أعلن رئيس حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي، أن حزبه مستعد لحكومة ائتلاف تضم خصومه العلمانيين، بل حتى أحزابا يقودها مسؤولو الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بهدف غرس أول بذور الديمقراطية في البلاد. وأضاف الغنوشي في مقابلة مع وكالة "رويترز" بمكتبه أن "الوفاق هو الذي أنقذ تونس. ولاتزال البلاد بحاجة للوفاق بين الإسلاميين والعلمانيين، حتى بعد الانتخابات لن نكون في وضع ديمقراطية مستقرة، بل هي ديمقراطية انتقالية تحتاج إلى حكومة وحدة وطنية تعالج عديد التحديات في ظل الوضع الإقليمي المضطرب". وقال إن حركة النهضة التي سجن عدد كبير من قياداتها وفروا للخارج تحت حكم بن علي مستعدة للعمل ضمن حكومة ائتلاف تضم منافسها العلماني نداء تونس، وحتى الأحزاب التي يقودها مسؤولون بارزون في نظام بن علي أو ما يعرف بأزلام النظام السابق. وبعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة من إسقاط بن علي، تسير تونس نحو ديمقراطية كاملة بإجراء ثاني انتخابات برلمانية حرة في البلاد في 26 أكتوبر الحالي بعد أن تم إقرار أول دستور في وقت سابق هذا العام. وفازت حركة النهضة في أول انتخابات برلمانية حرة في 2011 بنسبة حوالي 40 من مقاعد المجلس التأسيسي، وكونت حكومة مع حزبين علمانيين قبل أن تندلع أزمة سياسية حادة تلت اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية في تونس على يد مسلحين متطرفين. واتهمت المعارضة العلمانية حركة النهضة بالتساهل مع وزادت حدة التوتر بين الطرفين قبل أن يتوصلا لاتفاق أنهى حكم النهضة، وأدى لتشكيل حكومة مستقلة برئاسة مهدي جمعة تقود البلاد لانتخابات. وقال الغنوشي: "كل الأحزاب المعترف بها مستعدة للعمل معها. ليس لدينا أي فيتو على أي حزب قانوني. نحن لن نواجه الإقصاء بإقصاء". وتشارك عدة أحزاب يقودها وزراء بن علي في الانتخابات المقبلة، ويرى محللون أن لها فرصا للنجاح، خصوصا في مدن مازالت تحتفظ فيها بنفوذ واسع. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن النهضة ونداء تونس الذي يرأسه الباجي قائد السبسي هما أبرز مرشحين للفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وردا على سؤال عما تغير في حركة النهضة بعد عامين من حكمها للبلاد، قال: "نحن الآن أصبحنا حركة أكثر واقعية وقدرة على صنع الوفاق مع خصومنا. أصبحنا جزءا من الدولة، ونفهم جيدا مشكلات وأولويات البلاد".