شهد أمس سوق علي ملاح بالعاصمة حالة طوارئ بسبب تسرب كميات معتبرة من المياه القذرة داخل السوق بالأجنحة المخصصة لبيع اللحوم، مما دفع بالعديد من التجار إلى غلق محلاتهم منذ أول أمس لأن أرضياتها غرقت في المياه القذرة ولا أحد من المسؤولين تدخل . يعد من أكبر أسواق العاصمة لضمه قرابة 1300تاجر لكن المشاكل التي ضلت تلاحق التجار من هنا وهناك قللت من شأنه وغضت البصر عن الكثير من الزبائن العاصميين الذين تراجع إقبالهم على السوق في الآونة الأخيرة، و ما عاشه السوق أمس خير دليل على ذلك، فبمجرد دخولنا السوق حتى التف حولنا جمع من التجار وكأنهم كانوا ينتظرون الفرصة الملائمة للإفراغ ما بجعبتهم من مشاكل، حيث أدى انسداد القناة الرئيسية للصرف الصحي داخل السوق إلى إحداث فيضانات داخل الجناح المخصص لبيع اللحوم بأنواعها نتيجة الأمطار الأخيرة متسببة في تسرب كميات معتبرة من المياه القذرة داخل محلات بيع اللحوم، حتى أن الرائحة النتئة التي عمت الجناح نفسه عكرت أجواء العمل بالنسبة للتجار الذين فتحوا محلاتهم من جهة أقلقت الزبائن من جهة ثانية. فلا التجار ولا المكلفون بتسيير السوق تمكنوا من استخراج الماء من الداخل، مما دفع بحوالي 20 تاجرا لبيع الحوم الحمراء و البيضاء بغلق محلاتهم لإستحالة العمل في تلك الظروف. وفي هذا الشأن صرح احد التجار "للشروق اليومي" إن هذا المشكل يتكرر في بداية كل موسم، لكن هذه المرة تضاعف لأن أشغال التهيئة التي بادرت بها بلدية سيدي أمحمد زادت الوضع سوءا حيث لم تراع المقاييس المعمول بها، واختصرت على إعادة تثبيت البلاط وتزيين الواجهات، وإلا فكيف تفسرون تصغير عرض البالوعات بعدما كان يقارب 25 سم والآن لا يتجاوز عرضها السبع سنتيمترات..." فيما يرى رئيس الجناح المخصص لبيع اللحوم على مستوى السوق أن السبب الرئيسي وراء الفيضانات التي شهدها الجناح أمس إلى انسداد القناة الرئيسية المتواجدة بمدخل السوق وقال أن طولها الممتد على عمق 7 أمتار حال دون تمكين الجهات المختصة في تنظيفها، أمام غياب الإمكانيات اللازمة. أما رئيس المكتب المخصص لجناح الخضر و الفواكه فقد أكد أن هذا المشكل يعود وجوده لأكثر من خمس سنوات من قبل وفي كل مرة يتصلون بالسلطات المحلية تكون النتيجة سلبية، وآخرها كان اجتماعه شخصيا مع الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لسيدي أمحمد خلال شهر رمضان وقد وعدهم هذا الأخير بالتكفل بإنشغالاتهم أسبوعا بعد رمضان، لكن لم يف بوعده على حد تعبير المتحدث متسائلا من جهة أخرى عن سبب هدر ما قيمته 4 ملايير سنتيم لتهيئة السوق و المشاكل ما زالت مطروحة. فيما اشتكى بعض التجار انعدام النظافة و غياب الإنارة و تعطل الكهرباء من حين لآخر وانعدام خطوط الهاتف إلى جانب غياب الأمن، بالمقابل فإنهم يسددون ما قيمته 7 ملايين سنتيم سنويا مصاريف الأعباء، والخدمات متدنية في نظرهم. وما أثار انتباهنا ونحن نتجول بأجنحة "علي ملاح" وجود حاويتين من الحجم الكبير لرفع النفايات ممتلئة بالأوساخ بالقرب من طاولات بيع الأسماك بمختلف أنواعها وبالجهة المقابلة برك من المياه القذرة في جو لاتحفز الزبون على الاقتراب منها . من جهته أكد رئيس مصلحة الأسواق على مستوى بلدية سيدي أمحمد أنه طالب مرارا توفير شاحنة تتكفل باستخراج المياه القذرة التي تطرح سنويا ، لكن لم يتحصلوا عليها ليومنا هذا ، و أما عن تدخل مؤسسة"أسروت" المكلفة بصيانة وتطهير الطرق فقال أنه مستبعد بسبب وجود بعض المشاكل المالية بين البلدية و المؤسسة نفسها. سليمة حمادي