اختلف المحللون والخبراء عبر العالم في وصفه، فبين من يصفه "باللغز" ومن يعتبره "أخطبوطا"، يبقى الأمر المؤكد أن قرى ومدن العراق تئن تحت وطأة الظلم والبطش اليوميين.. قتل وإعدام وضرب وضرائب وتهجير. "داعش" التي استوطنت قرى سوريا، عقّدت المسألة السورية وأرهقت الشعب السوري الذي يقف في مفترق الطرق. الكثير من التقارير والمعلومات حول هذا التنظيم الإسلامي المتطرف، ولكن لا معلومة واحدة مؤكدة أو إثباتا واضحا عمن يقف وراءه ويدعمه ويقوي شوكته ويساهم في الوقت نفسه في خراب العراقوسوريا وتشويه الدين الإسلامي بصفة عامة.
من الانشقاق عن "القاعدة" إلى إعلان "دولة الخلافة" بعد تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004، ومبايعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، كثّف التنظيم من عملياته إلى أن أصبح واحدا من أقوى التنظيمات في الساحة العراقية وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق. وبدأ عمليا بتكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 أكتوبر 2006، إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار "أبا عمر" زعيما له، وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل أبو عمر البغدادي في 19/4/2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وشهد عهد أبي بكر توسعاً في العمليات النوعية المتزامنة "كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت"، وبعد تأزم الوضع في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد، تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز القوى المقاتلة في سوريا، وفي أفريل 2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن من خلالها أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام. ونفوذ الدولة يتوسع في سوريا يوماً بعد اليوم. تبنت الدولة الإسلامية في العراق والشام عملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، وسيطر أفراد هذا التنظيم على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية ابتداءً من أواخر ديسمبر 2013. الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة اختصاراً بداعش، والتي تسمي نفسها الآن الدولة الإسلامية فقط، هي تنظيم مسلح يُوصف بالإرهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، تمتد في العراقوسوريا. تبنت الدولة الإسلامية في العراق والشام عملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت.
تفجيرات وإبادة طائفية وإعدامات في الساحات العامة خلال الفترة الممتدة بين العامين 2006 و2010، تمكنت القوات الأمريكيةوالعراقية من إضعاف التنظيم بشكل كبير، بعدما شكلت قوات "الصحوة" العراقية من مقاتلي العشائر في المناطق السنية، وقتلت أو اعتقلت 34 من كبار قيادييه. وبعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق في نهاية 2011، شنت "دولة العراق الإسلامية" حملة تفجيرات عنيفة في المدن العراقية وخصوصا في العاصمة بغداد، حصدت آلاف الضحايا. وعرض الأمريكيون مبلغ 10 ملايين دولار مكافأة للقبض على البغدادي أو قتله. ورد التنظيم بحملة أطلق عليها "كسر الجدران" شملت عشرات الهجمات على السجون العراقية وأدت إلى الإفراج عن المئات من معتقليه، وخصوصاً من سجني التاجي وأبو غريب الشهير.
الصراع مع "جبهة النصرة".. حقيقة أم تمويه؟ في أفريل 2013، أعلن أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي أن جبهة "النصرة" هي امتداد لتنظيمه، وأعلن دمج التنظيميين تحت مسمى واحد هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام". لكن "النصرة" سارعت في اليوم التالي إلى رفض عرض الاندماج، وبعد إعلانه عن الاندماج الذي لم يكتمل، قرر البغدادي نقل نشاط تنظيمه إلى سوريا، حيث سيطر على إقليمي الرقة ودير الزور واستعاد أسلوب الزرقاوي بتنفيذ إعدامات بحق عناصر من جماعات أخرى منافسة وقطع رؤوسهم في الساحات العامة. وسرعان ما بدأ التنظيم في خوض معارك على أكثر من جبهة في الداخل السوري، واحدة ضد "النصرة" وثانية ضد "الجيش السوري الحر" التابع لائتلاف المعارضة السورية، وثالثة ضد الأكراد السوريين الذين قرروا إقامة نوعا من "الحكم الذاتي" في مناطقهم في شمال سورية. وفي فيفري الماضي، تمكن مقاتلو "داعش" من اغتيال ممثل الظواهري في سورية المدعو "أبو خالد السوري" بتفجير مقره في مدينة حلب. وفي جانفي من العام الحالي، تسللت قوات من "داعش" إلى مدينتي الفلوجة والرمادي واحتلتهما بعد أشهر من تصاعد العنف في محافظة الانبار، ومع أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على الرمادي بعد بضعة أيام إلا أن الفلوجة بقيت تحت سيطرة المقاتلين المتشددين.
