استبشرنا خيرا بخطاب العقل والتهدئة الذي أرسله بن بوزيد الأيام الماضية خلال مناسبتين· الأولى حين دعا مديري المؤسسات التربوية إلى التعاطي بليونة مع مسألة لون المآزر والتعامل مع التلاميذ بمنطق ''تربوي''، لا ''بوليسي''· أما المرة الثانية فحين أمر مديري التربية عبر ولايات الوطن إلى فتح باب الحوار مع نقابات الأساتذة وعمال القطاع· وهو الباب الذي ظل موصدا لأعوام وأدى إلى حوار الطرشان الذي دفع أبناؤنا ثمنه، بالدرجة الأولى·وأعتقد الجميع أن صفحة جديدة تم فتحها في سياسة وزارة التربية·· غير أن ''ريمة عادت لعادتها القديمة''، حين نزل التهديد بفصل الأساتذة المتغيبين عن العمل لثلاث مرات دون مبرر، مباشرة بعد تهديد مماثل للتلاميذ، خاصة منهم المتمدرسون في أقسام الامتحانات والطور الثانوي·وإن كانت لغة التهديد ''مقبولة نوعا ما'' ولو ''بتحفظ'' إزاء التلاميذ والأطفال لحملهم على الاستيقاظ باكرا والالتزام بأقسام الدراسة، فإنها أبعد ما تكون مقبولة حين يتعلق الأمر بمن كاد أن يكون رسولا!كان يكفي أن ترسل الوزارة تعليمة تذكر فيها بالقوانين السارية المفعول في الوظيف العمومي وبالضوابط التي يحددها قانون العمل، دون اللجوء إلى معاملة المعلمين بنفس لغة الأطفال·· وما دمنا صائمين، فإننا سنغلب حسن الظن، لنقول إنها مجرد ''زلة لسان'' وحرص زائد من الوزير على قطاعه وعلى مصلحة التلاميذ، وإن لغة العقل وخطاب التهدئة ''خيار لا رجعة'' في وزارة التربية!