تميز حفل افتتاح "المهرجان الدولي للسماع الصوفي"الذي انطلقت فعالياته أول أمس بدار الثقافة في سطيف، بوقفة تأبينية للمنشد الراحل توفيق بوراس، واستحضار أعماله التي قدمها في الإنشاد والتصوف والتي لطالما ميزت أمسيات المهرجان في دوراته السابقة، فكان المهرجان موعدا وفرصة لتكريم المنشد الراحل الذي غيبه الموت منذ أشهر واحيت حفل الافتتاح فرقة الفنان التركي الصوفي مصطفى دمرجي في أول مشاركة له بالجزائر وهو من أهم الاصوات المؤدية للسماع الصوفي بطريقة ترتكز على ثقافة تراثية متينة بالروحانيات. كما كان لفرقة "التراث "المحلية بقيادة رئيسها فؤاد نحاوة بصمتها على فعاليات هذه التظاهرة وذلك بعد أن أطربت الحضور وامتعه في أمسية إنشادية طيبة بمجموعة واسعة من أناشيدها التي كانت تستهلها في كل مرة بآيات بينات من الذكر الحكيم ولقيت الانشودتان الدينيتان ""صلوا على الحبيب رسول الله"و"يا هجرة الهادي" التي أداها أعضاء الفرقة الستة ونالت اعجابا كبيرا طرف الحاضرين وشدت انتباههم بكلماتها التي اثنت على خصال الرسول محمد الكريم، حيث زادها التراث الجزائري الديني الأصيل جمالا. أما فرقة "دموع العارفين" من دولة مصر الشقيقة المشكلة من بعض ذوي الإعاقة البصرية، فقد استطاعت محاورة الجمهور الحاضر المشكل اغلبه من العائلات عبر الموسيقى وبأسلوب فني بهيج جمعت بين الوان الفن الصوفي الإسلامي من مديح وإنشاد وشطحات صوفية يدور فيها الراقصون عكس عقارب الساعة. وينتظر أن تشارك في هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غايةال 11 نوفمبر الجاري 11 فرقة يمثلون عددا من ولايات الوطن من بينها سطيف والأغواط وبشار ومستغانم وادرار وبسكرة، إضافة الى 12 دولة أجنبية منها الأردن وتركيا والمغرب واندونيسيا وموريتانيا ومصر وتركيا وماليزيا. من جهة أخرى، اوضح محافظ المهرجان إدريس بوديبة أن فن السماع الصوفي أصبح وسيلة ولغة حوار عالمية للتقريب بين الشعوب والثقافات وكذا الديانات، مشيرا إلى أن طبعة 2014 ستكون فرصة لإبراز بعض الجاليات الإسلامية في بعض الدول الأوروبية، إضافة إلى تلك التي تنتمي إلى الجنوب الجزائري الكبير ذات الانتاج الفني الغزير والعريق في التراث الروحاني الأصيل. وأقيم بالمناسبة على هامش المهرجان معرض للخط العربي والمنمنمات الاسلامية بمبادرة من مدرسة الفنون الجميلة لكل من ولايتي سطيفوقسنطينة وذلك ببهودار الثقافة. كما من المنتظر أن يتم القاء محاضرات حول السماع الصوفي منها "المنحى الروحي في نوع الحوزي" للأستاذ مولود بن سعيد من قسنطينة و"قراءات شعرية صوفية" للدكتور ياسين بن عبيد وكذا "الحلاج في ضوء التلقيات" للدكتور اليامين بن تومي من جامعة سطيف .