أفادت تقارير ميدانية دولية، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بدأ يفقد السيطرة تدريجيا على مناطق واسعة كانت تخضع لنفوذه في العراق. وبحسب معلومات استخبارية، فإن خسائر "داعش" البشرية بلغت نحو 1180 مقاتلا سقطوا منذ بدء غارات التحالف والعمليات العسكرية ضده منذ نحو شهر تقريبا. وتشير المعلومات إلى مقتل أكثر من 32 من قيادات التنظيم المتطرف، بينهم عدد من كبار قادته وقضاته "الشرعيين". ويقول الخبير في شؤون الجماعات الجهادية هشام الهاشم إن أبرز قيادات "داعش" الذين قتلوا في الغارات والمواجهات هم: القاضي الشرعي العام ل "داعش" فرع العراق، والشيخ "أبو محمود" حسام اللامي، والقائد العسكري لولاية نينوى بشار الجرجري المعروف ب "أبي أنس الكردي"، والقائد العسكري لولاية صلاح الدين العقيد علاء المشهداني "أبي عبدالرزاق"، والقائد العسكري للفلوجة أياد مرزوق العيساوي، والقائد العسكري للرمادي سعد دايح السويداوي، والقائد العسكري لولاية الجنوب "أبي خديجة" يعقوب سعد الجنابي، والقاضي الشرعي لولاية الفرات "أبي عدي" مصطفى الزيدي. وبحسب المصادر والمعلومات الميدانية، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" فقد السيطرة على مناطق استراتيجية مهمة داخل العراق منها معبر "اليعربية" الحدودي بين العراقوسوريا،ومدن بعشيقة وبرطلة وربيعة وزمار شمالا وجرف الصخر والحمرا والمحزم والرياشية والمزرعة في الوسط فضلا عن خسارته لمناطق غاية في الأهمية تقع ضمن ما يعرف بحزام بغداد الشمالي، بالإضافة إلى صمود مدن ومناطق غرب العراق في وجه زحف مقاتلي "داعش" منها حديثة وعامرية الفلوجة والضلوعية شمال العاصمة بغداد. وتشير تقارير إلى أن "داعش" خسر مانسبته 10٪ من إجمالي المناطق التي يسيطر عليها والتي تقدر بنحو 32٪ من مساحة العراق. وبحسب خبراء فإن خسائر "داعش" ومنذ بدء الغارات والعمليات العسكرية الموسعة ضده في العراقوسوريا بلغت نحو 3 ملايين دولار أمريكي يوميا والتي كانت التنظيم يحصل عليها من تصدير النفط الخام في مناطق نفوذه فضلا عن خسارته ل 4 صوامع عملاقة للقمح كان يستخدمها في تجارة الدقيق، حيث اعتمد التنظيم المتشدد أسلوبا جديدا في تمويل عملياته ودفع مرتبات عناصره وهو جباية الأموال من المواطنين في مناطق سيطرته من خلال فرض أجور وضرائب على مواقف السيارات وبعض الخدمات الأخرى. ومع تضييق الخناق على تدفق المقاتلين العرب والأجانب إلى صفوف التنظيم بدأ "داعش" يعاني من نقص كبير في إعداد مسلحيه داخل العراق مادفعه إلى طلب النجدة والإمداد من فرعه في الشام؛ حيث تشير معلومات استخبارية أن نحو 3000 مقاتل دخلوا إلى العراق قادمين من سوريا، بينهم نحو 1000 انتحاري، وذلك للنقص الواضح في أعداد الانتحاريين في صفوف "داعش". ويقول الخبير في الجماعات المتطرفة,هاشم الهاشمي إن "داعش" خسر تسلل المقاتلين العرب والأجانب إليه عبر تركيا، حيث تناقصت أعداد هؤلاء بمعدل وصل إلى 5 مقاتلين يوميا بعد أن كان تدفقهم يصل إلى 50 في اليوم الواحد. ويرى مراقبون أن "داعش" خسر أهم أسلحته على الإطلاق وهي ترهيب السكان في مناطق نفوذه؛ فخرجت عليه في الموصل مجاميع متعاونة مع البيشمركة والاستخبارات العراقية وبدأت تقتل من عناصره بمعدل يومي وصل إلى 5 من مقاتليه وقياداته في عمليات استهداف غامضة، كما بدأ يعاني من تمرد وهروب بين عناصره في مناطق العلم والحجاج والإسحاقي والزوية في محافظة صلاح الدين.