تميزت الأمسية الافتتاحية للمهرجان الدولي للسماع الصوفي الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء بدار الثقافة سطيف , بوقفة تأبينية للمرحوم المنشد الجزائري توفيق بوراس وللأعمال التي قدمها في الانشاد والتصوف والتي لطالما وقعت أمسيات المهرجان في طبعاته السابقة وكان لافتتاح الطبعة الرابعة من هذه التظاهرة السنوية فرصة لتكريم هذا المنشد الراحل الذي وافته المنية شهر جوان الفارط في شخص والده و ابنه من طرف السلطات الولائية وإحياء ذكراه والثناء على خصاله وتذكر أعماله التي حملت قيم اخلاقية و جمالية رفيعة تغنى فيها بالدين و الوطن ووقع حفل الافتتاح الذي جرى بدار الثقافة "هواري بومدين" في أجواء روحانية راقية فرقة الفنان التركي الصوفي القدير مصطفى دمرجي في اول مشاركة له بالجزائر و هو من أهم الأصوات المؤدية للسماع الصوفي بطريقة ترتكز على ثقافة تراثية متينة بالروحانيات.. كما كان لفرقة "التراث "المحلية بقيادة رئيسها الأستاذ فؤاد نحاوة بصمتها على فعاليات هذه التظاهرة و ذلك بعد أن أطربت الحضور وأمتعه في أمسية انشادية طيبة بمجموعة واسعة من أناشيدها التي كانت تستهلها في كل مرة بآيات بينات من الذكر الحكيم ولقيت الانشودتان الدينيتان " "صلوا على الحبيب رسول الله" و"يا هجرة الهادي" التي أداها أعضاء الفرقة الستة و نالت إعجابا كبيرا طرف الحاضرين و شدت انتباههم بكلماتها التي اثنت بخصال الرسول محمد الكريم حيث زادها التراث الجزائري الديني الأصيل جمالا. أما فرقة "دموع العارفين" من دولة مصر الشقيقة المشكلة من بعض ذوي الإعاقة البصرية فقد استطاعت محاورة الجمهور الحاضر المشكل اغلبه من العائلات عبر الموسيقى وبأسلوب فني بهيج جمعت بين ألوان الفن الصوفي الإسلامي من مديح وإنشاد وشطحات صوفية يدور فيها الراقصون عكس عقارب الساعة. وينتظر أن تشارك في هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية 11 نوفمبر الجاري 11 فرقة يمثلون عدد من ولايات الوطن على غرار سطيف والاغواط وبشار ومستغانم وادرار وبسكرة إضافة إلى 12 دولة أجنبية منها الأردن وتركيا و المغرب واندونيسيا وموريتانيا ومصر وتركيا وماليزيا وذكر محافظ المهرجان السيد ادريس بوديبة في كلمة إعطاء إشارة الانطلاق المهرجان أن فن السماع الصوفي أصبح وسيلة و لغة حوار عالمية للتقريب بين الشعوب و الثقافات و كذا الديانات مشيرا أن طبعة 2014 ستكون فرصة لإبراز بعض الجاليات الإسلامية في بعض الدول الأوروبية إضافة إلى تلك التي تنتمي إلى الجنوب الجزائري الكبير ذات الإنتاج الفني الغزير والعريق في التراث الروحاني الأصيل. وأقيم بالمناسبة على هامش المهرجان معرض للخط العربي و المنمنمات الإسلامية بمبادرة من مدرسة الفنون الجميلة لكل من ولايتي سطيفوقسنطينة وذلك ببهو دار الثقافة.كما من المنتظر أن يتم إلقاء محاضرات حول السماع الصوفي منها " المنحى الروحي في نوع الحوزي" للاستاذ مولود بن سعيد من قسنطينة و"قراءات شعرية صوفية" للدكتور ياسين بن عبيد و كذا "الحلاج في ضوء التلقيات" للدكتور اليامين بن تومي من جامعة سطيف.