!يبدو أن قضية الاعتداء على مسجد بلدية أغريب بتيزي وزو لن تعرف نهاية قريبة، بعد أن أكدت الأحزاب الإسلامية أنها لن تسكت على استهداف بيت من بيوت الله بأيد المتطرفين، حيث سيتم طرح سؤال شفهي على حكومة الوزير الأول أحمد أويحيى بشأن ما ينبغي للدولة أن تقوم به لمواجهة هذا التطرف··يحدث هذا في وقت يرتفع السؤال: هل حادثة أغريب فعل معزول أم أنها حلقة في مسلسل يستهدف الثوابت مباشرة، مستقبلا؟! رغم نسف الأرسيدي مساعي الصلح السابقة ستشهد قضية هدم مسجد أغريب، التي أثارت موجة جدل واسعة، منعطفا جديدا في ظل التوترات التي ضربت القرية الواقعة بأعالي أزفون نتيجة اعتراض زعيم حزب الأرسيدي على بناء مسجد بالمنطقة، حيث ستسعى مجموعة من العقلاء الذين ينحدرون من عرش آث جناد، وهو من أكبر العروش في منطقة القبائل وأقدمها، نزع فتيل الفتنة المشتعلة بين أهالي القرية واللجنة الدينية المرخص لها قانونا ببناء المسجد·وأفادت مصادر محلية ل''البلاد''، رفضت الكشف عن هويتها أو هوية المبادرين بتسوية النزاع، بأن محاولة التهدئة التي تحمّل مسؤوليتها عقلاء من زاوية سيدي منصور، تقوم أساسا على مبدأ تصحيح الرؤى والمفاهيم الخاطئة المروجة عمدا من طرف أعضاء من حزب سعيد سعدي والتي ساهمت بشكل كبير في تدهور الأوضاع بالقرية· كما سيتمسك المبادرون بتسوية النزاع بين لجنة المسجد وأهالي القرية المشبعين بإشاعات وأكاذيب أعضاء الأرسيدي، بالدفاع عن الأحقية القانونية للجنة الدينية في بناء المسجد بالقرية استنادا إلى رخصة البناء المتحصل عليها، وهو ما سيضفي على عملية سير الأشغال الشرعية القانونية· وسيركز عقلاء عرش آث جناد، وهو العرش الذي تنتمي إليه بلدية أغريب بتيزي وزو، على وجوب مراعاة اللجنة الدينية الخصوصية الثقافية والاجتماعية التي ينتسب إليها أهالي قرية أغريب، وذلك لتفادي وقوع أي انزلاقات أو صراعات بين الأشخاص الذين اعترضوا على بناء المسجد، سواء أولئك المحسوبون تنظيميا على الأرسيدي أو ضحايا حملات التضليل والتخويف، وبين الأعضاء المشكلين للجنة المسجد·وتعتبر مبادرات الصلح وإصلاح ذات البين تقليدا راسخا في منطقة القبائل، يقوده جمع من خيرة أهالي المنطقة المؤثرين على المستوى المحلي وغير معروفين وطنيا، إذ يسعون إلى احتواء أزمات الضاحية وحفظها من أي استهدافات محتملة، سواء تلك التي تندرج في إطار أمني أو سياسي، وذلك لضمان سلامة المواطنين وإبعادهم عن الشبهات التي تكون في أغلب الأحيان البوابة الرئيسية لبروز الفتن·وأعيد بعث هذا التقليد بمنطقة القبائل، على أيدي دعاة الخير أمثال الشيخ محمد الصالح الصديق والدكتور سعيد بويزري والشيخ الطاهر الجنادي الذي صار مدرسا لأبناء الباي بتونس بعدما غادر القرية احتجاجا منه على حرمان المرأة من الميراث، والشيخ محمد السعيد بن زكري مفتي العاصمة نهاية القرن .18تجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك محاولة للصلح سابقا، ولكن كانت تحت قيادة أشخاص مزيفين يدعون انتسابهم للعرش، اتضح في آخر المطاف أنهم مناضلون من الأرسيدي، مما اضطر الممثلين الحقيقيين للعرش إلى استنكار محاولة التسوية· وقد سبق لممثلي العرش، وعلى رأسهم، ميحالا لونيس، أن كذبوا مناورة لمناضلي الأرسيدي حين ادعوا أنهم من عرش آث جناد مستعملين هذه الصفة للوقوف ضد بناء المسجد· وفي هذا السياق كشف أحد أعضاء اللجنة الدينية في اتصال ب''البلاد'' أن ''اللجنة ترفض الصلح الذي يدوس على العدالة والصلح وقوانين الجمهورية''، مضيفا ''إذا كان الصلح مناورة من الأرسيدي للالتفاف على هذه القيم والمعالم فهو مرفوض، أما الصلح المكرس لاحترام القانون وحماية ثوابث الأمة فنحن معه''·