أكد الدكتور لوط بوناطيرو ان النشاط الزلزالي الراهن شيء طبيعي لايبعث على القلق. وقال د. بوناطيرو في حوار اجرته معه «الشعب» امس ان النشاط الزلزالي عادي للغاية، مطمئنا الرأي العام واسقاط الاشاعات المروجة حول زلزال مدمر قادم يضرب الجزائر هي اشاعات لاتعتمد لا على علم وعلى فهم. اتصلت جريدة «الشعب» بالدكتور بوناطيرو، ولقطع الاشاعة بالحقيقة والعلمية كان هذا الحوار المفيد: ̄ الشعب: صرحتم سابقا بان الجزائر ستعرف نشاطا زلزاليا وهزات ارضية خلال شهري ماي وجوان وهو الشيء الذي حصل فعلا ماهي المعطيات التي تعتمدون عليها للتنبؤ بذلك؟ ̄ ̄ بوناطيرو: هذه نظرية شاملة للتفسير، فأسباب هذا النشاط هو التغير الفصلي والاعتدال الحراري اي الانتقال من فصل الربيع الى الصيف او مايعرف (بالاعتدال الربيعي) وبفعل ارتفاع درجة الحرارة تتمدد الصخور مما يؤدي الى حراك في القشرة الارضية وهو شيء طبيعي وعادي وهي قاعدة فيزيائية معروفة فالمواد تتمدد بفعل الحرارة والعكس وهناك عامل آخر وارتفاع جاذبية الارض بفعل اقتران الكواكب وتراكم الطاقة، وبهذين السببين اي الاعتدال الربيعي وارتفاع الحرارة واقتران الكواكب تحدث هذه الاهتزازات وهو نشاط طبيعي روتيني وليست زلازل لان الاخيرة تكون حدتها اكثر وتكون مرفوقة بهزات ارتدادية، والعوام لايفرقون بين الهزة والزلزال واغتنم هذه الفرصة ومن خلال جريدة «الشعب» ان اتوجه بنداء الى المسؤولين من اجل فتح وسائل الاعلام الثقيلة امام المهنيين والخبراء في المجال من اجل تنوير الرأي العام من خلال حصص تلفزيونية وبرامج علمية وهكذا يتمكن المتخصصون من اداء واجبهم التحسيسي والتوعوي، واعود واؤكد من جديد ان النشاط الزلزالي الحالي هو نشاط ايجابي للارض يسمح لها باخراج الطاقة الموجودة بالتدريج ويمنع التراكم وحدوث زلزال وعليه فليطمئن الجميع. ̄ يهني لايمكن ان تتبع هذه الهزات بزلزال قوي؟ ̄ ̄ قد يحدث ذلك لكن في حالات نادرة جدا وعلم الزلازل ليس بالعلوم الدقيقة ولكن الاكيد انه كلما كان عدد الهزات الضعيفة هذه كبيرا كلما تضاءل احتمال وقوع زلزال. ̄ هل الجزائر في خط النار؟ ̄ ̄ في الجزائر لايوجد خط نار وانما خط زلزالي وخط النار موجود بجنوب شرق آسيا باعتبار ان القشرة الارضية هي الاضعف والاهش في العالم ونحن في الجزائر لابد علينا من مراقبة التغيرات الجيوفيزيائية لانه في حصول اي تغير مفاجىء هي صفارة انذار بالخطر مثل حراك الطبقات الارضية وتغير درجة الحرارة وخاصة وان الارض هي الكوكب الحي الوحيد في المجموعة الشمسية وهو في تفاعل كبير مع الشمس. ̄ قلتم بأن النشاط الزلزالي والهزات تمنع وقوع زلزال قوي هل هذا صالح ويؤثر على الجزائر ام ان النشاط الزلزالي مترابط وتتأثر كل مناطق العالم بالنشاط عندنا؟ ̄ ̄ بالطبع في الجزائر فقط لانه نشاط زلزالي محلي ولكنه في الوقت نفسه يمكن ان يساهم بشكل بسيط جدا في النشاط الزلزالي العالمي فالعالم كما تعرفون مكون من قارات تكونت بعد الانفجار الذي عرفته الكرة الارضية وتشكل مايعرف بالخطوط الزلزالية القارية اي نقاط التقاء القارات مثل الخط القاري الموجود في البحر الابيض المتوسط الرابط بين القارتين الافريقية والاوربية لذا ف 95٪ من الزلازل تقع في البحار اي الخطوط القارية و 5٪ خمسة بالمائة فقط تقع في اليابسة. ̄ تكلمتم عن التصدعات النائمة والناشطة ماذا تقصدون بذلك؟ ̄ ̄ المقصود بها هي الاماكن التي ضربتها زلازل وهي تصدعات ناشطة يمكنها ان تخمد بعد التنفيس الطاقوي ويمكنها العودة الى النشاط وهي تشققات وفتوحات مختلفة الاحجام والامتداد يمكنها العودة الى النشاط ثانية مثلما مثل البراكين وهي اماكن مرجحة لاخراج الطاقة من باطن الارض لانها تلتئم من جديد بفعل التغيرات والتأثيرات المناخية مثل التنبؤات التي خلفها زلزال الاصنام لو تعاينها اليوم بعد 30 سنة تجد انها تغيرت بشكل كبير. ̄ هل الزلازل المتبوعة بمد بحري هي ظاهرة جديدة؟ ̄ ̄ بالطبع لا هي ظاهرة موجودة وحصلت في عدة مناطق من العالم والبحوث العلمية والعلماء والخبراء يؤكدون ذلك، فقد اردف زلزال بومرداس مد بحري وصل الى شواطىء جنوب اوروبا وهي شيء عادي عند حدوث زلزال في باطن البحر كأن ترمي بحجر داخل اناء مليء بالماء سيؤدي ذلك الى الفيضان اليس كذلك؟ ̄ هل هناك اجهزة للتنبؤ بتوقيت ومكان حدوث الزلزال وهل لديكم تصور لهذا الجهاز؟ ̄ ̄ هناك محاولات كثيرة وجادة من علماء خبراء وعلماء مختصين في الميدان لكن تبقى نتائجها نسبية عند التجربة. ̄ كمتخصص في الجيوفيزياء ماهي المناطق الاكثر أمنا للبناء في الجزائر. ̄ ̄ لا أضيف جديدا ان قلت بأن بوغزول من بين اكثر المناطق ملائمة للبناء، ولكن للبناء الآمن اعتقد انه لابد من توفر ثلاثة عناصر، اولها اختيار المكان سواء تعلق الامر بالافراد او المؤسسات ثم يأتي شكل البناء الذي يجب ان يكون شكلا تناظريا وهو المربع او الشكل الدائري للاشارة، فان هذه الاشكال تتناسب والمعمار الاسلامي وهنا يحضرني الحديث النبوي الشريف وهو ''المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص''، ثم يأتي العنصر الثالث وهو اختيار مواد البناء وهناك تقينات ومواد جديدة تساعد على الامن من الكوارث الطبيعية، لذا فللمخطط الجزائري المضاد للزلازل اهتمامات اختيار المكان ولكن مازال ينقصه خضوع الشكل الاجمالي للبناية الى المراقبة لكي يكون تناظري ومتوازنا. ̄ شكرا لكم دكتور على هذه الدردشة المفيدة هل لديكم ماتقولون في آخر هذه المكالمة؟ ̄ ̄ أريد ان اقول ان العلم نور وآمان للانسان في حياته وعلينا ان نبني ونعتمد على العلم للتقدم والتطور. ̄ حاوره: أمين بلعمري