تواصل مديريات التربية عبر مختلف ولايات الوطن، تطبيق القرارات الوظيفة العمومية في إقصاء المئات من الأساتذة الجدد الناجحين في مسابقات التوظيف الأخيرة، التي نظمت شهر جويلية الماضي، بعد التحاقهم بأقسامهم وتلامذتهم، مثلما هو الحال بولايات البرج وباتنة، مما تسبب في بقاء آلاف التلاميذ من دون مدرسين، في انتظار استخلافهم من طرف مصالح الوزيرة بن غبريت، فبعد ولاية البرج أصدرت مديرية التربية لولاية باتنة خلال اليومين الماضين تعليمة موجهة إلى العديد من المؤسسات التعليمية تقضي بفسخ عقود الأساتذة المستخلفين من خريجي الجامعة لسنة 2014. علما أن هؤلاء الأساتذة الذين طلب منهم إخلاء مناصب عملهم، استفادوا من عقود العمل خلال مطلع الدخول المدرسي في 7 سبتمبر الفارط. وتساءل المعنيون الذين قرروا الاعتصام أمام مديرية التربية عن مدى قانونية هذه الإجراءات، خاصة وأن قرار توقيفهم ترتب عنه بقاء العديد من الأقسام دون أساتذة، وفي عدة مواد منذ ثلاثة أيام ولا يزال الوضع على هذه الحال إلى غاية اليوم. وأكد المحتجون أنه كان يفترض أن يتم إشعارهم بهذا القرار قبل الدخول المدرسي وليس في هذا الوقت الحساس، حسب ما أكده الأساتذة المعنيون الذين يشتغلون بصفة خاصة بالمناطق النائية جنوبي باتنة على غرار بلديات أولاد عمار والجزار وغيرها. كما أكدوا في احتجاجهم أن التعليمة لم تمس كل خريجي السنة الجارية، بل عن الكثير منهم لا يزالون يمارسون مهامهم رغم أنهم تخرجوا سنة 2014، وهو ما طالب المعنيون بتوضيحات في شأنه. وحسب مصالح مديرية التربية بباتنة، فإن التعليمة جاءت من أجل إعطاء الأولوية للمتخرجين القدامى وذوي الخبرة وأبناء المنطقة، على أن يؤخذ المتخرجون الجدد بعين الاعتبار في حالة شغور المناصب بعد تطبيق التعليمة. ودعا المحتجون الوزيرة بن غبريت باعتبارها المسؤولة الأولى عن القطاع، للتدخل لوقف مثل هده القرارات "الارتجالية" الذي يدفع ثمنها التلميذ ضحيتها بالدرجة الأولى، خاصة مع انطلاق فترة الفروض بالنسبة للتلاميذ، ما يعني اضطرابا في التدريس على مستوى العديد من المؤسسات. وبولاية أدرار أقصت مديرية التربية تطبيقا لقرار الوظيف، 31 أستاذا جديدا، طالبوا الوزيرة بضرورة إنصافهم. تجدر الإشارة إلى أن "الكنابست" كان قد حذر مطلع الدخول المدرسي من عواقب تأجيل الرقابة البعدية إلى ما بعد الإعلان عن النتائج، خاصة وأن الظاهرة تم تسجيلها الموسم الدراسي الفارط مع 105 أستاذ من مديرية التربية لغرب العاصمة.