تفاجأ تجار اللحوم بالحراش الذين استفادوا مؤخرا من سوق جديد كلف إنجازه عشرة ملايير سنتيم من خزينة البلدية والولاية، بالتهيئة السيئة لأجنحة السوق التي تنعدم بها التهوية والكهرباء، ناهيك عن غياب المياه مما جعلهم يغرقون في حالة من الفوضى لامتناهية، حيث يضطرون في كل مرة إلى جلب المياه يدويا من أجل تنظيف محلاتهم وعتادهم رغم حساسية السلع التي يعرضونها في محلاتهم ، إضافة إلى أن محلات اللحوم تتطلب درجة عالية من النظافة والحرص من أجل ضمان صحة المستهلكين· وأبدى التجار الذين باشروا نشاطهم منذ أسبوع بالسوق الجديد الذي يقع بحي مليكة قايد بمحاذاة منطقة بومعطي، غضبهم جراء الظروف السيئة التي يمارسون فيها تجارتهم خاصة أن الحر لا يطاق داخل المحلات التي تنعدم بها منافذ التهوية مما اضطر بعضهم إلى إنجاز فتحات في جدار المحل علها تخفف عنهم بعض الحر الذي شبهه البعض بحر ''الصونا''، إضافة إلى غياب الإنارة بأروقة السوق الذي يغرق في الظلام الدامس ليلا ويجعل رواد السوق عرضة للاعتداءات والسرقة·وخلال جولة قادتنا إلى السوق لمسنا موجة كبيرة من السخط بين التجار· حيث قام بعضهم ونظرا لسوء التصميم بإحداث فتحات جانبية تسهل عليهم الدخول إلى محلاتهم والخروج منها بعد أن سدت الثلاجة التي يعرضون فيها اللحوم المدخل الضيق للمحل، بينما وضع آخرون ثلاجاتهم بطريقة مائلة تسهل عليهم الحركة· والملاحظ داخل السوق هو أن أكثر من نصف محلات السوق مازال أصحابها لم يباشروا بها العمل بعد أن لاحظوا غياب أدنى الضروريات فيها· وحمّل التجار بلدية الحراش المسؤولية التي لم تنجر عملها على أتم وجه بعد أن قامت مؤسسة مترو الجزائر ببناء السوق وتركت أمر تهيئته للبلدية التي لم تكلف نفسها عناء تركيب عدادات للكهرباء من أجل إنارة السوق، وكذا مد المحلات بالماء رغم الشكاوى التي قدمها التجار للبلدية والمراسلات العديدة التي لم تتلق ردا سوى المماطلة والتهرب· للإشارة فإن هذا السوق تم تدشينه الشهر الماضي ويضم 50 محلا، أنجزته مؤسسة مترو الجزائر تعويضا للتجار عن سوق الجزارين الذي قضت عليه أشغال تمديد المترو عبر خط حي البدر باتجاه الحراش منذ سنة ونصف تم خلالها تعويضهم في شكل منحة شهرية نظير تخليهم عن تجارتهم طيلة هذه المدة ·