهمت في تكوين شخصية الأمير عبد القادر والتي أعطت له ميزة الرجل المنصف العادل وقائدا استراتيجيا في بعض الحروب الكلاسيكية التي قادها ضد المستعمر الفرنسي كما تطرق بعض المشاركون الذين حاضروا في أيام الملتقى إلى بعض من الجوانب التي ميزته في تعاملاته كما أن الأمير خلق بعض القوانين في معاملة الأسرى الذين كانوا يقعون في يده، أثناء حروبه. وهل ترى أن بعضا من الحقائق التي تطرق إليها المشاركون حول الأمير عبد القادر كانت بالشكل الصحيح؟ أنا أعتبر ما تطرق إليه المشاركون كانت أمورا تاريخية مستقاة مما كتبه وأرّخه التاريخ، لذلك أريد أن أقول أن كل ما سمعناه كان صحيحا ومعروفا لكن هناك أمر جديد عرفه الملتقى هو آن مشاركة هذا الكم من الأساتذة كان فرصة لتبادل الأفكار ومعالجتها بأساليب مختلفة ومتنوعة لذالك اعتبر أن الملتقى جاء في وقته لذلك بوادر خير سترمي بثمارها على إثراء تاريخ الأمير عبد القادر المشع كما كان فرصة للمشاركين للتعرّف وعن قرب على بعض الحقائق التاريخية واكتشاف الجوانب الإنسانية للأمير «عبد القادر». وكيف تقيّم هذا الملتقى الذي يقام بمدينة تلمسان التي تحتضن تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية؟ أظن أن ملتقى الأمير عبد القادر جيد والمشاركة زاخرة مثل هذه كانت أجمل شيء كان من حظ الجوهرة كما كان أخر الملتقيات التي احتضنتها تلمسان في سنة كلها ونحن كجهة منظمة أردنا آن يكون كذالك لأنه لو جاء وسط الزخم الثقافي لكان وقعه اقل، كما أن المشاركة كانت ستكون قليلة، فأنا أريد أن أقول أن مثل هذه الملتقيات التي تمجد اساطرنا وشيوخنا وعلمائنا يجب علينا من تكثيفها لأن والحمد لله الجزائر تملك من الرجال والعلماء الكثير لماذا لا نعيد هذا الملتقى كل سنة في ولاية من ولايات الجزائر فهذا من حق الجزائريين أن يتعرفوا على أشياء وتفاصيل كثيرة عن علمائهم ومبدعيهم. وهل ترى أن مستوى المداخلات والمحاضرات وصل إلى الهدف المنشود؟ أظن آن الملتقى عرف مشاركة متميزة من قبل أساتذة حضروا من مختلف دول العالم كتركيا روسيا بريطانيا ومصر وسوريا وغيرهم كما كانت هناك كوكبة من أساتذة ومختصين في التاريخ من جامعات الجزائر ووهران وسيدي بلعباس ومستغانم، ومعسكر، وهذا شيء ايجابي أن ملتقى الأمير عبد القادر لم يحقق هدف واحد بل أهداف عديدة بدء من المشاركة إلى البحوث وبعث روح جديدة في تاريخ الأمير عبد القادر لذالك أردنا آن تكون هناك مداخلات ومحاضرات حول أهم الأمور البارزة في تاريخه وإضافة أمور وتفاصيل أخرى في حياة وجهاد قائد المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي. كيف قمتم بتجهيز الملتقى الأدبي والفكري؟ أظن أن الفرصة كانت مواتية في استقبال الملتقى الذي ترأسه الأستاذ سليمان حاشي والدكتور زعيم خنشلاوي إلى جانب عميد جامعة تلمسان نور الدين بالغول بمعية وزارة الثقافة على رأسها الوزيرة خليدة تومي وجهود كثيرة ومختلفة لدكاترة وباحثين جزائريين الذين ساهموا وتعاونوا معنا في إنجاح الملتقى للإشارة فقط أريد آن أقول شيء هو أن هناك جولات ميدانية سبقت الافتتاح الرسمي للملتقى وتظاهرات ببلدية غريس بولاية معسكر بإقامة معرض صور توضح مسيرة البطل الأمير عبد القادر. كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار الشيق أريد أن أقول هنيئا لنا بهذا الفوز العظيم الذي سيزيد من مكانة الجزائر تاريخيا بهذه الأسطورة والرجل العلامة المتصوف الكبير لأن تذكر رجل مثل الأمير سيسمح للأجيال آن تتعرف علية ويكون هناك تكثيف في البحث والنبش في حكايات الرجل في أبطال آخرين لأن الفرصة أصبحت سانحة الآن خاصة في ظل الظروف والإمكانيات التي توليها وزارة الثقافة لأمور تاريخية مهمة.