الأمين العام ل"الجبهة" يحرك الآلة القانونية لردع كل "متمرد" يستعد التيار الجديد المناوئ لعمار سعداني الذي نجح في كسر جدار الصمت بعد أن أعلن تمرده على مكتب سعداني محاولا استنساخ مسار الانقلاب على بلخادم للتحضير لعقد مؤتمر مواز للمؤتمر العاشر الذي انطلق الأمين العام عمار سعداني في التحضير له وتهيئة أرضيته، لاسيما بعد إعادة هيكلة الحزب واستحداث محافظات جديدة. وأكدت مصادر من حزب الأفلان أن التمرد الذي قاده أول أمس عدد من نواب الحزب الذين خرجوا في صف التيار المنشق المطالب بإبعاد الأمين العام للحزب عمار سعداني لفشله في تسيير الحزب والابتعاد عن مبادئه سيواجهون لجنة الانضباط بعد أن أعطى عمار سعداني تعليمات باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتمردين على القانون الداخلي للحزب، ولم تستبعد ذات المصادر سحب الثقة من مسؤولي الهياكل الحالية، حيث إن التشويش الحاصل في الحزب حسب ذات المصادر هدفه تشتيت القاعدة التي يسعى الأ مين العام إلى لمّ شملها وتوسيع تمثيلها، لاسيما بعد استحداث محافظات جديدة عبر عدة ولايات تحضيرا للمؤتمر العاشر الذي سينعقد مطلع العام المقبل. وشرع الحزب في تهيئة أرضيته بعد تشكيل لجان التحضير وتوسيع الانخراط فيه أكثر. فيما يحضر خصوم زعيم الأفلان بمختلف أجنحتهم - جناح بلعياط، حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني، جناح بلخادم- لعقد مؤتمر مواز بعد توحيد الصف في هيئة مؤقتة أطلقوا عليها تسمية "لجنة التنسيق" مهمتها التحضير لاستدعاء دورة طارئة للجنة المركزية لانتخاب قيادة جديدة من خلال التنسيق مع أعضاء اللجنة المركزية، الذين وقعوا في وقت سابق لاستدعاء الدورة الاستثنائية وأودعوا طلبا بهذا الخصوص لدى مصالح ولاية العاصمة. وحسب مصادر من الهيئة، فإن الاحتجاج الذي قام به أمس أعضاء في اللجنة المركزية وعدد من النواب دليل على أن الانشقاق جاء من رحم جماعة الأمين العام وليس الذين لم يتمكنوا من التموقع في هياكل البرلمان أو في المحافظات، وذلك ردا على سعداني بأن الأشخاص الذين يشوشون على استقرار الحزب هم الذين خسروا معركة التموقع، كما أن انضمام مناضلين من حركة التقويم التي يقودها عبادة بعد أن أدرك هذا الأخير أن حظوظه في المؤتمر القادم ضعيفة، مما أفشل محاولات لمّ الشمل مع القيادة الجديدة التي حاول سعداني كسبها لصفه قبل دورة اللجنة المركزية السابقة بفندق الأوراسي، وأضافت ذات المصادر أن لجنة التنسيق "المناوئة" ستتوجه في المرحلة المقبلة لقواعد الحزب من أجل تجنيدها في مشروع "استرجاع الشرعية"، لاسيما أن الاحتجاجات التي عرفتها بعض الولايات خلال تنصيب المحافظين الجدد قد أحدثت فتنة في أوساط مناضلي الحزب، ما من شأنه أن يقلب الكفة لصالحهم ويوسع أتباع خصوم سعداني الذي اتهم الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم بالوقوف وراء الفتنة التي يعيشها الحزب الذي أكد على تماسكه وقلل من تأثير هذه الاحتجاجات على تماسك الحزب.