تمكن الجيش التونسي من القضاء على إرهابيين واعتقال ثالث ليلة الخميس إلى الجمعة، على مستوى الحدود مع الجزائر، وهي المنطقة التي عرفت هجمات إرهابية على مراكز أمنية حدودية خلال نفس الفترة، ما أدى بالجيش إلى إعلان حالة طوارئ قصوى وتكثيف طلعاته الجوية لصد أي طارئ محتمل. شن الطيران الحربي التونسي غارات مكثفة على مواقع جبلية تتحصن بها مجموعات ارهابية، وذلك عقب هجمات شنها هؤلاء ضد عدد من المراكز الأمنية على الحدود مع الجزائر، وقال مصدر أمني تونسي أن الجيش استخدم طائرات من نوع ”أف 5” ومروحيات في قصف المواقع المشبوهة، ضمن عملية عسكرية واسعة تواصلت لغاية فجر أمس الجمعة، وتابع المتحدث أن العملية أسفرت عن مقتل مسلحين اثنين، وإعتقال ثالث. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن مصادر أمنية، قولها أنه تم العثور على أسلحة وكميات من مادة ”الأمونيتر” التي تستعمل في صنع العبوات الناسفة، وذلك أثناء تفتيش منزل كانت مجموعة إرهابية تتحصن بداخله، بعد أن اشتبكت في وقت سابق مع وحدة من الحرس التونسي في بلدة ”قبلاط” من محافظة باجة الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر غرب تونس العاصمة. ودفعت هذه التطورات الأمنية السلطات التونسية بتعزيزات أمنية وعسكرية إلى منطقة ”قبلاط”، وحملت وزارة الداخلية التونسية تنظيم أنصار الشريعة الذي يتزعمه أبو عياض، مسؤولية هذه الاعتداءات، مؤكدة أن عدد الإرهابيين المتحصنين في الجبال القريبة من الحدود الجزائرية، يتراوح بين 20 و25 عنصراً. وموازة مع هذه التطورات، لجأت الجزائر إلى القيام بتعزيزات عسكرية في المناطق الحدودية مع تونس، ورفعت من درجة الاستنفار الأمني، بعد الهجمات الإرهابية على المراكز الأمنية التونسية على الحدود مع الجزائر، وكشف مصدر مطلّع أن القيادة العسكرية للجيش الشعبي الوطني وجهّت أوامر بتكثيف الطلعات الجوية لطائراتها الحربية في المناطق الحدودية لمساعدة الجيش التونسي على رصد العناصر الإرهابية والكشف عن أماكن اختبائها، موضحاً أن عمليات تمشيط واسعة باشرتها قوات الجيش الجزائري مع تشديد الرقابة عبر مختلف المسالك بتكثيف الدوريات والحواجز الأمنية، وقالت نفس المصادر أن قوات الجيش الوطني الشعبي شرعت في مراقبة جوية واسعة عقب رصد تحركات مشبوهة لأشخاص بغابات وجبال قريبة من ولاية تبسة على الحدود مع تونس.