حدد المندوب الوطني للأخطار الكبرى لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية "مليزي الطاهر" نهاية الأسبوع المنصرم، وبإشراف والي المدية، آليات الوقاية من الأخطار الكبرى ومعالجة النقاط السوداء المعرضة لخطر الفيضانات بولاية المدية على غرار الدراسات المعدة لتسيير الأخطار الناجمة عن التقلبات الجوية، وبحضور كل من رئيس المجلس الشعبي الولائي، ورؤساء الدوائر ورؤساء المجالس الشعبية البلدية، وإطارات الولاية وكذا جميع الأطراف المعنية بالموضوع كمديرية الحماية المدنية، الأشغال العمومية، الري، التهيئة العمرانية والغابات... ويأتي هذا اللقاء ضمن الزيارات الميدانية التي يقوم بها المندوب الوطني للأخطار الكبرى للاطلاع على مختلف الإجراءات المتخذة للتحكم في الوضع في حالة حدوث فيضان بولاية المدية، ولمعرفة الإستراتيجية المحلية التي تم وضعها لمجابهة الأخطار الكبرى ومناقشة سبل تدعيمها وفعاليتها، وكذا الاحتياطات المتخذة من مختلف المصالح الولائية لحماية المدن من الفيضانات والسيول الجارفة للتربة والتساقط الكثيف للثلوج الذي من شأنه عزل هذه المدن وتعطيل الحياة بها. وقد أشار مليزي الطاهر إلى أن زيارته تأتي لمعرفة الإجراءات التي تم اتخاذها بالولاية لتفادي الأخطار المتولدة عن سوء الأحوال الجوية، وعن العملية التحسيسية التي تقام من قبل المتدخلين والفاعليين المحليين للحيلولة دون وقوع هذه الأخطار الكبرى التي تحدق بالمواطن. كما ذكر أن "الكوارث ظاهرة عالمية من هنا وجب إعداد تدابير للوقاية ولليقظة وللتحسيس بمسؤولية الجميع للمساهم في التخفيف من آثارها، ناهيك عن توفير الوسائل المادية والبشرية للوقوف أمام هذه المخاطر في حالة وقوعها كتأمين الفضاءات لحماية السكان من الأخطار والشروع في تنظيم حملات للوقاية والاستعداد لكل الاحتمالات مع حلول فترة السيول الشتوية". وقد قام مدير الحماية المدنية بالمدية بعرض تقرير حول الإجراءات العملية للوقاية من الأخطار الناجمة عن التقلبات الجوية، مبرزا أهم الاقتراحات لمعالجة النقاط السوداء المسببة لهذه الأخطار عبر الولاية، موضحا أن الموقع الجغرافي والطبيعة الطبوغرافية لولاية المدية وكذا الكثافة السكانية وتعدد النشاطات الاقتصادية والصناعية يجعلها عرضة لعدة أخطار، منها طبيعية وتكنولوجية ناهيك عن الأخطار الدائمة التي تنجر عن الحركية الاجتماعية والاقتصادية اليومية للمواطن. كما بين في تقديمه أن المخاطر بولاية المدية تتلخص في الحوادث الناجمة عن الفيضانات والانزلاقات وتساقط الثلوج، ولمجابهتها ذكر مدير الحماية المدنية أن مصالحه قامت باتخاذ الإجراءات الوقائية التي وضعتها الدولة على المدي القصير والمتوسط والبعيد من خلال مديريات الأشغال العمومية والموارد المائية قصد حماية المدن والمنشآت من الأخطار الناجمة عن التقلبات الجوية وكذا إجراءات استعجاليه ودورية قامت بها المصالح الإقليمية منذ نهاية فصل الصيف كتشكيل وتنصيب لجان المتابعة على جميع المستويات تحت الإشراف المباشر للسيد الأمين العام للولاية ووضعها بمعية كافة الوسائل المادية والبشرية المحصاة في المخطط في حالة تأهب قصوى. هذا وقد أصر المندوب الوطني للكوارث الكبرى مليزي الطاهر على تنبيه الحضور إلى ضرورة إيلاء الأهمية لنوعية العمليات التقنية في معالجة النقاط السوداء، وداعيا إلى إنشاء بنك للمعطيات على مستوى القطاعات المعنية بتدخلات الإغاثة في حالة الكوارث، وضرورة تطبيق الإستراتيجية الوطنية للوقاية والتكفل بالمخاطر الكبري كإعلام السكان حول المخاطر في صلب نظام تسيير الأخطار الكبرى وترسيخ ثقافة الخطر عندهم لتفادي الأسوأ.