ستتمكن الجزائر قريبا من تصنيع ادوية لعلاج السرطان والأمراض المزمنة بالاعتماد على آخر ما تجود به التكنولوجيات الهندية في هذا المجال، بعد أن أعلنت الشركة الهندية الرائدة في مجال البحوث في الكميائيات الصيدلانية الاستثمار في الجزائر، حيث ستتمكن الشركة من إنتاج مادة القوسجين المستعملة في العلاج الكميائي للأمراض السرطانية. وتعتزم شركة "أليمبك فارما" الهندية للأدوية، الاستثمار في السوق الجزائرية من خلال إقامة شركة مختلطة بين الفرع التابع لها "أليمبك جلوبال هولدنجز" وشركة "مامي للأدوية"، بهدف تصنيع منتجات هذه الشركة في الجزائر، حيث سيحمل المشروع الجديد بعد إتمام الاتفاق اسم "أليمبك مامي". وحسب وكالة "الهند الآسيوية للأنباء"، التي نشرت بيان شركة أليمبك، فإن الشريك الهندي سيمتلك 49٪ من أسهم الشركة المختلطة الجديدة في الوقت الذي تمتلك فيه شركة مامي للأدوية بالفعل مصنعا تبلغ طاقته الإنتاجية 1.5 مليار عبوة من الأدوية الموجهة للشرب سنويا". ورغم أن الشركة الهندية لم تكشف عن قيمة استثماراتها في المشروع الجديد، إلا أنها شددت في بيانها على أن "الاستثمار في أدوية مامي سيعطي الفرع التابع لنا مدخلا سريعا إلى السوق الجزائرية الجذابة"، وذلك رغم بعض معوقات الاستثمار التي لخصتها الشركة في عدم منح رخص الإستيراد للأدوية المصنعة محليا وتفاقم نسبة انتشار الأدوية المقلدة في السوق المحلية بنسبة 70 بالمئة فيما تخضع 30 بالمئة فقط من منتجات الصيدلانية لحماية حقوق الملكية الفكرية، غير أن ضخامة حجم سوق الأدوية في الجزائر التي وصفتها الشركة الهندية بالواعدة التي تسع رقم أعمال يقدر ب3 مليارات دولار يسيل لعاب الهنود لخوض تجربة الاستثمار في الجزائر. ونقل بيان الشركة على لسان "برانا فامين"، وهو مدير الأنشطة الدولية في أليمبك: إن الجزائر تعد سوقا مثيرة، ونحن سعداء بالشراكة مع أدوية مامي لتحقيق قيمة هذه السوق". وحسب الاتفاق المبرم من الجانبين سيتم تقاسم عضوية مجلس إدارة الشركة المختلطة "أليمبك ومامي" بالنصف لكلا الجانبين. في حين ستتولى الأردنية،" تغريد الشنار"، منصب الرئيس التنفيذي للشركة الجديدة إلى جانب عضويتها في مجلس إدارته ضمن ممثلي أليمبك. وتعتبر شركة "أليمبك فارما" واحدة من بين أقوى 20 شكة دواء هندية كما تنشط في 57 دولة عبر العالم. وكانت صناعة الدواء في الهند فيما مضى صناعة سيئة السمعة لتصنيعها أدوية رخيصة ومقلدة من الأدوية الغربية لتبيعها بعد ذلك في الدول النامية؛ بيد أن الهند، المتمرسة في أساسيات صناعة الدواء، بدأت تشق طريقها نحو النمو في هذا المجال بنحو 13٪ لتتجاوز الاستثمارات بها 24 مليار دولار لتأخذ مكانا بين كبار مصنعي الأدوية في العالم.