2014 .. امتداد جغرافي سريع ومرعب وفي تطور مفاجئ، شن "داعش" هجوما أدى إلى سيطرة سريعة على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، بعد انسحاب القوات الحكومية العراقية منها. ووسع التنظيم سيطرته إلى محافظة صلاح الدين التي تربط وسط العراق بشماله وتضم مدينة بيجي، حيث أكبر مصافي النفط العراقية، وحاول الاقتراب من محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها، إلا أن قوات البشمركة الكردية سارعت إلى احتلال المحافظة بعد انسحاب الجيش العراقي. وبعد سيطرة "داعش" على مناطق واسعة من العراق تشمل معظم محافظة الانبار السنية في غرب العراق، أعلن قيام "دولة الخلافة الإسلامية" بقيادته، ومبايعة زعيمه أبي بكر "خليفة" للمسلمين، وتغيير اسم التنظيم إلى "الدولة الإسلامية" فقط. وتطرق بيان "داعش" إلى "إلغاء" الحدود بين العراق وسورية، ودعا المسلمين إلى الهجرة إلى "دولة الخلافة". وبعد ذلك بأيام، وفي أول ظهور علني له، وزع التنظيم شريط فيديو لخطبة ألقاها البغدادي في الجامع الكبير في مدينة الموصل، دعا فيها المسلمين إلى طاعته. وظهر في الشريط بلحية رمادية طويلة وقد ارتدى عباءة وعمامة سوداوين. وباشر التنظيم بعد وقت قصير من إعلان "دولة الخلافة" تهجير المسيحيين من الموصل إلى مناطق بغداد والمناطق الكردية في شمال العراق، ثم لم يلبث أن بدأ في اعتقال الضباط السابقين في الجيش العراقي، ما أدى إلى توتر كبير مع "حزب البعث" العراقي واندلاع اشتباكات بين الجانبين يحتمل أن تتوسع.
جامعيون وأئمة ودعاة وضباط في جيش صدام.. هذه قيادات داعش أدرج مؤخرا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أسماء ستة عناصر من داعش على قائمة الإرهاب، بينهم المتحدث باسم الجماعة والتنظيم بحد ذاته، مدرج منذ زمن على قائمة الإرهاب، إلا أن هؤلاء الستة الذين أعلنت أسماؤهم في بيان سيخضعون لحظر على السفر للخارج، وتجميد أصول وحظر للأسلحة، ومن ضمن الأسماء، كما ذكر البيان، المتحدث باسم التنظيم.
أبو بكر البغدادي اسمه إبراهيم البدري، كنيته السابقة أبو دعاء، عمل محاضراً في الدراسات الإسلامية، وإماماً لجامع أحمد بن حنبل في سامراء، ومن ثم إمام جامع في بغداد، وآخر في الفلوجة، اعتقلته القوات الأمريكية في 4 يناير 2004 لنحو 3 أعوام، أسس تنظيماً تحت اسم جيش أهل السنة، والتحق بعدها بالقاعدة، وأصبح الرجل الثالث في التنظيم، تولى القيادة خلفاً لأبي عمر البغدادي..
أبو أيمن العراقي أهم مسؤول ل"داعش" في سوريا اليوم، من منتسبي الجيش في عهد صدام، عضو المجلس العسكري لداعش، والمكون من 3 أشخاص. كانت كنيته في العراق "أبو مهند السويداوي" من مواليد عام 1965 كان ضابطاً برتبة مقدم في استخبارات الدفاع الجوي في عهد صدام، اعتقل عام 2007 لنحو 3 أعوام، انتقل إلى دير الزور في سوريا عام 2011، واليوم يتولى قيادة داعش في إدلب وحلب وجبال اللاذقية.
أبو أحمد العلواني اسمه وليد جاسم العلواني، من منتسبي الجيش في عهد صدام، عضو المجلس العسكري لداعش، والمكون من 3 أشخاص.
أبو عبد الرحمن البيلاوي اسمه عدنان إسماعيل نجم، كانت كنيته أبو أسامة البيلاوي، من سكان الخالدية في الأنبار، اعتقل في 27 يناير 2005 في بوكا، من منتسبي الجيش في عهد صدام، عضو المجلس العسكري لداعش، والمكون من 3 أشخاص، وهو أيضاً رئيس مجلس شورى، قتل في الخالدية في الأنبار..
