فيما تبقى فرضية اليد الأجنبية قائمة نددت بعض الأحزاب السياسية بالجزائر إقدام مجموعة من المتعصبين على حرق مسجد بقرية أغريب بتيزي وزو كان في طور الانجاز. وفيما أكدت حركة الإصلاح الوطني أن سبب الحادث يعود إلى المشاكل المتعلقة بالنزاع العقاري، اتهمت حركة النهضة أطرافا أجنبية بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة التي بدأت تتعافى تدريجيا، أما حركة مجتمع السلم فقد طالبت السلطات باتخاذ كافة الإجراءات القانونية في حق المتسببين والتصدي للعابثين بسمعة الجزائر، أما الافانا فقد وجهت أصابع الاتهام لجهات سياسية معروفة بالمنطقة تتحرك بإيعاز من دوائر أجنبية. حركة الإصلاح تتهم منتخبي الأرسيدي بالتحريض على حرق المسجد رجح جمال عبد السلام رئيس حركة الإصلاح الوطني سبب إقدام مجموعة من المتهورين على حرق مسجد بقرية أغريب (45 كلم شرق مدينة تيزي وزو) كان في طور الإنجاز إلى تنازع سكان القرية منذ البداية على أرضية المشروع، موضحا أن بعض المتعصبين للتاريخ رفضوا بناء المسجد في مكان يضم مقبرة للشهداء، في حين تمسك آخرون ممن أسماهم كذلك بالمتعصبين للإسلام بأن القرية يجب أن يبنى فيها مسجد لغياب فضاء للعبادة. وأكد جمال عبد السلام أن قرية أغريب أو بالأحرى كل منطقة القبائل تتميز منذ القدم بعادات وتقاليد وتتمسك بموضوع العقار الذي يعتبر بالنسبة إليهم قضية حياة أو موت لا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عنه. وأوضح عبد السلام الذي أكد أنه يعرف جيدا المنطقة وعقلية مواطنيها حق المعرفة أن منطقة القبائل ككل تعرف ندرة كبيرة في العقار مقارنة ببعض المناطق، على اعتبار أن أغلبه تابع للخواص ولا توجد رقعة تابعة للدولة وهي من الأسباب الرئيسية التي يقع عليها التنازع في أروقة المحاكم التي بلغت القضايا بها ذروتها في السنوات الأخيرة. وكشف المتحدث أن قضايا العقار في النزاعات المطروحة أمام القضاء ببجاية وتيزي وزو والبويرة وصلت إلى 70 و80 بالمائة وهو ما يعكس تزايد حدة المشاكل اليومية الخاصة بمثل هذه النزعات في ظل التعصب غير المبرر الذي ينتهجه بعض ضعاف النفوس. وأكد ذات المتحدث أن حادثة حرق المسجد كانت ستحل بالطرق الحضارية لولا تدخل بعض المنتخبين المحليين المحسوبين على حزب الارسيدي الذين ساهموا بمنع إعطاء ترخيص لبناء المسجد والأكثر من ذلك التحريض على حرق بيت من بيوت الله. هذا ويجزم نفس المتحدث أن منتخبي الارسيدي لم يلتزموا بمسؤولياتهم كاملة إزاء ما حدث ببساطة لأنهم لم يتخلوا عن إيديولوجيتهم في معالجة مشاكل المواطنين. حركة مجتمع السلم تطالب السلطات باتخاذ كافة الإجراءات القانونية استنكرت حركة مجتمع السلم - في بيان لها- إقدام مجموعة من المتهورين في بلدية أغريب ب "تيزي وزو" على حرق مسجد في طور الإنجاز، واعتبرت السلوك جرما خطيرا يصب في إطار التشويه الذي تمارسه عدة أطراف للنيل من سمعة الولاية التي تحتل المرتبة الأولى وطنيا في عدد المساجد. كما حيت الحركة مواطني بلدية أغريب الذين وقفوا وقفة الرجال أمام هذا الوضع الخطير معلنين عن استماتتهم في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، مشيرة إلى أن هذا الجرم لن يزيدهم إلا تمسكا بدينهم وعقيدتهم. وفي هذا الإطار دعت الحركة السلطات المعنية إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لردع هذه التصرفات ومتابعة مقترفي هذه الجريمة. حركة النهضة تتهم أطرافا أجنبية تسعى لزعزعة استقرار المنطقة من جهته، اتهم فاتح ربيعي رئيس حركة النهضة جهات أسماها ب "الأجنبية" تسعى لإثارة الفتنة في منطقة القبائل من خلال افتعال أحداث خطيرة، سيما حادثة حرق مسجد في طور الانجاز ببلدية أغريب بتيزي وزو. وقال فاتح ربيعي ل "اليوم" إن المنطقة التي وقعت فيها حادثة إحراق المسجد منطقة معروفة بكثرة الزوايا وبأصالة سكانها المعروفين بالتمسك بالإسلام ومقدساته ولهذا جاءت هذه الحادثة لتعكر صفو السكان وتحاول إغراقهم في الفتن لضرب سمعة الجزائر في آخر المطاف وإعطاء صورة سوداء من خلال تبني مشاريع وهمية لا أساس لها أصلا. ودعا ربيعي السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى تعرية المتسببين في هذا الفعل الإجرامي في الوقت الحالي وتطويق المشكل كي لا تفلت الأمور وتأخذ أبعادا غير محمودة العواقب. الافانا: ما يحدث في المنطقة هو جر الشباب للتمرد والانتماء للمسيحية اعتبر موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية حادثة حرق مسجد ببلدية أغريب بتيزي وزو مسألة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعلاقة القائمة بين جهات سياسية معروفة بالمنطقة تدعمها جهات أجنبية تريد زعزعة الاستقرار وتنال من السلم المحلي. وأكد موسى تواتي أن "الافانا" تندد وتشجب بكل قوة الاعتداء على المقدسات الإسلامية التي لم تكن يوما سببا في الفتنة وموجودة بالجزائر، مشيرا إلى أن كل ما يحدث في المنطقة يهدف إلى جر الشباب للتمرد والانتماء للمسيحية.