أفاد الباحث في علم الفلك لوح بوناطيرو خلال نزوله ضيفا على حصة "البلاد" أول أمس، بأن الطريقة الوقائية التي يجب على الدولة اتباعها لحماية البلاد من خطر الزلزال ووقوع الكوارث باعتبارها منطقة نشاط للزلازل هي الاعتماد على البناء المرصوص المعروف وهو معتمد في اليناء الإسلامي القديم، كما أنه مستمد من حديث الرسول صلى الله عليه في قوله "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا". من جهة أخرى، فقد أثبت العلم الحديث أن "البنيان المرصوص" أفضل أنواع البناء في مكافحة الزلازل بصفة خاصة والكوارث الطبيعية بصفة عامة. كما أشار بوناطيرو إلى أن البناء المرصوص يحب أن يكون شاملا وذلك من خلال احترام طرق وأنواع البناء دون الاعتماد على تطبيق معيار الشكل لوحده. وفي سياق متصل، قال لوط بوناطيرو إن سبب تشييد بنايات القصبة لكل هذه المدة الطويلة رغم كل الكوارث الطبيعية التي عرفتها الجزائر في فترات متفرقة من الزمن هي أنها بنيت بطريقة البناء المرصوص. وأفاد الباحث في علم الفلك لوط بوناطيرو بأن الإدارة السياسية للبلاد تفضل إسكان أكبر عدد من المواطنين، دون مراعاة معايير الجودة والراحة للمواطن، مضيفا أن هذه الطريقة العشوائية في البناء دون احترام هذه المعايير، تتسبب في وقوع الكوارث مثلما حدث في زلزال بومرداس سنة 2003 والذي لاحظ فيه الجميع سقوط عمارات حديثة البناء. كما اعتبر بوناطيرو أن إعادة النظر في طرق البناء ومعاييره ضرورية باعتبار أن الجزائر وخصوصا في المحيط المتيجي تعتبر منطقة نشاط مكثف للزلازل، خاصة مع الدورة العادية للنشاط الزلزالي للأرض كل إحدى عشرة سنة، مشيرا في سياق متصل إلى أن معدل الزلازل لم يرتفع حسب الإحصائيات الثابتة التي تشير إلى وجود من 40 إلى 50 هزة أرضية ثابتة في الشهر، وأوضح بوناطيرو أن الله جعل الزلزال عبرة لعباده ليذكرهم أنهم خرجوا عن طريقه، مضيفا أنه لو طبق العلم لما حدثت الكارثة وتسبب الزلزال في زهق الأرواح. وقال بوناطيرو إن زلزالا تبلغ قوته 5.5 درجات على سلم ريشتر بإمكانه أن يهدم البيوت في العاصمة عكس ما يحدث في بعض البلدان من بينها اليابان التي استطاعت أن تقاوم شبح الزلزال باعتبارها بلدا تعرف نشاطا زلزاليا مكثفا، وأضاف بوناطيرو أن زلزالا بقوة 7.5 في اليابان يعتبر شيئا عاديا ولا تقدر عدد الخسائر فيه بأكثر من قتيل أو اثنين مثلما يحدث في الغالب وذلك ليس لأسباب مادية وإنما بسبب الخوف والهلع. وأوضح عالم الفلك لوط بوناطيرو أن النشاط الزلزالي المكثف الذي تعرفه الجزائر يدخل ضمن الحركة العادية للنشاط الزلزالي الذي تكرر كل إحدى عشرة سنة، وقال إن هذه الهزات الأرضية كانت مرتقبة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أما الهزة الأرضية التي عرفتها ولايتا المدية والبويرة فهي -حسبه- نتيجة نشاط المياه الجوفية الساخنة بالمنطقة، إضافة أن هذه الهزات كانت نتيجة التباين الحراري المعتبر للأيام الماضية بين المعدلات الحرارية الصيفية التي كانت مرتفعة هذا العام ونظيرتها الخريفية.