يبدو أن المشاهد الجزائري سيضطر هذه السنة إلى القبول بحقيقة غياب عدد من الأعمال الفنية التي ارتبطت بيومياته الرمضانية، التي ستستقبل هذه السنة وجوها أخرى، كسبت رهان الوقت ونجت من سياسة التأخير التي انتهجها التلفزيون الجزائري قبل الإفراج عن أهم هذه الأعمال، التي قرر أصحابها التنازل عن تسجيل حضورهم في رمضان هذه السنة بشكل استثنائي قصرا أو عن قصد يضرب حكيم دكار موعدا لجمهوره العريض من خلال مسلسله التلفزيوني “جحا” الذي سيعود في شهر رمضان المقبل بعد غياب، حيث وعد دكار جمهوره بتقديم عمل مميز في حلقاته الإحدى عشر وذلك بعيدا عن البيئة التي ميّزت الأجزاء الأربعة السابقة للعمل، حيث سيزور حكيم دكار في شخصية جحا مزغنة في عصرها الذهبي في مجالي الثقافة والتجارة. كما سيطرق باب “خداوج العمية” وسيحاكي ابن رشد وغيرها من الشخصيات. المخرج مسعود العايب بدوره سيطل علينا بمسلسل “الذكرى الأخيرة”، وهو قصة وسيناريو وحوار الكاتبة فاطمة وزان، وذلك بعد أن كسب الرهان في تقديم العمل قبل رمضان الذي يضم 28 حلقة. وسيقوم بأدوار البطولة فيه كل من أحمد بن عيسى، مليكة بلباي، نوال زعتر وسارة رزيقة، وفتيحة ورّاد وغيرهم. ويدور المسلسل حول قصة الأبناء ضحايا العنف الأسري. كما سيعود المخرج محمد حازورلي إلى الشاشة الجزائرية بسلسلته الفكاهية الشهيرة “أعصاب وأوتار” التي صور حلقات منها في مدينتي عنابة وقسنطينة، ويشارك فيه نخبة من الممثلين على غرار فتيحة سلطان ونوال زعتر وحسان بن زراري وآخرين. وسيضم هذا العمل الذي يستأنف مسيرته بعد انقطاع دام سنوات طويلة 12 حلقة تقدم مواضيع جديدة من خلال استعراض مشاهد حية من حياة الجزائريين ومعيشتهم اليومية. أما المخرج مهدي عبد الحق، فسيكون في الموعد عكس بعضهم مع سلسلته الفكاهية “سيتكوم على الخط”، المنتجة من قبل “أنتينيا” للإنتاج والتوزيع الفني، التي صورت في كل من بجاية والقل والتي ستعرف مشاركة الممثلة بختة. وسيقدّم المخرج كمال بن نبي سيت كوم آخر بعنوان “مجنون الشاشة” الذي يقع في 6 حلقات، كل حلقة بجزءين - 52 دقيقة – من بين عناوينها “الظهور”، “ليلة إفريقية”، “كارتمات” و”درس في التاريخ”. وتدور أحداثه حول الشاب البطال رضا، الذي يجسد شخصيته “فريد الروكير” وهو بطّال في الثلاثينات من عمره، لا يحسن فعل شيء سوى متابعة برامج التلفزيون لدرجة مبالغ فيها حتى ينفصل عن عالمه الواقعي. ويشارك فيه حسان بن زيراري، روكي البزناسي، حبيبة بلحور وغيرهم. كما ستسجل الكاميرا الخفية حضورها من خلال المخرج جعفر قاسم الذي قرر أن يطلّق هذه السنة سيت كوم “ جمعي فاميلي” رغم النجاح الذي حققه، ومن بين الشخصيات التي كانت ضحية كاميرا قاسم، الناخب الوطني رابح سعدان والفنان حميدو. ومما سبق، يتضح أن المشاهد الجزائري سيفتقد هذه السنة تواجد عدد من الفنانين اعتاد متابعتهم في كل رمضان على غرار لخضر بوخرص الذي فضّل مغادرة سباق الأعمال الدرامية لهذه السنة بسبب سياسة التأخر التي انتهجها التلفزيون الجزائري، وهو نفس الدافع لذي سيبرر غياب كل من سيت كوم “جمعي فاميلي”، ومسلسل “جدار الصمت “ للفنان محمد عجايمي وغيرهم كثيرون، وهو ما ينبئ بمشاهدة شحيحة ربما ستدفع الجزائريين إلى تغيير المحطة والبحث عن الأعمال العربية.