وصفت وزارة الشؤون الدينية المعتدين على مسجد أغريب بأنهم متطرفون غرباء عن هذا الوطن· فيما تجرى الوزارة مساعي مع أعيان المنطقة بغية تطويق الفتنة المشتعلة بقرية أغريب بتيزي وزو·وقال المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، إن الوزارة تلقت حادثة الاعتداء وتهديم مسجد أغريب الجمعة الماضي بكثير من الاستغراب، وتذكر الوزارة في أول تعليق لها على الحادث على لسان عدة فلاحي''من يقوم بهذه الأعمال هم غرباء عن هذا الوطن ومهما كانت صفتهم فهم أقلية متطرفة مثلما هم المتطرفون في العالم''·ويذكر المستشار الإعلامي''من غريب الأمور أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوافق على بناء مسجد، لكن في الجزائر تظهر علينا طائفة ترفض بناء بيت من بيوت الله وتتعدى ذلك إلى تهديمه كلية وهو الأمر الذي لم نسمع له سابقة في تاريخ الجزائر أن أناسا يرفضون بناء مسجد، في الحقيقة هي جماعة متطرفة''· وكشف عدة فلاحي، عن تعليمة وجهها الوزير لمدير الشؤون الدينية لولاية تيزي وبدأ بموجبها في مساعي مع نخبة من أعيان المنطقة لمحاولة تجاوز الفتنة، لكن المجهودات تلك وبحسب فلاحي لم تؤت ثمارها بعد، بسببب رفض المعتدين على المسجد الجلوس إلى الحوار ورغبتهم في الصدام مع كل الأطراف، في الوقت الذي تحاول فيه وزارة غلام الله تجاوز الفتنة والحساسية·من جهة أخرى أفادت مصادر موثوقة ل ''البلاد''، أن قاضي التحقيق لمحكمة تيزي وزو، أمر أمس، باستدعاء أعضاء لجنة القرى التابعة لبلدية أغريب، الواقعة على بعد 45 كلم من ولاية تيزي وزو، وذلك عقب التحقيقات الأولية في عملية الحرق والهدم التي طالت مسجد أغريب بتيزي وزو ليلة الفاتح من شهر رمضان· وذكرت مصادر محلية على صلة بالملف، أن لجنة القرى عقدت اجتماعا عاجلا أول أمس، في محاولة منها لتهدئة مخاوف السكان من المتابعات القضائية، وتحديدا الذين شاركوا في الهدم، مع السعي إلى إقناعهم بأن المحامين الذين وكلوا لمتابعة القضية والدفاع عن المتهمين سيتكفلون بالأمر· وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مناضلين من حزب السعيد سعدي، وهم الذين يقفون وراء حملات تهييج وتحريض شباب القرية، حاولوا كسب ثقة السكان من خلال إيهامهم بأنهم سيتدخلون لحل المعضلة على ''أساس العلاقات المتينة التي تربطهم بالجهات المكلفة على إدارة الملف''· وقد حذر عقلاء القرية من الانعكاسات الخطيرة التي قد تشهدها الضاحية في حالة تأخر إقحام مطرقة العدالة للفصل في القضية، بما فيها انفلات أمني للأمور قد يسقط العديد من الضحايا، إلى جانب تحول بناء المسجد إلى فتنة بين المواطنين، تتقاذفها أياد متعددة المصالح ومتحدة الفكر· وقد شهدت بلدية أغريب بولاية تيزي وزو، اشتباكا عنيفا في العاشر من شهر أوت الجاري، وقع بين شباب الضاحية وأعضاء الجمعية الدينية جراء هدم المسجد الموجود بالمنطقة وحرقه كليا بالرغم من أن لجنة المسجد كانت قد أكدت على موقفها من القضية وكشفت عن عزمها مواصلة مشروع إنجاز المسجد في إطار قانوني يفسره قرار عدم الاعتراض لأشغاله، والذي تحصلت عليه الأسبوع المنصرم·