نفى أمس ممثلو وزارة الداخلية الفرنسية أن تكون للدولة الفرنسية اللائكية، حسب وصفهم، نية في تشديد الخناق على الجالية الإسلامية، واعتبروا الإجراءات الأخيرة تنظيمية، واعترف هؤلاء على هامش مرافقتهم لعميد مسجد باريس الكبير الى الجزائر، بدور الجزائر في ترشيد الممارسات الإسلامية بفرنسا، وهو تعاون لا يمكن لباريس أن تستغني عنه، لاسيما ما تعلق بصد أفكار التطرف والغلو الديني، حسب تعبير مستشار وزير داخلية الفرنسي، برنارد بودان. رافع أمس ممثلو وزارة الداخلية الفرنسية من الجزائر، على هامش حفل استقبال 40 إماما جزائريا، تم تكليفهم بإدارة مختلف مساجد المقاطعات الفرنسية بإجراءات الدولة الفرنسية في العديد من المسائل الدينية، كقضية منع ارتداء البرقع في الأماكن العمومية، وقال مدير الدائرة المركزية بوزارة الداخلية الفرنسية، برتون غوم، إن “ما يثار هنا وهناك حول تضيق باريس للخناق على الجالية الإسلامية، مجرد أراء”، وأضاف “أما عن القضايا الأخيرة التي تبنتها الدولة الفرنسية، فهي مجرد إجراءات تنظيمية للمجتمع الفرنسي”. وأوضح المتحدث أن فرنسا تعترف بالديانة الإسلامية التي تعد الثانية ب 5 ملايين مسلم رسميا، وما يقارب 8 ملايين مسلم خارج دائرة الإحصائيات، أغلبهم من الجزائريين، المغاربة والفرنسيين، يقابلهم 800 ألف يهودي، ورغم أن الدستور الفرنسي أقر بأن باريس دولة لائكية، إلا أنه شدد على ضرورة احترام باقي الديانات، مشيدا بدور الجزائر في ترشيد الممارسات الإسلامية المعتدلة بفرنسا، وقال “لا يمكن لباريس أن تستغني عنه مستقبلا”، خاصة وأن الحكومة الفرنسية عبرت سابقا عن رغبتها في الاستنجاد بالخبرة الجزائرية في تكوين إطاراتها من الجالية المسلمة. واستدل مستشار وزير داخلية فرنسا، برنارد بودان، باحترام باريس لممارسة المعتقدات الإسلامية، من خلال تأسيس مجالس للجالية الإسلامية بكل من الجيش، المؤسسات العقابية وإعادة التربية و ذا المؤسسات الاستشفائية، بالإضافة إلى مشاريع بناء وتشيد عشرات المساجد، ومن يتحدث عن منع هذه المشاريع فذلك مجرد “خيال”، حسب تعبيره. وناشد المتحدث من موقع مسؤولياته بوزارة الداخلية الفرنسية، أئمة الجزائر بمختلف الضواحي، بضرورة التصدي للأفكار المتطرفة خاصة، من خلال تصفح مواقعها عبر الأنترنات، وأن يكونوا حائلا بين هذه الوسائط الإعلامية والمجتمع الفرنسي، لاسيما الشباب منه.