ساءت الأوضاع أكثر أمس، بدخول إضراب طلبة الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا شهرا كاملا وتضامن آلاف الطلبة من أقسام أخرى مع زملائهم وشل الجامعة احتجاجا على الأوضاع المتعفنة التي آلت إليها إحدى أكبر الجامعات في إفريقيا بسبب مشاكل بيداغوجية وأخرى اجتماعية، وراح ضحيتها العديد من الطلبة من المحتجين الذين تم جرهم إلى أروقة المحاكم، حسب تصريحات المحتجين، الذين أعربوا عن أسفهم البالغ للحادثة التي جرت أول أمس بمجمع مراد سليم طالب "إيجيسيامو" عندما قام بعض الأساتذة بمحاولة لفض الاحتجاج وفتح أبواب الجامعة المغلقة منذ 3 أسابيع من خلال دخولهم بسياراتهم إلى مكان تجمع الطلبة في محاولة لتخويفهم من دهسهم، مما جعل الطلبة يفرون في كل وجهة وتعرض أحد الطلبة لإصابة بجرح على مستوى ساقه، حسب تصريحات الطلبة ووفقا لما جاء في بيان حرروه. ومنذ بداية الموسم الجامعي الجاري، شهدت جامعة العلوم والتكنولوجيا احتجاجات متفرقة، أهمها إضراب طلبة الهندسة المعمارية الذين قاموا بشل الكلية، تنديدا بالقرار الذي يحرمهم من إنشاء مكاتب دراسات خاصة، في إطار النظام الجديد آلمدي، خلافا لما كان معمولا به في النظام الكلاسيكي، وتم إجبار الطلبة على اكتساب خبرة لدى مكتب دراسات آخر حتى يتمكنوا من فتح مكاتب دراسات خاصة، واتهموا المجلس الوطني للمهندسين المعماريين بالتواطؤ مع الوزارة ضد مصير ومستقبل الطلبة الذين أصبح الكثير منهم مهددا بشبح البطالة. وبعد سياسة هز الكتف تجاه مطالب هؤلاء من طرف الجهات المعنية، قام الطلبة بشل جامعة "إيسطو" بأكملها، ليلتحق بهم طلبة من تخصصات أخرى، مثل طلبة الهندسة المدنية الذين نددوا بالمشاكل المطروحة على مستوى كلية الهندسة المدنية التي لا تزال مشلولة بسبب إضراب طلابها منذ 3 أسابيع بفعل تراكم المشاكل البيداغوجية ونقائص أخرى في المرافق الضرورية على غرار انعدام المخابر والتجهيزات الخاصة بتمدرس أصحاب هذا التخصص التقني. وطالب المحتجون بتسوية وضعية طلبة الماستر بقسم الكيمياء الصناعية، حيث لازال العديد من الطلبة يتخبطون فيه ويدفعون ثمن الانتقال إلى النظام الجديد، حسبما جاء في البيان الموجه إلى الجهات الوصية. ومن ضمن المطالب أيضا وضع حل نهائي لكل الطلبة الذين حرموا من التسجيل للسنة الجامعية 2014-2015 للحصول على ليسانس أو ماستير تحت ذريعة أنهم تعدوا عدد التسجيلات المسموح بها. كما طالب المحتجون بفتح تحقيق معمق في قسم الهيدروليك الذي قال الطلبة إن نسبة النجاح فيه تعد أدنى نسبة نجاح على مستوى السنة الأولى والثانية نظام قديم على المستوى المحلي. كما جدد المحتجون رفع مطلبهم المتمثل في طريقة تسيير وتسهيل إجراء الطلبة للتربصات الميدانية، مطالبين إدارة الجامعة بإبرام اتفاقيات مع شركات ومؤسسات للسماح لهم بإجراء تربصات، بدل الدفع بهم للبحث بأنفسهم عن مكان لإجراء تربصات وهو ما يواجهون فيه صعوبات كبيرة خاصة في المؤسسات الكبرى على غرار "سوناطراك" والتي لا يتمكن طالب من الظفر بتربص فيها إلا بمحسوبية، حسب تصريحات المحتجين. وفي الشق الاجتماعي وظروف التمردس، طرح الطلبة العديد من الانشغالات التي قالت إنها لا تسمح لهم بمزاولة دراستهم في ظروف حسنة، على غرار عدم توفر قاعات التدريس الكافية ونقص المخابر، والوضعية التي آلت إليها العديد من الأقسام التي غمرتها المياه، وحتى دورات المياه منعدمة في بعضها، إضافة إلى غياب النظافة.