حجي بكر اسمه سمير عبد محمد الخليفاوي، ضابط سابق في جيش صدام، تولى مهام تطوير الأسلحة، سُجن في بوكا، وبعد إطلاق سراحه التحق بالقاعدة، كان الرجل الأهم لداعش في سوريا، حيث قتل أخيراً.
أبو فاطمة الجحيشي نعمة عبد نايف الجبوري، تولى عمليات التنظيم في جنوبالعراق، ومن ثم كركوك ومواقع أخرى في الشمال.
أبو محمد العدناني وهو سوري الجنسية، اسمه الأصلي طه صبحي فلاحة، وصفه خبراء في الأممالمتحدة بأنه أحد"أمراء الجماعة الأكثر نفوذا"، وهو مقرب من زعيم الجماعة أبو بكر البغدادي، يبلغ من العمر 37 عاماً، من بلدة بنش في إدلب، اعتقل في العراق بهوية عراقية مزورة (ياسر الراوي)، وأمضى 5 سنوات في السجن، وأفرج عنه قبل 4 سنوات. توجه إلى سوريا في بداية الثورة، كان أحد الفاعلين مع الثوار في بنش، حتى إن كل من زار بنش بداية الثورة يعرفه، انتقل إلى العراق بداية 2012.
سعيد عريف يقال إنه جزائري، فرّ من الإقامة الجبرية في فرنسا عام 2013، وانضم إلى جبهة النصرة في سوريا، بالإضافة إلى السعودي عبد الرحمن الجهني، واسمه الكامل عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني، وهو في منتصف الأربعين من عمره، ويكنى في القاعدة ب"أبي الوفا"، مطلوب أمنياً في السعودية ضمن قائمة السبعة والأربعين المعلنة في يناير 2011، تولى في أفغانستان وباكستان مهمة استقبال المقاتلين الوافدين من الممر الإيراني. كما تولى التدريب على التخفي والحماية من الملاحقة، ويطلق عليها في ثقافة القاعدة "الأمنيات"، وهو مصطلح مشتق من التأمين ضد الانكشاف فالاعتقال، انتقل إلى سوريا قبل نحو عامين، وتولى الدور نفسه مع جبهة النصرة، إضافة إلى استقبال التبرعات. أدرجته واشنطن ضمن عقوباتها منتصف مارس الماضي.
عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ سعودي الجنسية أيضاً، وكنيته في القاعدة "سنافي النصر"، وهو مطلوب أمنيا في قائمة ال85، قاتل في أفغانستان، ونشط مع القاعدة في إيران، ثم أرسل إلى سوريا بعد مبايعة الجولاني للظواهري، ويتزعم حالياً "النصرة" في اللاذقية، وعلى الرغم من انشغاله في القتال فإنه نشط على مواقع التواصل الاجتماعي.
حامد حمد حامد العلي وهو داعية كويتي متشدد، عُرف عنه أنه يجمع الأموال لصالح القاعدة في الكويت، كذلك حجاج بن فهد العجمي، داعية كويتي متشدد، عرف بجمع الأموال لجبهة النصرة مع شافي العجمي، صنفته الخزانة الأمريكية كداعم للإرهاب في سورياوالعراق، نشر صوره مع قادة في جبهة النصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد منع من جمع الأموال في السعودية والكويت منذ سنوات.
