كشف المخرج محمد حازورلي في حديث خص به ''البلاد'' أنه قرر اعتزال الإخراج التلفزيوني والعمل الفني ومقاطعة المؤسسة التي يديرها عبد القادر العلمي بصفة نهائية، وذلك بسبب الضغوطات التي أصبح يتعرض لها من قبل التلفزيون الجزائري وأدت إلى تشويه سمعته وصورته الفنية وتراجع مستوى أعماله التي كان آخرها سلسلته الكوميدية ''أعصاب وأوتار وأفكار'' التي تبث حاليا بعد الإفطار ضمن الشبكة الرمضانية· وأرجع محدثنا أسباب قراره إلى أن التلفزيون شوه السلسلة من خلال التصرف في الحلقات والقص والحذف، حيث أنه تقدم إلى قسم البرمجة بحلقات يبلغ زمن كل واحدة منها 25 دقيقة ليفاجأ بقرار يطلب منه اختصارها إلى 13 دقيقة بسبب ''وجود برامج أخرى أهم وأولى في الظهور''، ا لأمر الذي اعتبره المخرج تبريرا غير مقبول كون مواضيع السلسلة تقتضي أن تعرض كاملة حتى لا يتأثر السيناريو ''لا يوجد هناك أي مخرج في العالم يستطيع أن يخرج عملا في وقت أقل من الزمن المطلوب''· وقال محدثنا إنه قراره هذا جاء بعدما سلسلة من ''التراكمات'' كان إقدام دائرة البرمجة على حذف الحلقتين الأولى والثانية من ''أعصاب وأوتار وأفكار'' اللتين تناولتا موضوع وضعية الفنان في الجزائر والمعاناة التي يلقاها، القطرة التي أفاضت الكأس ''بكيت لما حذفت أهم حلقتين في السلسلة لأني بذلت فيهما جهدا خرافيا وخصصت لهما وقتا ضاع هباء منثورا·· ولهذا أقرر الآن أمامكم الاعتزال نهائيا من التلفزيون والإبداع بصفة عامة بعدما تمت مصادرة حرية تعبيري التي اعتبرها أساس نجاح أي عمل إبداعي''؛ كما جاء على لسانه·من جهة أخرى أكد صاحب ''حيزية'' أن حالته الصحية لم تعد تحتمل أي نوع من الضغوطات ''صحتي انهارت'' وانه فضل أن يفسح المجال لمخرجين آخرين لن يعالجوا واقع المجتمع الجزائري كما فعل هو من خلال إعماله التلفزيونية يقول التي بدأت تفقد أهميتها وخصوصيتها لدى المشاهد الجزائري ''التلفزيون قتلني فنيا بعد 40 عاما من العطاء ولكني قررت أن أضع حدا لكل هذا من خلال اعتزالي''· وفي السياق ذاته، أكد صاحب الفيلم التاريخي ''هجرة الرسول'' أن توقيت عرض ''أعصاب وأوتار وأفكار'' لم يكن مناسبا، وأن ''تفضيل'' بث الكاميرا الخفية بعد الإفطار كان على حساب سلسلته التي عادت بعد عشرين عاما من الغياب من خلال مواضيع هادفة لا يمكن، حسبه، لأي كاميرا خفية أن تصورها كون هذه الأخيرة لا تحمل أي إبداع مثل الأعمال التلفزيونية التي تتطلب نصوصا هادفة للمشاهد وتنقله عبر مناطق متعددة ويعتبر تصويرها مضنيا جدا ''أتأسف كثيرا حينما تكون الكاميرا الخفية البرنامج الأساسي للتلفزيون وأن يكون الهدف من الشبكة البرامجية هو الضحك لمجرد الضحك دون أي هدف''، مضيفا أنه يرفض السخرية من المتفرج ومشاكله لأن الضحك لديه؛ مسؤولية·من ناحية أخرى، رفض ''المخرج المعتزل'' أن تحصر مسيرته الفنية الطويلة في السلسلة الفكاهية ''أعصاب وأوتار'' التي لم تظهر هذا الموسم، حسبه، بشكلها المميز الذي تعودت أن تكون عليه، وذلك لأسباب من بينها غياب بعض الوجوه الفنية على غرار الفنان علاوة زرماني وحسان بن زراري، مؤكدا أن مسيرته الفنية كانت حافلة بأعمال ذات مستوى رفيع أبرزها المسلسل التاريخي ''هجرة الرسول'' و''حيزية'' و''8 ماي ,''1945 وأخرى اعتبر أنها كافية لتكون شاهدة على حسن صنيعه في الإبداع الفني ''أنا المخرج التلفزيوني الوحيد الذي شرف الجزائر عربيا وحظي بعدة جوائز تقديرية·· وها أنا الآن أدفع ثمن إبداعي واختياراتي·· ففي الوقت الذي هاجر العديد في العشرية السوداء، بقيت أعمل وألامس مشاكل الجزائريين''، مضيفا أنه يتمنى بعد اعتزاله؛ أن يتحسن مستوى البرامج الذي يبثها التلفزيون؛ وأن يشاهد فيلما دينيا من إخراج جزائري في شهر رمضان القادم كفيلمه هجرة الرسول الذي لايزال حيا في ضمائر المتفرجين، على حد تعبيره·