تواصلت الاشتباكات داخل مدينة بنغازي، ليلة أول أمس، بين عناصر تابعة ل"مجلس شورى ثوار بنغازي"، وآخرين موالين للواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي ألقى كلمة ليلة البارحة حث فيها سكان مدينة بنغازي على الانتفاض المسلح على من وصفهم بالإرهابيين والمتطرفين. وكانت دعوات ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى الانقضاض على المقرات والمعسكرات التابعة للمجلس، وأماكن تمركز مقاتليه والسيطرة على الشوارع والأحياء في المدينة وقتل مواليه وحرق منازل قادته، تمهيداً لفتح الطريق أمام قوات حفتر المتمركزة في منطقة الرجمة وضواحيها، شرق بنغازي، كي تدخل المدينة. ومن جهته، اعتبر "مجلس شورى ثوار بنغازي"، في بيان، أن "الحراك المسلح" الذي ستشهده بنغازي، أمس، هو محاولة "يائسة" لإنقاذ أتباع ما يسمى بعملية الكرامة على الجبهات. وقامت مجموعة مسلحة تابعة ل"كتيبة 17 فبراير" بشن هجوم، حوالي الثانية من صباح أمس، على معسكر 204 دبابات، بتنفيذ هجمات انتحارية على المعسكر، أعقبه هجوم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأفاد مصدر من الكتيبة عن قرب سقوط المعسكر بين يدي قواته. كما شنت مجموعة مسلحة أخرى هجوماً بمختلف أنواع الأسلحة على المعسكر 21 في منطقة "طابلينو" الموالي لحفتر، وما زالت الاشتباكات في محيطه قائمة، من دون أن تعلن مصادر من طرفي الاقتتال أو مصادر طبية عن أعداد القتلى والجرحى. وفجرت مجموعات ملثمة، من أنصار الانتفاضة المسلحة، بعض المحال التجارية في مدينة بنغازي والمطاعم كمطعم "كودو" في شارع دبي، وإغلاق الطرق المؤدية إلى بعض الأحياء، كحي "بوهديمة" و"السرتية"، وانتشروا في مفترق المساكن في منطقة "بوعطني" ووقعت اشتباكات بينهم وبين قوات تابعة ل"مجلس شورى الثوار" ما أدى إلى انسحابهم. وقالت مصادر من المجلس، إن هذه المجموعات المنفذة لما يسمى بالانتفاضة المسلحة ما هي إلا بقايا عسكريين ورجال شرطة مندسين بين السكان المحليين، وهم من سيطر مقاتلو المجلس على مقراتهم ومعسكراتهم، إلى جانب وجود أعضاء جهاز الأمن الداخلي للنظام السابق يدعم هؤلاء، ويعمل على نشر الشائعات وبث روح الخوف والذعر في نفوس الأهالي، وتصميم ملصقات انتشرت عبر فضاء "فيسبوك" تخدم أغراض هذه المجموعات وتعلن عن نواياها لهذا اليوم، إلى جانب إعلاميين وصحافيين يلعبون دوراً في دعم هذا الاتجاه، ومن أبرز القنوات التي تدعم هذا الحراك المسلح قناة "ليبيا أولاً" وقناة "ليبيا الكرامة". وأوضحت المصادر، أن هناك تنسيقاً بين سجناء جنائيين في سجن "الكويفية " في مدخل مدينة بنغازي وسجناء من قادة عسكريين وأعوان النظام السابق في سجن الشرطة العسكرية، مع أشخاص من المحرضين على هذا الحراك والمشاركين فيه من المسلحين لإطلاق سراح السجناء عقب الهجوم على السجن. من ناحية أخرى، سيطر الجيش الليبي أمس، على أكبر معسكرات ميلشيا أنصار الشريعة في بنغازي. وأكد الجيش وشهود عيان من سكان بنغازي سقوط معسكر كتيبة "17 فبراير"، بعد أن داهمت قوات الجيش الوطني مقر الكتيبة صباح أمس. وأسس كتيبة "17 فبراير" عضو جماعة الإخوان فوزي أبو كتف ويكلف بقيادة جهاز الأمن الدبلوماسي الخاص بحماية البعثات الدبلوماسية و السفارات في ليبيا.