دراسة إسبانية تحذر أوروبا من عودة المقاتلين إلى المغرب العربي: 1000جزائري و2400 تونسي و1200 مغربي ضمن "داعش" سحنوني ل "الشروق": داعش خطر حقيقي على صورة الإسلام هاجم الشيخ الهاشمي سحنوني تنظيم "داعش"، أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام. وأكد، في اتصال مع "الشروق"، أن الخطر الذي يشكله هذا التنظيم الجهادي على الإسلام أشد من أي خطر آخر، لأنه بأفعاله وجرائمه اليومية في العراقوسوريا يقدم صورة مشوهة عن الدين الإسلامي الحنيف لكل العالم. ورجح احتمال رد إيران على هذا التنظيم بدعم تنظيم آخر يستطيع مواجهة "داعش" على الأرض: "كل الاحتمالات واردة، وأنا شخصيا لا معرفة شخصية بيني وبين أي من رجال هذا التنظيم.. ولكن ما أعرفه هو ما استقيته من وسائل الإعلام. وأرجح أن إيران لن تصمت عن الحرب الطائفية الدائرة. ويمكن أن تمول هي أو أي دولة خليجية جماعة أخرى. وستقضي الشعوب العربية هذه السنوات في جحيم هذه المواجهات التي لا علاقة لها بمفهوم الجهاد في الإسلام". واعتبر انضمام عدد من الجزائريين إلى هذا التنظيم المتطرف تحصيل حاصل للظروف والأفكار الخاطئة المنتشرة خاصة إذا كان الشباب من المغتربين التائهين بلا مستقبل في الخارج، ممن يغرر بهم بدعوتهم إلى الشهادة بدل المعاناة في أوروبا. وكانت دراسة إسبانية حديثة، قام بها خبراء وباحثون أمنيون، قد أشارت إلى أن منطقة المغرب العربي تحولت خلال الآونة الأخيرة إلى القاعدة الرئيسية التي ينطلق منها آلاف المسلحين للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية في سورياوالعراق، وبينت أن قرابة ألف جزائري كانوا يقاتلون منذ 2011 في سوريا بدؤوا ينسحبون إلى العراق. وحذرت الدراسة الأمنية من احتمال عودة "المقاتلين" إلى منطقة شمال إفريقيا، على إسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي. كما كشف فرناندو ريناريس، الباحث في معهد "الكانو" الملكي والأستاذ في جامعة الملك خوان كارلوس الإسبانية في نفس الدراسة، أن ما يقارب 15 ألف مقاتل أجنبي انضموا إلى المجموعات المسلحة في سوريا منذ عام 2011، منهم 1200 من المغرب، وألف من الجزائر، و2400 من تونس. وهم مقاتلون توجهوا إلى سوريا وانخرطوا بشكل مباشر في تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام. من جهته، أشار أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أونيد الإسبانية الدولية، كارلوس إيشيفيريا، إلى وجود حوالي 12000 إرهابي في صفوف تنظيم دولة العراق والشام، منهم 3000 وصلوا من أوروبا، مبرزا أن استيعاب جميع هؤلاء المسلحين الأجانب لا يجعل من التنظيم الإرهابي قويا فقط في سورياوالعراق، بل يثير ويزيد من نفوذ وقوة هذا التنظيم في بلدان منشئها، وبالتالي القدرة على اتخاذ قرارات بتنفيذ ضربات إرهابية ومهاجمة أهداف مباشرة في أوروبا و شمال أفريقيا.
رجال أعمال من الخليج وأكادميون ورجال دين من 31 دولة هؤلاء "نواة" داعش بعد التمدد الجغرافي الكبير للتنظيم، اعتمد التنظيم تنويع مصادر دخله لتمويل عملياته ودفع رواتب مقاتليه، وصار يبيع بأسعار منخفضة النفط الخام والبنزين من الحقول والمصافي النفطية التي استولى عليها في سورية والعراق على السواء. كما فرض رسوما على محطات بيع الوقود بالتجزئة، وعلى المركبات والشاحنات التي تنقل بضائع إلى مناطق سيطرته. وكشف تقرير ووثائق أمريكية عن131 اسما لأكاديميين وناشطين ورجال دين ينتمون إلى 31 دولة من مختلف أنحاء العالم، يوفرون الدعم للحركات الجهادية والمجاميع المسلحة ومن بين هؤلاء، كما تشير الوثائق 12 شخصية عراقية سياسية ودينية، أبرزهم 6 رجال أعمال نافذون في السوق العراقية. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا، أوائل الشهر، ذكرت فيه أن التبرعات الخاصة من دول الخليج ظلت المصدر الرئيسي لتمويل الجماعات الإرهابية وتكشف الوثائق أن الدعم الشرعي، للحركات الجهادية يتكون من 7 أشكال، أهمها الدعم المالي عن طريق الصدقات والتبرعات والزكاة، بعد إثارة العاطفة والحماسة لدى المسلمين، يسبقه في ذلك دعم شرعي لتحسين صورة الجهاد المسلح والتجنيد والدعوة له. وضمت الوثائق أسماء 28 شخصية سعودية داعمة لما يسمى بالجهاد و12 شخصية عراقية، أبرزهم 6 رجال أعمال نافذون في السوق العراقية، و10 باكستانيين، و8 من الجزائر، و6 فلسطينيين، و6 مغربيين، و6 شخصيات من السينغال، و6 إندونيسيين، و5 شخصيات كويتية، و4 من أرتيريا، و3 من تركيا، و4 أشخاص من مصر ولبنان، و2 من بريطانيا، إلى جانب شخصيات من غانا والسودان والأردن واليمن وقطر والبحرين وجزر القمر وكينيا والصومال وموريتانيا ونيجيريا والنيبال وسريلانكا وتايلاند وبنغلادش، وآخرون مقيمون في السويد وهولندا وأستراليا. وبينت الوثائق: أن أنواع الدعم تشمل كذلك توفير الدعم اللازم لإقامة المؤتمرات والندوات لتوسيع العلاقات بين قيادات الفصائل المسلحة أو من ينوب عنها لتنسيق وتوسيع عملياتهم الجهادية وسبل تمويلها وتحديد تكاليف الدعم الذي تعددت تصنيفاته وفقًا للوثائق، يشمل رصد مبالغ كافية لتطوير المواقع الإلكترونية الخاصة بالفصائل والحركات الجهادية، إضافة إلى دعم نشر الكتب والرسائل والمطبوعات الأخرى.
