تجاوب كبير من طرف الجمهور السطايفي مع الفرق التركية والتونسية - التظاهرة تكرم حفيد الأمير عبد القادر وصاحب أول أطروحة جامعية يسين بن عبيد عرف يوم افتتاح المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي بسطيف، الذي انطلق مساء أمس بدار الثقافة هواري بومدين، في طبعته الثالثة حضورا مميزا ومكثفا للعائلات من مختلف مناطق الوطن وقد حملت هذه الدورة شعار "السماع الصوفي جسر للمحبة والسلام" التي حولت المدينة إلى فضاء بهيج وسمفونية مركبة من الجمال تدعو إلى الارتقاء بالروح البشرية إلى قيم الخير والمحبة والسلام. وقد تداول على الركح في فعاليات اليوم الأول من عمر المهرجان كل من الفرقة المحلية "مشوار الهدى" التي ورغم حداثة نشأتها سنة 2012، إلا أنها أبانت عن احترافية منشديها، حيث أطربت جمهور قاعة دار الثقافة بمجموعة من الأناشيد الصوفية أظهرت احترافية منشديها وأدت عدة اناشيد منها "هام قلبي عند ذكرالنبي المختار"، "يا الطلبة يا العلماء علموني في كلام الله، علموني في كلام الله باش ندخل باب الجنة"، ليمر الحضور إلى الاستمتاع بسماع طرب فرقة "إركان موطلو" التركية والتي تجاوب معها الجمهور خاصة في أغنيتي "إينورنكي" والتي تعني النور الإلاهي، وأنشودة "إسمي زكري" والتي تتغنى بأسماء الله الحسنى، وأنشودة "لا اله الا الله محمد رسول الله" التي أبدى خلالها الحضور تفاعلا وإعجابا كبيرين وشدت انتباههم بكلماتها التي أثنت بصفة خاصة على خصال الرسول محمد الكريم صلى الله عليه وسلم. ليختتم هذا اليوم الافتتاحي من مهرجان السماع الصوفي بأناشيد فرقة "حضرة الليل الزاهي" من تونس الشقيقة الخضراء والتي اطربت الجمهور بأناشيد صوفية خالصة بدأتها بابتهالات "باسم الخالق نبدا"، إضافة على انشودة " الشدة في الله" ، وكلها أناشيد على أنغام الدف وصوت حناجر تعتبر من أعرق الحناجر في الغناء الصوفي، دون استعمال أي آلة موسيقية. أما ما ميز المهرجان فهو حضور حفيد "الأمير عبد القادر الجزائري " من دولة سوريا والذي كرم من طرف القائمين على المهرجان على وقع زغاريد العمريات، كما كرم بالمناسبة كذلك الدكتور ياسين بن عبيد أستاذ الفلسفة الإسلامية والأدب المعاصر بجامعة سطيف، تقديرا لجهوده العلمية للارتقاء بالأدب الصوفي في الجزائر، وهو صاحب أول أطروحة جامعية بعنوان "الأدب الصوفي الجزائري المعاصر" التي ترجمت إلى اللغة الألمانية سنة 2003. وكان محافظ المهرجان ومدير الثقافة بسطيف السيد ادريس بوذيبة قد أوضح خلال إعطائه لإشارة انطلاق التظاهرة أن هذا المهرجان يهدف إلى مد جسور المحبة والوئام بين مختلف الأجناس والأطياف، باعتبارة تراثا روحيا مشتركا بين كل الشعوب. وحسب المتحدث فإن السماع الصوفي بدأ خلال السنوات الاخيرة يعرف انتشارا واسعا في العديد من الأوساط التي تسعى لتذوق الفنون الراقية في مجال الموسيقى والغناء الروحي الذي يمنح للإنسان الطمأنينة والسكينة في عالم يزخر بالمتناقضات الحروب.