علمت «السلام» من مصادر حسنة الاطلاع، أنّ عددا من المحافظين الولائيين الذين أقصاهم «عبد العزيز بلخادم» الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، قبل 72 ساعة، أسسوا هيئة جديدة سموها «لجنة المركزيين»، ويراهن الغاضبون على بلخادم أن تكون اللجنة إياها أداة لتقويم مسار الحزب العتيد، على حد تعبيرهم. تفيد معلومات توافرت ل «السلام»، إنّ حراكا حثيثا يشهده الجناح المناوئ لبلخادم، حيث يعمل معارضو الرجل على بعث إطار جديد يكفل بحسبهم تصحيح خط حزب الغالبية في الجزائر، وأسرّت مصادر مطلعة أنّ العمل جار لهيكلة لجنة المركزيين والتي ستستوعب جميع مناوئي وزير الدولة. وستعمل لجنة المركزيين على هيكلة فروع لها على مستوى المحافظات والقسمات، ويقول عرّابوها أنّها ستركّز على التوعية والتعبئة تحسبا للدورة الاستثنائية للجنة المركزية التي ستعقدها إدارة الأفالان بحر شهر سبتمبر القادم عشية محليات الخريف. وتراهن لجنة المركزيين على دعم العديد ممن استبعدهم بلخادم على غرار أمناء محافظات كل من بوزريعة والجزائر وسط والحراش بالعاصمة وكذا تيارت، بالإضافة إلى 60 عضوا في اللجنة المركزية للأفالان، ممن تورطوا في مبادرة سحب الثقة منه مؤخرا. وفيما يُجهل مدى تجاوب مناضلي الأفالان مع لجنة المركزيين، يتساءل مراقبون عن سرّ توخي التسمية المذكورة التي تعود بالأذهان إلى أيام حزب الشعب الجزائري وما عرفه أواسط القرن الماضي. وكان بلخادم في أعقاب خروجه منتصرا من دورة اللجنة المركزية، أكّد بلخادم أنه سيطهّر الجبهة من الدخلاء عبر تطبيقه لقوانين الحزب وبصرامة، بعد صدام محتدم مع معارضيه الذين احتلوا قاعة الاجتماعات الخميس الماضي حتى المساء، قبل أين يتدخل مؤيدوه لحسم الأمور بما أفضى إلى تزكيته ببقائه على رأس الأفالان. وذكرت مصادر «السلام»، أنّ بلخادم امتلك قائمة بتوقيعات أعضاء اللجنة المركزية مرفوقة بأرقام بطاقاتهم وأسمائهم، تضمنت 208 توقيع في أول يوم من الدورة العادية السادسة للجنة المركزية، الشيء الذي جعل مناوئيه ينهارون بعد انسحاب مجموعة كبيرة من مبادرة سحب الثقة والتحاقهم ببلخادم، بعدما اتضح انّ هؤلاء قاموا بالتوقيع على لائحة مطالبة بعقد دورة طارئة للجنة المركزية وليس من أجل سحب البساط من تحت قدمي بلخادم. وقرر بلخادم سل سيف الحجاج ومباشرة تحييد خصومه، في رسالة قوية وواضحة لمعارضيه، مفادها أنّ شق عصا التمرد مجددا سيقابل بالعزل في حالة مخالفة المعنيين لقراراته، علما أنّ عهدة الرجل تنتهي سنة 2015. على طرف نقيض، لوّح مناوئون بمقاضاة بلخادم، ومتابعته بعد الخروقات المختلفة للأمين العام، معتبرين أن بلخادم «بات يشكل خطرا كبيرا على تماسك جبهة التحرير الوطني وعلى أمن واستقرار البلاد»، بعد أن «استعمل زبانيته في الاعتداء على أعضاء اللجنة المركزية وإرهابهم، وأراد أن يكون العنف وسيلة للحسم». واعتبر 178 عضو من أعضاء اللجنة المركزية في بيان لهم عقب اجتماعهم في محافظة الحزب بحسين داي، أن الدورة الأخيرة للجنة المركزية «لم تفتح أصلا»، لأن القانون الأساسي للحزب «يقر ضرورة الاستماع للنشيد الوطني في افتتاح الدورة، وانتخاب مكتب للدورة»، وهذه الإجراءات كلها لم تتم في رأيهم للقول بأن الدورة جرى افتتاحها. ما جرى في الدورة حسب نص البيان الذي تلاه الناطق الرسمي باسم حركة التقويم والتأصيل «محمد الصغير قارة»، هو هجوم منظم من بلخادم بعد أن تعذر عليه دخول القاعة، واستعمال العنف كخيار لتجديد الثقة في شخصه، وما يؤكد هذه الحقيقة يضيف البيان «رفض بلخادم الاحتكام إلى الصندوق رغم مساعي لجنة العقلاء في إقناعه بذلك، معتبرين أن ما أعلنه بلخادم عن وجود قائمة تسانده ب 221 توقيع هي تزوير وافتراء وتضليل لأن هذه القائمة لم تقرأ أصلا.