مسؤول عراقي: داعش يسعى إلى جر إيران للمعركة قالت تقارير صحافية عن مصادر متطابقة أن إيران قررت توحيد قيادة الميليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا تحت قيادة واحدة.وأفادت التقارير بأن طهران تسعى لدمج الميليشيات العراقية والأفغانية في سوريا في تنظيم واحد يخضع لهيكلة وقيادة موحدة، ويكون بمثابة "جيش مواز" للجيش النظامي السوري.وأشارت إلى أنها أوفدت مسؤولاً إلى سوريا ل"التخلص من الزعامات الفردية على مستوى قادة الألوية الشيعية، وتوزيع المهمات على هذه الميليشيات".وأوضحت أن التنظيم الجديد سيكون شبيهاً ب"حزب الله" اللبناني، وأنه سيعمل إلى جانب الحزب في القتال مع القوات النظامية، مشيرة إلى أن التوجه الإيراني الجديد تزامن مع قرار النظام سحب آلاف الشباب السوريين إلى خدمة الاحتياط، وفرض حوافز وعقوبات لسحب الشباب إلى الخدمة الإلزامية. من جهة أخرى، اتهمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طهران بالعمل على زعزعة الأمن في أفغانستان، في تقرير جديد نشرته الوزارة حول تقييم الأوضاع الأمنية في أفغانستان.ووفقا لتقارير إعلامية التي تبث من براغ، فقد اتهم التقرير فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ب"تقديم دعم عسكري فتاك لحركة طالبان"، وذلك بهدف "إخراج قوات التحالف الدولي من أفغانستان".يذكر أن إيران أعلنت مرار وتكرارا معارضتها لوجود قوات التحالف الدولي على الأراضي الأفغانية، ونفت التدخل بالشؤون الداخلية لأفغانستان.وتطرق تقرير البنتاغون إلى أن "طهران رغم تقديمها الدعم لطالبان، فإنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع حكومة كابل لمنع وصول طالبان إلى السلطة مرة أخرى".وتقول وزارة الدفاع الأميركية إن "إيران صرفت حوالي مليار دولار في أفغانستان لترويج التشيع، وكسب الولاءات لصالحها من بين أبناء الشعب الأفغاني".كما اتهم تقرير البنتاغون باكستان بدعم جماعات أفغانية مسلحة تعمل بمثابة "قوات ظل" لها بأفغانستان.وكانت أفغانستان قد اتهمت في جويلية الماضي، مخابرات الحرس الثوري الإيراني بالتورط في تنفيذ مخطط تآمري ضدها من خلال استغلال الاضطرابات الأخيرة التي حدثت عقب الانتخابات الرئاسية الأفغانية الأخيرة. وعلى صعيد آخر، كشف مسؤول عراقي رفيع في مجلس محافظة الأنبار السنية الواقعة على الحدود مع سورية أن أكثر من 200 مقاتل أجنبي مدججين بالسلاح يدخلون المحافظة يومياً قادمين من سورية.وقال المسؤول المحلي في حكومة الأنبار إن التعزيزات العسكرية التي يرسلها تنظيم "داعش" إلى الأنبار يجب التعامل معها بجدية من قبل الحكومة العراقية, "لأن حشد المزيد من المقاتلين الأجانب له معنى عسكري خطير وهو التحضير لشن هجوم واسع باتجاه محافظة كربلاء في مطلع العام المقبل".وأكد أن معركة كربلاء بالنسبة ل(داعش) استراتيجية لاعتبارات كثيرة أهمها أن التنظيم يريد خلق توتر مذهبي رهيب ليس داخل العراق فحسب بل في المنطقة برمتها, وهذا ضروري له ليحصل على المزيد من الدعم والحواضن الجغرافية والاجتماعية في المدن السنية الكبيرة داخل العراق.وأشار إلى أن التنظيم يسعى أيضا من وراء الهجوم على كربلاء الى استدراج المجموعات الشيعية المسلحة لارتكاب مجازر ضد السنة, ما يسهم في تفكيك الحكومة العراقية والقوات المسلحة, وربما يؤدي الأمر الى انسحاب بعض الدول من التحالف الدولي الذي يحارب "داعش" في سورية والعراق.وحسب معلومات المسؤول الرفيع, فإن بعض الوثائق التي تخص قيادات التنظيم وعثر عليها في الرمادي, تظهر ان الهدف الاستراتيجي للتنظيم في المرحلة المقبلة هو جر إيران مباشرة إلى المعركة, ويمكن أن يحدث ذلك بسهولة إذا هاجم مدينة كربلاء التي تضم المراقد الشيعية المقدسة, وهو تطور بالغ الخطورة في حال حصوله.وأكد المسؤول أن كلام وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي, الجمعة الماضي, عن شهر واحد لتحرير محافظة الأنبار هو "كلام بعيد عن الواقع", لأن كل المعطيات تظهر أن المعركة في المحافظة طويلة ومعقدة وشائكة.وأشار إلى أن الوزير ربما يكون غير مطلع أو لا يملك معلومات كافية عن مخططات "داعش" لمهاجمة كربلاء, وعن أن التنظيم يرسل المزيد من مقاتليه الأجانب الذين يمتلكون خبرة واسعة في القتال إلى مدن الأنبار, بدليل أن الجيش العراقي لم يستطع تحرير مدينة واحدة, وهي الفلوجة من سيطرة "داعش" منذ أكثر من عام, رغم أن الجيش كان لديه جبهة قتال واحدة وهي الأنبار آنذاك.واعتبر أن الأجهزة الاستخباراتية العراقية تبدو عاجزة تماماً عن رصد تحركات "داعش" في الأنبار, ولذلك تصدر مواقف سياسية متحمسة لكنها حتماً غير كافية لدحر التنظيم بصورة فعالة ونهائية, لافتاً الى أن بعض التقارير الاستخباراتية تحاول تجاهل الخطر المحدق بمحافظة كربلاء على اعتبار ان "داعش" يحتاج الى قوة عسكرية كبيرة لشن الهجوم عليها.