أثرياء العراق والخليج.. الحكومة التركية والنفط وذكرت وثائق تناقلتها وسائل الإعلام أن أغلب رجال الأعمال العراقيين اغتنوا على حساب علاقتهم بالنظام السابق، ويديرون الآن أعمالًا تجارية في السوق العراقية تتمثل في وكالات تجارية وشركات حوالات مالية، ومصارف أهلية، إلى جانب الاستثمار في مجال الصناعة وأعمال تجارية متنوعة. وجاء في الوثائق أن التمويل بالدرجة الأساس يذهب إلى جيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين وحماس العراق والجيش الإسلامي الذي يعد أكبر فصيل مسلح في البلاد. وعلى الرغم من الشروط التي فرضتها وزارة الخارجية الأمريكية بمساعدة وزارة الخزانة على البنوك ومصادر وجهات الحوالات المالية في العالم، إلا أن أموال المتبرعين المنتشرين في مختلف الدول الإسلاميّة ما تزال تشكل مصدرا مهما للحركات الجهادية وتنظيم القاعدة في العراق بالطرق التقليدية لمصادر التمويل. واعتمدت فرض الضرائب على النشاطات التجارية والصناعية في المناطق التي تسيطر عليها. أما في سوريا، فكان النفط أكثر المصادر غير التقليدية لتمويل النشاطات المسلحة للحركات الجهادية، حيث سيطرت جبهة النصرة بداية على المصافي النفطية والآبار في مناطق عديدة، أهما دير الزور والحسكة وعمدت إلى استخراج النفط وبيعه ما وفر لها من الإيرادات المالية نحو 2-4 مليون دولار يوميا، أي نحو72 مليون دولار في الشهر، وهو ما ساعدها في تمويل نشاطها المسلح. من جهتها نقلت صحيفة "توداي زمان" التركية تقريرا نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حول "داعش" الإرهابية، يشير إلى أن التنظيم حصل على دعم من تركيا في مراحل نموها السابقة في الشرق الأوسط، على الرغم من حربها عليهم الآن.
"داعش".. بالتواريخ
5 مارس 2013، قام الجيش السوري بتسليم مدينة الرقة بالكامل لجبهة النصرة، وفي وقت لاحق في صيف سنة 2013، أصبحت مدينة الرقة تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام بشكل كامل.
09 / 04 / 2013، إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام مع كلمة صوتية بثتها قناة الجزيرة.
في 27 / 07 / 2013، انسحب الجيش السوري من بلدة خان العسل في ريف حلب من أمام الدولة الإسلامية في العراق والشام وتم قتل العشرات من جنود الجيش السوري أثناء المعارك، وتم أيضاً أسر العشرات من الجنود الذين تم إعدامهم لاحقاً.
21 / 07 / 2013، أعلن البغدادي خطة هدم الأسوار، وبتاريخ 21 / 07 / 2013 يحرر جنود الدولة الإسلامية آلاف المقاتلين الأسرى في سجون الحكومة العراقية في سجن التاجي سجن بغداد المركزي.
05 / 08 / 2013، الاستيلاء على مطار منغ العسكري على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام، بتدمير المبنى الرئيسي في المطار بعملية انتحارية.
29 / 09 / 2013، قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام باستهداف مقر الأمن العام "الأسايش" في مدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق) بسيارات مفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة.
7 مارس 2014، السعودية تصنف داعش كجماعة إرهابية.
8 جوان، مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يسيطرون على محافظة نينوى.
17 جوان، الدولة الإسلامية تسيطر على حقل "الشاعر" للغاز الطبيعي في حمص.
25 جويلية، سيطرت الدولة الإسلامية في العراق والشام على مقر الفرقة 17، بعد اشتباكات عنيفة.
7 أوت، سيطرت الدولة الإسلامية على اللواء 93 بالكامل، بعد اشتباكات مع قوات النظام.