أرجع مستشار وزير الداخلية الفرنسي ونائب رئيس المكتب المركزي للشعائر الدينية، برنارد غودر، تشنج العلاقات الفرانكوجزائرية وجمودها إلى التأثيرات السلبية للحملات التي تخوضها بعض الأطراف اللائكية المحسوبة على تيار اليمين المتطرف ضد الجزائر· وكشف غودر، في اتصال هاتفي ب'' البلاد''، أن ''الحكومة الفرنسية لا دخل لها في الحرب التي انفجرت مؤخرا بفرنسا والموجهة أساسا إلى ضرب الإسلام والمسلمين باسم حماية الهوية الوطنية من التشرذم والتمزق المحتمل''، مضيفا ''لا يمكن بلورة أو تبني موقف على أنقاض سياسة متطرفة يقودها أشخاص نكرة يسعون إلى بسط فكرهم العلماني لا غير'' · وحاول المتحدث الذي يشغل منصب أستاذ بمعهد الغزالي بمسجد باريس، أن يفند التصريحات التي تتناقلها وسائل الإعلام الفرنسية على لسان بعض الأشخاص المتطرفين حول عداء وكراهية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، للإسلام والمسلمين قائلا ''إن المسلمين بفرنسا يتمتعون بنفس حقوق الجاليات التي تدين بديانات أخرى، والدليل هو الارتفاع الملحوظ لعددهم وهو ما يجعل الإسلام ثاني ديانة بفرنسا، واعتمادا على لغة الأرقام، وصل عدد المسلمين من أصول جزائرية مليوني مسلم يمارسون شعائرهم عبر 700 مسجد· أما المغربيون فقد فاق عددهم مليون مغربي مقابل 600 ألف تونسي، في حين بلغ عدد المسلمين الأتراك 500 ألف تركي مسلم''· وبالرغم من ارتفاع عدد المسلمين بفرنسا وتمركز الإسلام في المرتبة الثانية على سلم ترتيب الديانات، إلا أن هذا لا ينفي وجود حملة مضادة وشرسة ضد الإسلام من طرف التيار اليميني المتطرف·ووفقا للتسلسل الكرونولوجي للأحداث، فإن العداء ضد المسلمين بفرنسا اختزل في خرجة الرئيس نيكولا ساركوزي عند دخول الانتخابات الرئاسية الفرنسية المنصرمة مراحلها الحاسمة، حيث لم يتوان هذا الأخير في ''التنصل من لقب محامي المسلمين'' الذي قدم به نفسه في كتابه ''الجمهورية والأديان والأمل'' سنة 2004 و''تطليق'' مبادئ الرئيس السابق جاك شيراك، وذلك عندما أشهر انقلابه على المسلمين - وهم أكثر المواطنين تصويتا لساركوزي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة- وقرب لهجته إلى الخطاب الإسلاموفوبي، وهو ما عكسه التأييد الذي بادر به للمجلة الفرنسية التي أعادت نشر الرسوم المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - نقلا عن الصحيفة الدانماركية التي أثارت غضب العالم الإسلامي·وبمجرد اعتلائه كرسي الإيليزيه، رسم ساركوزي إستراتيجيات دقيقة لضرب الإسلام والمسلمين على التراب الفرنسي بدليل التعسير في منح الرخص لبناء المساجد ومنع ارتداء الحجاب بالمدارس، حظر ارتداء البرقع ومنع تعدد الزوجات وغيرها من المبادرات ''الاستفزازية'' التي تكشف عن الوجه الآخر ل'' الظاهرة الساركوزية''